" التغيير" خاص علي سالم المعبقي : أعلنت منظمة يمنية تعنى بمناهضة التمييز عزمها رفع دعوى قضائية ضد الحكومة اليمنية وقال محمد القيرعي , الرئيس التنفيذي لمنظمة الأحرار السود , إن منظمته بصدد رفع دعوى قضائية ضد الحكومة اليمنية بسبب تعاملها التمييزي مع عمال النظافة والصرف الصحي . و أوضح القيرعي أن نحو 12000 عامل وعاملة ممن ينتمون إلى الفئة المهمشة ( الأخدام ) تعرض عليهم أعمال وضيعة مثل نظافة المدن و أعمال الصرف الصحي من دون أن يحظون بالمساواة في الأجور . مشيرا إلى أن تعامل الحكومة مع هؤلاء العمال بالأجر اليومي يعد تمييزا وخرقا للدستور والمواثيق الإنسانية وحقوق المواطنة . وانتقد القيرعي في حديث مع " التغيير " عدائية السلطة الموجهة ضد فئة الأخدام وتواطؤ المعارضة ومنظمات المجتمع المدني . متهما الحكومة اليمنية وأحزاب اللقاء المشترك ( تحالف المعارضة ) بتكريس النظرة التمييزية والتعامل على أساس اللون مع أبناء البشرة السوداء . ولفت القيرعي إلى حوادث هدم وإحراق تعرضت لها أماكن سكن فئة المهمشين في صنعاء وعدد من المحافظات وتحرشات جنسية لنساء هذه الفئة واعتداء واعتقال لرجالها خارج القانون . وقال القيرعي إن وحدات عسكرية تتبع الحرس الجمهوري والقوات الخاصة هدمت و أحرقت في أوقات سابقة محاوي ( تجمعات سكن ) الأخدام في أمانة العاصمة و إب والضالع . مشيرا إلى أن وزارة حقوق الإنسان صنفت في تقاريرها فئة الأخدام بالبدو الرحل في محاولة منها " للتغطية على أعمال التهجير القسري الذي تتعرض له فئة الأخدام " واصفا سلوك الوزارة هذا ب " المحاولة الوضيعة " والمثير للاشمئزاز . وذكر الرئيس التنفيذي لمنظمة الأحرار السود أن منظمته بصدد تقديم ملف إلى مكتب هيئة الأممالمتحدة بالانتهاكات التي تتعرض لها طائفة الأخدام . مؤكدا أن المنظمة تعمل منذ إشهارها تموز ( يوليو ) 2001 على استنهاض حركة تضامن داخلية وخارجية " تقف إلى جانب كفاح المهمشين وتساند تطلعاتهم نحو توكيد هويتهم " . مشيرا إلى ان المنظمة وفي مسعى منها تعزيز وعي الطائفة بإنسانيتها المهدورة , تسعى بالتعاون مع منظمات خيرية دولية وشخصيات يمنية إلى توفير التعليم لأبناء المهمشين والحصول على فرص عمل شريعة . منوها بأن تعاونا مع منظمة ديا الفرنسية أثمر بناء مدينة سكنية للمهمشين في مدينة تعز وثمة مدن أخرى قيد الإنشاء في العاصمة صنعاء . واستبعد القيرعي أن يتقدم طائفة الأخدام بمرشح لرئاسة الجمهورية على المدى القريب . لكنه قال أن المنظمة ستشجع أبناء الطائفة على خوض الانتخابات المحلية . ورغم حوز القيرعي على عضوية اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني أحد ابرز الأحزاب الخمسة المعارضة المتحالفة ضمن ما يسمى ب ( اللقاء المشترك ) إلا أن القيرعي جمل بشدة على هذه الأحزاب متهما إياها بالصمت المتواطئ إزاء ما تتعرض له طائفة الأخدام من أعمال نكيل وحبس خارج القانون كان آخرها حسب القيرعي ما تعرض له أخدام الضالع . مشيرا إلى أن برنامج الإصلاح السياسي المطروح من قبل أحزاب اللقاء المشترك " لا يمكن أن يحظى بشرعية ما لم يربط بقضايا الجماهير " . واتهم القيرعي البرلمان والمثقفين بالتخلف والتقليدية والوعي التمييزي . لكنه قال إن فئة الأخدام ساهمت في صناعة الاستبداد بسبب ظروف القهر التاريخي كما لا زالت تمثل كتلة انتخابية للاستبداد الذي يطالها . يسمح باعادة النشر بشرط الاشارة الى المصدر: موقع التغيير.