قدر تقرير أولي لمكتب وزارة الزراعة والري بساحل حضرموت حجم الخسائر التي تكبدها القطاع الزراعي في مديريات ساحل حضرموت جراء كارثة السيول والأمطار بمليارين و808 ملايين و552 ألف ريال. وأوضح التقرير حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منه أن هذه الخسائر تمثلت في جرف الأراضي الزراعية والأشجار المثمرة ونفوق الثروة الحيوانية وتدمير المناحل إضافة إلى المنشآت المائية من مضخات وأنابيب وري حديث وسدود وحواجز وآبار ارتوازية. وأشار إلى أن السيول جرفت خمسة آلاف و244 هكتار من الأراضي الزراعية منها خمسة آلاف هكتار بمديرية دوعن و244 هكتار في مديريات المكلا ، غيل با وزير ، بروم ، حجر ، يبعث وغيل بن يمين. فيما بلغت الخسائر الأولية لهذه المساحات مليار و46 مليون و700 ألف ريال فضلا عن تضرر 606 هكتارات من الأراضي الزراعية والمثمرة بقيمة قدرها 76 مليون ريال وذلك في مديريات المكلا ' أرياف المكلا ' غيل با وزير ' بروم ميفع ، حجر ' يبعث ' غيل بايمين. وبين التقرير أن تدفق السيول بشكل قوي أدى إلى اقتلاع أكثر من 18 ألف و893 شجرة معمرة وشجيرات مثمرة موزعة على مديريات ساحل حضرموت بتكلفة 154 مليون و400 ألف ريال إضافة الى مقتل 110 رأس من الجمال ، 350 رأس أغنام بتكلفة إجمالية 62 مليون ريال. وعن الأضرار التي لحقت بالنحل أشار التقرير إلى أن الأمطار والسيول تسببت في تدمير 38 ألف و743 خلية نحل في مديريات دوعن والمكلا وغيل با وزير وبتكلفة إجمالية قدرها 387 مليون و430 ألف ريال. وفيما يتعلق بمجال الري أوضح مدير عام مكتب الزراعة والري لمديريات ساحل حضرموت المهندس محمد فرح عبدون أن اندفاع المياه بكميات كبيرة في المديريات أدى إلى تدمير معدات ومواد زراعية بتكلفة ثلاثة ملايين و285 ألف ريال عبارة عن غرف مكائن وأكياس يوريا، كما دمرت خزانات مياه إسمنتية وبلاستيكية ومضخات مياه ، مواطير ، أنابيب مياه ، أدوات ري حديث ، بكلفة 25 مليون و168 ألف ريال بمديريات المكلا ، غيل با وزير ، بروم ميفع ، يبعث. وقال مدير عام مكتب الزراعة والري لمديريات ساحل حضرموت في حديث لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ):" الكارثة أدت أيضا إلى طمر 197 من الآبار الارتوازية والمفتوحة والعيون الجارية في المحافظة بتكلفة قدرها 169 مليون و550 ألف ريال في مديري المكلا ، أرياف المكلا ، غيل با وزير ، الشحر والديس الشرقية ، بروم ميفع ، حجر وغيل بن يمين". وعن أضرار السيول على المشاريع والمنشآت المائية الزراعية أشار عبدون إلى تكسر عدد من السدود الحجرية والترابية بسعة قدرها 96 ألف و410 متر مكعب من المياه بتكلفة 189 مليون و328 ألف ريال بمديريات غيل با وزير ، بروم ميفع ، حجر ، يبعث، إضافة إلى جرف وتكسر عدد من القنوات الإسمنتية والترابية والحواجز الترابية وأسوار حجرية وحواجز جابيون بتكلفة إجمالية قدرها 223 مليون 486 ألف ريال. وتفوق مساحة الأراضي المزروعة حاليا بساحل حضرموت 20 ألف هكتار مزروعة بالنخيل والذرة والحبوب والفواكه والخضار المختلفة، فيما تقع المساحات المجروفة على امتداد 10 هكتارات على ضفاف الوديان. وعن جهود مكتب الزراعة والري في تلافي أضرار الكارثة أوضح عبدون ان المكتب قام بتشكيل غرفة عمليات للنزول الميداني وتقدير الأضرار التي تعرضت لها الأراضي الزراعية والمزارعين وبالتالي وضع خطة للنزول الميداني الفعلي لكل مديرية على حدة عبر تشكيل فرق من المهندسين الزراعيين بمكتب الزراعة بهدف التأكد من دقة المعلومات الأولية الواردة إلى المكتب. وحسب المهندس عبدون لم تستطع الفرق الميدانية حتى ألان الوصول إلى بعض مناطق المديريات التي يحول انقطاع شبكات الطرق المؤدية إليها دون الوصول إليها ومنها وادي الغيل والخربة التي تبعد عن مدينة المكلا حوالي 40 ميل. وقال :" لم ينجو من هول الكارثة سوى مديرية سقطرى ..متوقعا هبوط كميات ومعدلات الإنتاج في محصول القمح والحبوب خلال العام القادم نظرا لجرف مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالقمح المحسن .. وأكد مدير مكتب الزراعة والري بالساحل أن الجهود ستنصب حاليا نحو تشجيع المزارعين على زراعة أكثر من 40 هكتار خلال الأيام القادمة لتعويض الخسائر التي سببتها الكارثة وذلك نظرا لأن وقت الموسم لا يزال متاح ، إضافة الى تعويض المز راعين المتضررين بشكل عادل من خلال استصلاح الأراضي المنجرفة وشراء المضخات الزراعية والمناحل. وقال المهندس عبدون بأنه تم اعتماد ثمانية مشاريع سدود (مشروع التنمية الزراعية ) في وديان الخربة والمحمدين ورأس حويرة والمدحر ،وادي قر ،تحاميل الريدة وقصيعر بتكلفة إجمالية بلغت 30 مليون دولار بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بهدف احتجاز كميات كبيرة من المياه المستخدمة في الزراعة. مشيرا إلى أهمية التسريع في تنفيذ هذه المشروعات وأثرها في التقليل من أضرار كوارث السيول مستقبلا والنهوض بالتنمية الزراعية.