اتهم الناشط اليمني محمد القيرعي سلطة بلاده بممارسة حملة قمع وتنكيل وتخوين واتهام بالعمالة ضده، مشيرا إلى أنها رفضت الاعتراف بمنظمته التي أطلق عليها "منظمة الدفاع عن الأحرار السود في اليمن". وقال القيرعي في حديث مع الجزيرة نت إن منظمته تعد أول حركة حقوق مدنية تنشأ من وسط الفئة السوداء في اليمن، موضحا أن إنشائها جاء نتيجة تراكمات كثيرة كان على رأسها الاختلال السياسي في البلاد عقب حرب صيف 1994. وحسب القيرعي فإن الحزب الاشتراكي كان يشكل سندا رئيسيا للفئات المهمشة داخل المجتمع اليمني من خلال إعطائها حقوقها والاعتراف بمواطنتها، ولكن بعد سقوطه من السلطة عقب الحرب "وجدنا أنفسنا وسط محيط عنصري، وكان من المهم تشكيل حركة حقوق مدنية". وشدد الناشط الحقوقي على أن ثمة انتهاكات يتعرض لها الأخدام من كل شرائح المجتمع والدولة وقال "هناك موروث شعبي سائد ينتقص من قيمة الأخدام، والخادم في نظر الكثير ممتهن وغير معترف بشخصيته الإنسانية، والانتهاكات ضده تجرى في كل مكان، في الشارع والمدرسة والوظيفة". غير أنه اتهم سلطات الدولة بممارسة التهميش ضد الأخدام بشكل أخطر، ضاربا مثلا على ذلك بأنه عندما يكون الأخدام طرفا في قضية رئيسية تصبح كل هيئات الدولة ضدهم ابتداءا من مدير الأمن مرورا بوكيل النيابة وانتهاء بقاضي المحكمة، "لأن الوصمة الدونية المحيطة بهم تفرض هذا الموقف". وأشار القيرعي إلى أن 99% من عمال النظافة والصرف الصحي في اليمن هم من فئة الأخدام، و95% منهم يعملون بواقع الأجر اليومي وبدون عقود رسمية تكفل لهم حقوقهم، منوها إلى أن هذا القطاع العمالي الواسع محروم من حقوقه التي يكفلها القانون لبقية مواطني اليمن مثل الإجازات الأسبوعية والسنوية والموسمية، وحقوق التأمين الصحي والمعيشي والسكني وغيرها، الأمر الذي يترتب عليه توسيع دائرة الفقر، والعزلة والتهميش للأخدام. ورفض القيرعي المقولة بأن الأخدام فرضوا العزلة على أنفسهم، مشددا على أن الأخدام فئة اجتماعية كرست تجاهها القيم الدونية، وأنهم من أفقر طبقات المجتمع كما لا يحق لهم امتلاك الأرض أو أدوات الإنتاج، حتى أن بعض المهن الوضيعة فرضت عليهم وحدهم. وأضاف "ثمة عنف اجتماعي يلتهم كل يوم أعدادا من الأخدام، والثقافة الاجتماعية تجيز انتهاك عرض الخادمات، وهناك كوارث تنزل بهم آخرها الحريق الذي التهم مساكن الأخدام في منطقة عصر بصنعاء". وحدد القيرعي مطالب منظمته بالاعتراف بواقع النظرة العنصرية ضد الأخدام سواء على الصعيد الرسمي أو المجتمعي، وبالتالي إيجاد منظومة متكاملة من الحلول الدستورية والتشريعية والقانونية تكفل لهم حقوقهم، وتقر تفعيل التعليم المجاني لهم، وإيجاد قوانين تمييز إيجابي، والهدف منها تقريب الهوة ما بين فئة الأخدام وبقية فئات المجتمع باليمن. وحذر القيرعي مما اسماه ب"الخيار الثوري" في حالة فقدان الوسائل السلمية في المستقبل، معتبرا أن "فئة الأخدام تعاني من كبت اجتماعي وسياسي وموروث عزلي، وهذه الأمور كلها تؤدي إلى الاحتقان والتراكم الثوري، والمطلوب من السلطة التفكير بالتعاطي مع مطالبنا قبل أن تنفلت الأمور وتتحول القيادة في المنظمة إلى أطراف متطرفة قد تبدأ السير في اتجاه المقاومة وتدفع للانتفاضة". ويقدر عدد فئة الأخدام في اليمن بنحو 800 ألف نسمة، ويتواجدون بشكل أساسي في المناطق الجنوبية والغربية وبعضهم نزحوا إلى العاصمة صنعاء. _________________