من المتوقع أن يقوم الرئيس عبد ربه منصور هادي بجولة خارجية تشمل إلى جانب الولاياتالمتحدة الأميركية دولاً أوروبية نهاية الشهر الجاري، ومثل هذه الجولات الخارجية للرئيس تكتسب أهمية كبيرة بالنسبة لليمن في ضوء التطورات التي يشهدها البلد على مختلف الأصعدة، وحاجته إلى كسب ثقة الدول الشقيقة والصديقة وتعزيز المصالح المشتركة. ورغم أهمية هذه الجولة الرئاسية التي ينوي الرئيس القيام بها قريباً، إلا أن اللافت تأخر تعيين سفراء لليمن في بعض تلك الدول، وفي دول عربية وأجنبية أخرى خلفاً للسفراء الذين انتهت فترة عملهم منذ عدة أشهر، وهذه المسألة تعد شديدة الأهمية لجهة العلاقات بين الدول، كما أنها شديدة الحساسية لدى معظم الدول التي تشعر بالانزعاج من دولة تربطها بها علاقة دبلوماسية كاملة وتتجاهل ترشيح سفير لها في الوقت المناسب، وبحيث لا يحدث فراغ لزمن طويل في منصب السفير، ذلك أن القائم بأعمال السفارة لا يتمتع بصلاحيات السفير، ولا يمكنه أن يؤدي عمله ومهمته كسفير لبلده في حين أنه لا يوجد ما يمنع الدولة اليمنية من تعيين سفير لها، أو ما يعكر صفو العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهناك دول قد تفسر تأخر الحكومة اليمنية في ترشيح سفير جديد لها بأنه ينم عن موقف غير إيجابي تجاهها، أو يرجع إلى عدم اهتمام الدولة اليمنية بعلاقتها مع هذه الدولة أو تلك، أو تعمد تجاهلها لأسباب تجهلها، وبالتالي قد تتخذ بعض تلك الدول - لفرط حساسيتها - إجراءات دبلوماسية مماثلة تسبب في اهتزاز مركز اليمن الدولي والإقليمي، وتعكير صفو علاقاتها الدولية. والمثير للاستغراب أن لدى اليمن، وتحديداً وزارة الخارجية كادراً دبلوماسياً كبيراً كثيراً ما بعث لدينا شعوراً بأننا دولة عظمى، كما أن هناك طابوراً طويلاً من وزراء ومسئولين سابقين ينتظرون دورهم لتولي منصب سفير في إحدى الدول، إما بهدف الترضية أو بغرض الاستبعاد "اللائق" كما ألفنا ذلك لسنوات طويلة مضت، وإضافة إلى ذلك هناك عديد شخصيات موعودين أو وعدوا بمناصب دبلوماسية في سفارات اليمن المنتشرة في غالبية دول العالم من خارج كادر وزارة الخارجية ك"مكافأة" على مواقفهم المؤيدة لإسقاط نظام الرئيس السابق، وانشقاقهم عنه في خلال مراحل الأزمة الراهنة، وهناك حصة من السفراء تطالب بها أحزاب "اللقاء المشترك" أسوة بحزب "المؤتمر الشعبي العام" في مرحلة "التوافق" الراهنة.. وقبل هذا وذاك لا ننسى أن الرئيس هادي يريد تعيين سفراء "يثق" في ولائهم له، ولمرحلة التغيير التي يقودها على غرار قرارات التعيين التي أصدرها في المناصب العسكرية، والأمنية، والحكومية منذ تولى منصب رئيس الجمهورية، وهذا من حقه ولا يمكننا المجادلة فيه. كلما نطلبه أن ينتهي الفراغ "الدبلوماسي" في مناصب سفراء اليمن في دول العالم، وليأتي من أتى، ويُعين أياً كان، خصوصاً وأن معظم سفاراتنا حول العالم متخمة بالدبلوماسيين، والموظفين منهم من تم تعيينهم وفقاً لمعايير "المحسوبية"، والوجاهة الاجتماعية، والقرابة من النافذين ومراكز القوى في السلطة وفي البلد، ومنهم من لديه الخبرة والكفاءة التي تؤهله لشغل المنصب وتمثيل البلد التمثيل المشرف، وبعض هؤلاء السفراء حصلوا على أوسمة رفيعة من الدول التي عملوا فيها بعد انتهاء فترة عملهم تقديراً لجهودهم وتفانيهم في خدمة وتطوير العلاقات اليمنية مع تلك الدول، أما بعض من يُطلق عليهم مسمى "دبلوماسيين" فمنهم فاشلون، وفاسدون، وبعضهم "ربما" حاز على وظيفته "الدبلوماسية" لأن لديه موهبة "نادرة" في تقديم "خدمات خاصة" على سبيل العرفان لمن كان سبباً في تعيينه في هذه السفارة أو تلك، والبلد تتكفل بالإنفاق دون حسيب أو رقيب، كما أنه من المعلوم أن معظم سفاراتنا، لا تقدم للمواطن اليمني من الرعاية والاهتمام الذي يستحقه مواطن من سفارة بلده. جدير بالذكر أن الرئيس هادي -وفقاً لمصادر حكومية- سيقوم بجولة خارجية تشمل عدداً من الدول، منها بريطانيا، والولاياتالمتحدة، وفرنسا وألمانيا،حيث يبحث مع قادة تلك الدول تطورات الوضع في اليمن، وحشد الدعم المادي، والسياسي، بالإضافة إلى المعونات الاقتصادية، حيث من المقرر أن يرأس وفد اليمن في مؤتمر أصدقاء اليمن الذي تستضيفه، نيويورك، في 27 أيلول/سبتمبر الجاري، على هامش اجتماع الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الذي سيلقي فيه كلمة اليمن.