7 فبراير 2005م " التغيير": في حيي السلخانة وصدام حسين في شمال مدينة الحديدة بغربي البلاد .. مازالت هناك صور قاتمة لحياة بائسة يعيشها الاف ممن طردتهم السعودية ابان ازمة وحرب الخليج الثانية التي كانت حينها الحكومة اليمنية مؤيدة بصورة أو باخرى للغزو العراقي للكويت وحينها عاد الى البلاد نحو مليون مغترب يمني معظمهم كانوا في السعودية ، وذلك ردا على الموقف الحكومي اليمني . المغتربون اليمنيون الذين قذفت بهم الازمة والحرب وكان معظمهم يؤيد صدام حسين ويعتبره بطلا قوميا (!) كانوا يعيشون حياة إن لم تكن رغدة فهي ممتازة جدا في السعودية ، يجدون فرص العمل والدخل ، غير ان معظمهم لم يكن يعمل حسابا لذلك اليوم الاسود بالنسبة لهم اليوم ، وهو يوم العودة الى الوطن ، وبيع ما تحتهم وما فوقهم من اجل العيش .. وقلة هم ممن تمكنوا فيما بعد من العودة والغالبية المعدمة ظلت ! " التغيير " زار احد تلك الاحياء التي لا تستحق مجرد اسم شعبية ، وينقل لزواره الكرام بالصور جانبا من حياة اؤلئك الناس الذين لا يجدون ما يسترهم من عين أو من سماء ممطر أو طقس حار أو بارد أو رياح عاتية .. رغم مرور ما يربو على العقد ونصف العقد على تلك الازمة العربية الكبيرة .. والامر هنا لا يتعلق بالتزامات الحكومة اليمنية تجاه مواطنيها ، لان حكومة المؤتمر الشعبي العام لا تلتزم تجاه مواطنيها الذين هم افضل حالا من اؤلئك المنكوبين ، فما بالنا بهؤلاء الذين جار عليهم الزمن ايما جور وباتوا في عشية وضحاها ، ضحايا لصراعات الانظمة العربية ولم تشفع لهم شعاراتهم المؤيدة للعراق حتى في بناء وحدات سكنية من المال العراقي الذي كان ينفق على الابواق المطبلة للنظام المرحوم في كل مكان .. وهؤلاء الذين خرجوا يهتفون لحياة علي وصدام ، هاهم اليوم يعيشون حياة البؤس بابشع صوره!! في تلك الاحياء بمدينة الحديدة انتشرت كثيرا نظرا للفقر والجوع الجرائم بمختلف صورها واشكالها وازدادت ظاهرة الشحاذة والدعارة وليس بعيدا انتشار الامراض وكل ذلك لا يعني للحكومة في شيء ، رغم ان المرء لا ينكر ان هناك اراض وزعت على بعضهم وشوارع تشق حاليا ، ولكن من هم المستفيدون .. وتظهر الصورة ، صورة حياة ما خلف الشوارع التي يزورها المسؤولون !!