تقام مساء اليوم بملعب ويمبلي الشهير بالعاصمة الانجليزية لندن بداية من الساعة السابعة إلا ربع بالتوقيت العالمي الموحد"غرينيتش" المباراة لانهائية لدوري الأبطال في نسخته ال58 بين الناديين الألمانيين العملاقين بايرن ميونيخ وبوريسيا دورموند، الأول يسعى من اجل ألكاس الخامسة فيما يسعى الثاني لإضافة النجمة الثانية. تعتبر هذه المرة الأولى التي يتقابل فيها فريقين من ألمانيا بنهائي البطولة الأوروبية، ويشاء القدر أن تقام المباراة على ملعب ويمبلي الذي يمكن وصفه ب"التاريخي". وجاء قرار استضافة ويمبلي للمباراة النهائية بصفة استثنائية من ميشيل بلاتيني رئيس الإتحاد الأوروبي لكرة القدم، كنوع من التكريم للاتحاد الانجليزي الذي يحتفل في 2013 بالذكرى 150 لتأسيسه. وأعيد افتتاح ملعب ويمبلي الجديد الواقع في العاصمة البريطانية لندن عام 2007 - بعد هدمه في 2003 - في نفس موقع الملعب القديم الذي تم بناءه في عام 1923 والذي يعتبر من أشهر ملاعب كرة القدم في العالم. ويسع ويمبلي ل90 ألف متفرج ويعد ثاني أكبر ملعب في أوروبا، كما أنه معقل المنتخب الإنجليزي ومستضيف مباريات بطولة كأس الإتحاد الإنجليزي، أقدم بطولات الكؤوس. وتعتبر هذه المرة السابعة التي يحتضن فيها ويمبلي نهائي دوري الأبطال بعد أعوام 1963 و1968 و1971 و1978 و1992، و2011 في نسخته الجديدة. واستضاف ملعب ويمبلي القديم خمسة نهائيات من السبعة. ففي عامي 1968 و1978 توج مانشستر يونايتد وليفربول الإنجليزيين باللقب على حساب بنفيكا البرتغالي وكلوب بروج البلجيكي بنتيجتي 4-1 و 1-0. يضغط الفريقان على المنافسين من أول الملعب وبوسع كل منهما نقل الكرة من الدفاع للهجوم بسرعة هائلة ويلعبان بطريقة 4-2-3-1 بوجود لاعبين اثنين على الأطراف ومهاجم وحيد. لكن دورتموند يميل بشكل أكبر لأسلوب لعب يعتمد على الهجمات المرتدة. وأحد أساليب التدريب التي يطبقها المدرب يورغن كلوب هي وضع هدف أمام لاعبيه يبلغ ثماني ثوان بين الاستحواذ على الكرة في نصف ملعبهم والتسديد على المرمى. ويعد الضغط على المنافس أمرا أساسيا في طريقة لعب دورتموند لدرجة أن كلوب وصف هذا الأسلوب يوما بأنه "أفضل صانع لعب يمكن لفريق الحصول عليه." ستكون المباراة قبل الأخيرة لمدرب بايرن ميونخ يوب هاينكس (المباراة الأخيرة ستكون أمام شتوتغارت في نهائي كأس ألمانيا). وأحرز هاينكس مع الفريق البافاري لقب الدوري الألماني في الموسم الحالي بعد 28 مرحلة فقط من المسابقة ليحقق بذلك رقما قياسيا جديدا في تاريخ البوندسليغا كما يتمتع الفريق بترشيحات هائلة للفوز بلقب كأس ألمانيا عندما يلتقي فريق شتوتغارت في أول جوان المقبل بالملعب الأولمبي في العاصمة برلين. هاينكس الذي يملك الفرصة لقيادة الفريق البافاري للتتويج باللقب الأوروبي الخامس في تاريخه، لن يستمر في الموسم المقبل مع فريقه حيث سيخلفه المدرب الاسباني بيب غوارديولا. يوب هاينكس يريد أن يكون رابع مدرب يحقق لقب دوري أبطال أوروبا مع ناديين مختلفين بعد كل من هابل، هيتزفيلد ومورينيو. وكان هاينكس قد توج باللقب الأوروبي الأغلى مع ريال مدرد عام 98 في أمستردام على حساب جوفنتوس الايطالي. كما أنه في حال فوزه في نهائي ويمبلي فانه سيكون كذلك المدرب التاسع عشر الذي يحقق لقب دوري أبطال أوروبا في مناسبتين. سيجمع النهائي بين "الحكيم العجوز" يوب هاينكيس مدرب بايرن ميونيخ الالماني و"المرشد الشاب" يورغن كلوب مدرب بوروسيا دورتموند. بعمر الثامنة والستين، يحلم هاينكيس "حكيم" كرة القدم الألمانية بختام مزلزل لمسيرة توج بها تقريبا بكل الألقاب.أحرز مهاجم بوروسيا مونشنغلاباخ السابق بطولة ألمانيا أربع مرات وكأس الاتحاد الأوروبي 1975، بالإضافة الى لقب كاس أوروبا 1972 وكأس العالم 1974 مع منتخب ألمانيا الغربية. هاينيكس المدرب اضاف ثلاثة ألقاب في الدوري مع بايرن ودوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد الاسباني عام 1998. عام 2004 أقاله رودي اساور من تدريب شالكه ووصفه بانه "مدرب من المدرسة القديمة". عاد عن اعتزاله عام 2009 نحو بايرن فريقه السابق لفترة خمس مراحل فقط ليحل بدلا من يورغن كلينزمان. تحمس المدرب الخبير وانضم الى باير ليفركوزن فقاده للتأهل الى دوري أبطال أوروبا قبل العودة من الباب الكبير الى بايرن عام 2011. يمكن لهاينكيس ايضا ان يحقق ثلاثية نادرة، بحال توج بلقبي دوري الأبطال وكأس ألمانيا. في مواجهته، سيقف يورغن كلوب (45 عاما) المدرب الصاعد على الساحة الاوروبية. مهاجم صلب في الدرجة الثانية مع ماينتس، استهل مسيرته كمدرب ورفع النادي الى الدرجة الاولى لاول مرة في تاريخه عام 2005. طاقته ونتائجه أقنعت بوروسيا دورتموند للتعاقد معه عام 2008، فعرف المجد معه بإحراز لقب الدوري عامي 2011 و2012. أتقن لعب دور "الطفل الهائج" بلسان سليط، محتفلا بأهداف لاعبيه بعدو لمسافات طويلة وحركات مسعورة بالأيدي. مزاجه نقيض لصورة هاينكيس، ولو ان الأخير السلطوي لقب سابقا "اوسرام" (ماركة لمبات) نظرا لاحمرار جبينه العريض عندما يغضب. على المقعد، يتميز المدربان بقدرتهما على استخراج افضل ما لدى لاعبيهم. يستحق هاينيكس ميزة المحافطة على لحمة فريقه لتحقيق اهداف النادي، هذا بدون ان ينجح في تفادي قضايا الغرور في ميونيخ. " مجلة بزنس الصفحة الرياضية "