أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري شن السبت هجومه المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب. وذكر المرصد في بيان عبر البريد الالكتروني ان طائرات الهليكوبتر تشارك في الاشتباكات عند مدخل حي صلاح الدين وتقصفه مضيفة ان هناك اشتباكات عنيفة ايضا عند مدخل حي الصاخور. وينظر للمعركة للسيطرة على حلب التي يسكنها 2.5 مليون نسمة على انها اختبار حاسم لحكومة خصصت موارد عسكرية كبيرة للحفاظ على السيطرة على مركزي القوة الاساسيين وهما حلب ودمشق في مواجهة تمرد متنام. وعلى الصعيد الدبلوماسي، انضمت تركيا، التي كانت في وقت من الاوقات حليفة للحكومة السورية لكنها الان من اشد منتقديها، الى الضغط الدبلوماسي المتنامي على الاسد داعية الى اتخاذ خطوات دولية للتعامل مع الحشد العسكري. وفي حين لم يتمكن اي طرف من تحقيق النصر تراقب المنطقة المحيطة وما وراءها بقلق نتيجة الانتفاضة وسط مخاوف من امتداد الاضطرابات الطائفية الى الدول المجاورة، خصوصا المضطربة منها. وقال المرصد السوري ان ثلاثة من مقاتلي المعارضة لقوا حتفهم في اشتباكات بين منتصف الليل وفجر اليوم في حلب. وذكر ان هناك انباء عن مقتل 106 اشخاص في سوريا امس الجمعة مضيفا ان العدد الاجمالي للقتلى بلغ نحو 18 الفا منذ بدء الانتفاضة قبل أكثر من 16 شهرا. واظهر تسجيل مصور عرضه المرصد دخانا يتصاعد من عمارات سكنية في المدينة اليوم. وامكن سماع دوي اطلاق نار متقطع بوضوح. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "يمكننا القول ان الهجوم بدأ"، موضحا ان "اشتباكات هي الاعنف منذ بدء الثورة تدور في احياء عدة" المدينة. واشار الى "تعزيزات عسكرية (للجيش السوري) متوجهة الى حي صلاح الدين" الذي يضم العدد الاكبر من المقاتلين. واضاف ان "حي صلاح الدين يتعرض للقصف وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار". وتحدث عن "سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الاهالي بعد سقوط قذائف... واشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية صباح اليوم (السبت) استمرت نحو ساعتين بين الثوار وعناصر قافلة عسكرية متوجهة الى حي صلاح الدين". وتابع "شوهدت الدبابات في حي سيف الدولة. وتدور اشتباكات على مداخل حي الصاخور واحياء عدة اخرى في المدينة". وتحدثت لجان التنسيق المحلية ايضا عن معارك في محيط صلاح الدين جنوب غرب العاصمة الاقتصادية للبلاد. وكانت الدعوات لوقف هذا الهجوم قد تصاعدت خشية سقوط ضحايا مدنيين. تحذير روسي وحذرت روسيا من خطر وقوع "مأساة" تهدد حلب، معتبرة في الوقت نفسه انه "من غير الواقعي" تصور ان تبقى الحكومة السورية مكتوفة الايدي فيما يحتل مسلحون معارضون المدن الكبرى. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مؤتمر صحفي عقده في سوتشي ونقله التلفزيون الرسمي: "نحن بصدد اقناع الحكومة بوجوب القيام بالمبادرات الاولى لكن عندما تحتل المعارضة المسلحة مدنا مثل حلب حيث تتحضر مأساة اخرى على ما افهم... فمن غير الواقعي تصور انهم (الحكومة) سيقبلون بذلك". وتساءل لافروف: "كيف يمكن أن تنتظروا في مثل هذا الوضع أن تكتفي الحكومة ببساطة بالقول: حسنا، لقد أخطأت. تعالوا وانقلبوا علي، غيروا النظام". واضاف "هذا ببساطة غير واقعي، ليس لاننا متمسكون بهذا النظام، ولكن ببساطة لأن هذا الامر غير ممكن". في هذه الاثناء، اعلن مسلحون من المعارضة "أسر" أكثر 150 عنصرا من قوات النظام في مدينتي حلب ودرعا ومحافظة ادلب، حسبما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان. وحذرت الدول الغربية من "مجزرة وشيكة" بينما تتأهب قوات الجيش للهجوم. وقال ناشطون إن ضحايا سقطوا حتى الان في عمليات عسكرية مستمرة بينما يستمر الجيش في حشد قواته حول المدينة. وأعرب الأمين العام للامم المتحدة بان غي مون عن قلقه "الشديد لاحتدام اعمال العنف في حلب". ودعا "الحكومة السورية إلى وقف الهجوم" الذي تشنه على المدينة. وأضاف الامين العام للامم المتحدة "يجب ان يتوقف العنف من الجانبين حرصا على المدنيين الذين يعانون في سوريا". وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إنه يجب اتخاذ خطوات دولية للتعامل مع حشد قوات الرئيس بشار الأسد حول مدينة حلب وتهديدات حكومته باستخدام الأسلحة الكيماوية. غير مقبول أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فقال إن "هذا التصعيد غير المقبول للنزاع قد يؤدي الى خسائر مفجعة في ارواح المدنيين وإلى كارثة انسانية" داعيا الحكومة السورية إلى التخلي عن الهجوم. من جانبه أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الجمعة أن بلاده "قلقة جدا من المعلومات الميدانية الواردة من حلب ودعا إلى وضع حد لأعمال العنف". وكانت واشنطن قد عبرت عن قلقها من أن تكون القوات الحكومية السورية تعد "لارتكاب مجازر" في مدينة حلب. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن حشد الدبابات والمروحيات والطائرات يشير إلى أن القوات الحكومية على وشك شن هجوم واسع النطاق على المدينة. وقالت المتحدثة باسم الوزراة فيكتوريا نولاند ان هناك تصعيدا جديا في النزاع. تحرير ايطاليين في المقابل، اكدت وكالة الانباء الرسمية (سانا) السبت ان القوات السورية "حررت" خبيرين ايطاليين خطفا من قبل "مجموعة ارهابية مسلحة"، بينما كانت روما اعلنت عن توقيفهما من قبل الشرطة السورية. وذكرت سانا ان القوات السورية تمكنت "في اطار تطهيرها بعض لمناطق في ريف دمشق من تحرير خبيرين ايطاليين اختطفتهما مجموعة ارهابية مسلحة في وقت سابق". واوضحت الوكالة ان الخبيرين يعملان في محطة توليد كهرباء دير علي. ونقلت عن الخبيرين "بعد تحريرهما ان مجموعة ارهابية مسلحة تتالف من خمسة عشر عنصرا قامت باختطافهما واساءت معاملتهما وان قواتنا المسلحة حررتهما من تلك المجموعة". ادلب وفي محافظة ادلب، قال المرصد السوري إن مسلحي المعارضة "أسروا الجمعة خمسين عنصرا من القوات النظامية في مدينة معرة النعمان بينهم 14 ضابطا". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن "مقاتلي الكتائب الثائرة أسروا خمسين عنصرا من القوات النظامية بينهم 14 ضابطا بعد اشتباكات استمرت نحو 12 ساعة وانتهت بتدمير نقطة عسكرية امنية في معرة النعمان والاستيلاء عليها". ولا يمكن التأكد من صحة التقارير الواردة من سوريا من مصدر مستقل بسبب القيود المفروضة على الصحفيين هناك.