عاد التوتر إلى صنعاء عقب اختطاف ضابط رفيع في قوات الحرس الجمهوري من قبل القوات المنشقة عن النظام العام الماضي حسب قيادة قوات الحرس. واختطف مسلحون الخميس الماضي القائد العسكري في قوات الحرس الجمهوري العميد الركن مراد العوبلي في مديرية خولان (30 كم) شرق صنعاء. ويقود العوبلي حاليا اللواء 62 في قوات الحرس الجمهوري التي يتولى قيادتها أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس اليمني السابق، الذي اطاحت به الاحتجاجات التي اندلعت العام الماضي، وشغل العوبلي كذلك منصب قائد قوات الحرس الجمهوري في مدينة تعز (256 كم) جنوبصنعاء. ويعد العوبلي احد القيادات العسكرية الموالية للنظام السابق. واتهمت قوات الحرس الجمهوري القوات التي انشقت عن النظام العام المنصرم بقيادة اللواء علي محسن الاحمر قائد الفرقة الاولى مدرع بالوقوف وراء عملية اختطاف العوبلي. وخاضت قوات الحرس وقوات الفرقة الأولى مدرع العام الماضي مواجهات عنيفة في صنعاء خلفت مئات القتلى والجرحى من الجانبين، وما تزال منذ العام المنصرم الاجواء بين القوتين مشحونة وقابلة للانفجار. واتهمت صحيفة ((اليمن اليوم)) الناطقة باسم قوات الحرس الجمهوري والنظام السابق في اليمن، مسلحين موالين للواء علي محسن الاحمر قائد الفرقة الاولى مدرع وحزب التجمع اليمني للإصلاح " اخوان مسلمين" بالوقوف وراء جريمة اختطاف العوبلي. وأكدت الصحيفة في عددها الصادر اليوم (السبت) أن مسلحين قبليين وعسكريين موالين لقائد الفرقة الاولى مدرع "المنشق" علي محسن الاحمر يقفون وراء عملية اختطاف العوبلي. ونقلت الصحيفة عن مصادرها قولهم إن عملية الاختطاف بحق العميد الركن العوبلي " إرهابية " وان العملية تستهدف نسف التسوية السياسية وتدشين مرحلة الصراع المسلح. ونقل موقع ((المؤتمر نت)) الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يرأسه الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح اليوم (السبت) عن مصدر في قوات الحرس الجمهوري قوله إن عملية اختطاف العوبلي تعد "توسيع لظروف المواجهة الأمنية والعسكرية من المنشقين ورفض للجنوح للسلم وللطرق القانونية في معالجة الاختلافات". من جانبها، أكدت وسائل إعلامية مقربة من اللواء الاحمر أن جنودا تابعين للواء 62 اختطفوا العوبلي لعدم صرف مرتباتهم بحجة انضمامهم للثورة العام المنصرم. وينتمى القائد في الحرس الجمهوري مراد العوبلي إلى قبائل "سنحان" في حين ينتمى الخاطفون إلى قبائل "خولان" وهن من كبار القبائل اليمنية المتاخمة للعاصمة اليمنيةصنعاء. وتوترت الاجواء بين القبيلتين الامر الذي ينذر بحرب ب((الوكالة)) بين قوات الحرس والفرقة الاولى مدرع. وفشلت وساطة قبلية أمس الجمعة لتحرير المختطف، حسب تأكيدات قبلية لوكالة أنباء ((شينخوا)). وقالت مصادر محلية اليوم (السبت) ل((شينخوا)) إن قبائل سنحان فرضت عشرات التقطعات القبلية على اطراف صنعاءالجنوبية، وتمكنت من اختطاف ما يزيد من 30 من أبناء قبائل خولان حتى صباح اليوم. وتمتلك القبيلتين الالاف من المقاتلين، كما يمتلكون عتاد عسكري كبير، خاصة وان قيادات عسكرية كبيرة تنتمى لتلك القبائل. وقال مصدر محلي مسئول إن انفجار الاوضاع والمواجهات أمر محتمل في حال عدم رضوخ الخاطفين للوساطات القبلية والإفراج عن القائد العسكري مراد العوبلي. وأوضح المصدر "يمكن ان نشهد تحركات قبلية وعسكرية باتجاه المنطقة التي تم اختطاف منها العوبلي ما لم يتم الافراج عنه وتدخل وزارة الدفاع اليمني بشكل سريع". وفي السياق ذاته، قالت اللجنة العسكرية في اليمن إن اختطاف القائد العسكري العوبلي تسبب في شحن الاجواء بين قوات الحرس والفرقة، وتسبب في تعطيل مهام اللجنة في ازالة التوترات. وقال اللواء علي سعيد عبيد المتحدث الرسمي باسم اللجنة العسكرية لتحقيق الامن والاستقرار في اليمن إن الاجواء مشحونة حاليا وانه جهود تبذل من قبل وزارة الدفاع لاحتواء الموقف. وأوضح عبيد ل((شينخوا)) أن اختطاف مراد العوبلي قائد اللواء 62 حرس جمهوري قضية سيتم معالجتها من قبل وزارة الدفاع، وان اي تبادل للاتهامات بين الفرقة والحرس يجب ان تتوقف. وتابع " الاجواء مشحونة اصلا من السابق وليس من الان فحسب، لكن لكل قضية حلول". وأكد ناطق اللجنة العسكرية أن عملية اختطاف العوبلي علق العديد من الاجراءات التي كانت تقوم بها اللجنة في العاصمة صنعاء وعلى اطرافها لإزالة التوترات. وأشار إلى أن اجراءات كانت تقوم بها اللجنة العسكرية في اطار رفع مظاهر التوتر في المناطق المجاورة للعاصمة توقفت، وان اجراءات توقفت كذلك لحل الاشكاليات القائمة بين رجال القبائل وبعض الالوية العسكرية على مشارف صنعاء. ولفت إلى أن العديد من مهام اللجنة العسكرية توقفت بسبب حادثة اختطاف العوبلي، مؤكدا أن وزارة الدفاع تسعى لحلحلة هذه الاشكالية في القريب العاجل. ويرى مراقب يمني أن اختطاف قائد اللواء 62 حرس جمهوري يأتي في اطار الصراع بين قوات الحرس الجمهوري والفرقة الاول مدرع. وقال الصحفي اليمني احمد داود إن اختطاف العوبلي في منطقة "خولان"، يأتي في إطار الصراعات القائمة بين اللواء علي محسن الأحمر قائد الفرقة الاولى مدرع، وقائد قوات الحرس الجمهوري أحمد علي عبد الله صالح. وتابع "تم التأكد من ان الخاطفين موالين للواء علي محسن". وأضاف "الخاطفون مدعومون من اللواء علي محسن ويريدون الدخول في صراع مع معسكر (العرقوب) ثالث أكبر معسكر للحرس الجمهوري في صنعاء من اجل اسقاطه من ايدي قوات الحرس، لكن لا اعتقد أن اللواء محسن قبل او سيقبل بذلك". وأشار إلى أن التقطعات القبلية التي تقوم بها قبائل "سنحان" والتي ينتمى لها العوبلي يمكن ان ترضخ الخاطفون الى الافراج عن القائد المختطف لديهم في الايام القليلة القادمة. وتعيش اليمن وضعا أمنيا هاشا، وما تزال المؤسسة العسكرية اليمنية في حالة انقسام منذ العام المنصرم، حيث انشقت قوات عن النظام حينذاك نتيجة قمع السلطات الامنية لتظاهرات الربيع اليمني.