كشف مصدر دبلوماسي أميركي لصحيفة "الوطن" السعودية أن الاجتماع الذي جمع بين وزير المالية السعودي إبراهيم العساف مع رئيس الوكالة الأميركية للتنمية الدولية راجيف شاه، والذي جاء على هامش اجتماع المانحين (المجموعة الاستشارية) لدعم اليمن، تناول تصور واشنطن حول أفضل السبل التي يمكن من خلالها دعم اليمن، بتوحيد جهود ونشاطات الدول والجهات المانحة من خلال إنشاء صندوق ائتماني متعدد للمانحين. واشار المصدر الى أن شاه، قدم لوزير المالية السعودي أهداف المشروع الأميركي، ومجالات التعاون والتنسيق مع السعودية، لدعم جهود تنمية اليمن في ظل الظروف السياسية والاقتصادية والإنسانية والأمنية التي يعيشها، وبشكل خاص مع وجود تحديات حقيقة تعيق التنمية والعمل للدول المانحة في اليمن، وهو تنامي عمل تنظيم القاعدة والتنظيمات المتطرفة المتحالفة معه كأنصار الشريعة وغيرها من المجموعات المسلحة. وأكد أن هذه التنظيمات التي تتحمل مسؤولية قتل مواطنين يمنيين مدنيين وعسكريين، واختطاف يمنيين وغير يمنيين تجعل من التعاون مع المؤسسات العسكرية والأمنية في اليمن أولوية، مشددا على التزام الولاياتالمتحدة في دعم وزارتي الداخلية والدفاع في اليمن، لإعادة تنظيم وهيكلة عملياتها لتتناسب مع الاتفاقية الخليجية للتحول السياسي. وأوضح أن الاجتماع بين العساف وشاه، ناقش إمكانات توحيد الجهود المشتركة لتخطي التحديات التي تواجه مشروع دعم اليمن، بما يحقق الأمن والاستقرار للشعب اليمني، مؤكداً أن مثل هذا الصندوق الائتماني المتعدد للمانحين سيضاعف من فعالية مساعدة الدول المانحة لليمن، وتخفض تكاليف التشغيل بالنسبة لعمليات جميع الأطراف، ويحقق مزيدا من النتائج المرجوة في دعم التنمية في اليمن، وبالتالي إيجاد بنية تحتية مستقطبة للاستثمارات والوظائف التي تعتبر علاجا لمرض البطالة الذي تستغله القاعدة. وشدد المصدر على أن الصندوق الائتماني المتعدد للمانحين الدوليين لليمن سيدعم خطط الحكومة اليمنية حول التنمية الاقتصادية والإصلاح، وتوفر مزيدا من الرقابة على المشاريع والإنفاق، ويلبي احتياجات الشعب اليمني خلال هذه المرحلة الحساسة والهامة في عملية الانتقال السلمي للسلطة ضمن آليات عمل المبادرة الخليجية، وتقطع الطريق على القوى التي تحاول إفشال الجهد العربي والأممي في مساعدة اليمن. وأكد أن الولاياتالمتحدة وسعت من دعمها لليمن، للوصول به إلى مرحلة النمو الاقتصادي المستدام من خلال الدفع ضمن برنامج واحد يوحد الجهود ويركزها ضمن عمل هذا الصندوق الدولي الذي سيتم اقتراحه رسميا خلال اجتماعات نيويورك في 27 من أيلول الحالي، موضحاً أن مثل هذا البرنامج سيمنع حالة التشتت الحاصلة في تبني مشاريع الحكومة اليمنية ويدعمها في الدخول في عهد جديد لبناء مستقبلها وموجهة التحديات الحقيقية القائمة مع الاستجابة للاحتياجات الحالية الملحة للملايين من مواطني اليمن المترقبين لتلمس النتائج الإيجابية لمثل هذا الدعم على حياتهم.