دعا الدكتور منير كامنتر مدرس الفقه بجامع الأزهر الشريف جميع المسلين في العالم إلى عدم التعصب ، والانفعال نتيجة لإساءة الغرب لهم وبمقدساتهم ، والتفكير جليا بما يعود عليه النفع على المجتمع لخدمة الإسلام والمسلمين. وقال مدرس الفقه بجامع الأزهر الشريف في المؤتمر الأول ل«المركز العربي للدراسات والتثقيف» ل " التغيير " : إن ما يحدث اليوم من التعصب وعدم قبول الآخر ناتج عن التقصير في الدعوة الإسلامية، معتبرا أن من يقوم بها «أي الدعوة» قاصرا وليس لديه إطلاع على بيان الدين، وهو الأمر الذي أحدث لغطا في الدعوة الإسلامية، داعيا أهل العلم والمعرفة بالإسهام في فهم الدين لدى الغرب والإطلاع على سماحة الإسلام. وتطرق في مؤتمر «ثقافة الفكر الديني بين الاعتدال والتعصب» إلى أهم السمات التي كان يتصف بها صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، من الحكمة والوقار في تعاملهم مع الناس، على عكس ما يحدث الآن من التعصب والإساءة إلى الدين الإسلامي. وحث على أهمية عودة أهل المعرفة المطلعين من شيوخهم الأجلاء «العلماء»، ورأى بأن الوقت قد حان بعودة العلماء وتوجيههم وبياناتهم في المساجد، وتعريف الدين الإسلامي تعريفا صحيحا، كونه هو الدين الوحيد الذي وقف مع بقية الديانات بالشرح والبيان والحوار البناء. إلى ذلك أعتبر هاني الجريري رئيسة حركة الأقباط من أجل مصر بأن الهدف من إنتاج الفيلم المسيء للرسول هو نشر الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، مشيرا إلى أن ما حصل خلال الفترة الأخيرة من إساءة للرسول محمد يرفضه كافة الأديان، مستشهدا بخروج المسيحيين مع إخوانهم المسلمين إلى الشارع تنديدا بهذا الفيلم. من جانبه قال علي محسن حميد مندوب اليمن السابق في الأممالمتحدة أن الصراع بين الأديان ليس جديدا، بل زاد ذلك بظهور الدين الإسلام وهو ما جعل بقية الأديان «غيورة» من الإسلام، على اعتبار أنه خطر قادم من الصحراء، الأمر الذي جعلهم يشنون حملة صليبية ضد الإسلام. مشيرا إلى أن هناك بعض الأطراف المسيحية التي تمتلك التراث والمال عملت على تشويه صورة الإسلام من خلال الكتابات، والأفلام، وتوظيف ذلك توظيفا يشوه صورة الإسلام، لرسم صورة قاتمة لدى الغرب بأن الدين الإسلامي ما هو إلا إرهاب. وأوضح علي محسن حميد بأن إسرائيل نجحت بعد الحرب العالمية الثانية أن تشكل مرحلة جديدة، «ما زال العرب يعانون منها» من خلال تمكنها السيطرة على الإعلام والفكر،ووجهته توجها غير صحيح يخدم الخطة الإسرائيلية الهادفة إلى السيطرة على الوطن العربي تحت غطاء غربي بحجة القضاء على الإرهاب، متهما إسرائيل بأنها من تقف خلف الصراع الطائفي والديني في مصر والبلدان العربية. وفيما يخص ردود فعل العالم الإسلامي تجاه الفيلم المسي للرسول، أنتقد «حميد» ذلك وأعتبره أنه تعبير خاطئ، وأن العرب والمسلمون أساءوا لهم أكثر مما أسيء لهم في الفيلم المسي للرسول الكريم، وحث على أهمية المعرفة بين الوسطية والاعتدال لدى الشعوب العربية، وفصل الدين عن السياسة، وحمل قناة الناس التي بثت الفيلم لأول مرة، مسئولية العنف الذي حصل في دول العالم. ودعا الدول العربية والإسلامية إلى الاهتمام بالبحث العلمي، وزيادة الإنفاق عليه، ومنافسة إسرائيل في هكذا أمر، والتي تعد أكبر دولة في العالم صرفية على البحث العلمي، وهو الأمر الذي جعلها تصدر أسلحة بكمية عالية تعتمد على ذلك في ازدهار اقتصادها. وفي ذات السياق قال عبد الواحد إبراهيم صحفي سوداني أنه من الأهمية على الأئمة والعلماء أن يكون لهم دور في نشر إسلاما معتدل غير الذي يحدث في السودان أو كما فهمه السودانيين منذ أن جاء «الترابي » إلى السودان، موضحا أن تدخل الدين في السياسة كان سببا رئيسيا في انفصال جنوب السودان عن شماله. هذا وكان عبد الله قاسم الشرعبي رئيس المركز العربي للدراسات والتثقيف قال في تصريح سابق ل" التغيير "أن المؤتمر هو رد فعل مستعجل لنشر الوعي الديني وأهمية الاعتدال فيه، حتى لا يتم فهم الإسلام بشكل خاطئ ونشر الوعي لدى الأوساط ، والتنسيق مع رجال الدين في كيفية نشر الوعي الديني والأخلاقي وأهمية دور الإعلام في التهدئة للأمور الدينية.