تعتبر الزراعة في اليمن أحد الفروع الرئيسية للإنتاج المادي والاقتصادي والوطني حيث أن السواد الأعظم من السكان يعملون بالزراعة ويمثل القطاع الزراعي أهمية خاصة في خطط وبرامج الدولة وذلك من أجل النهوض بالمستوى النوعي والكمي والتوسع الرأسي والأفقي حسب الإمكانيات والمعطيات والمواد المتاحة. وقد أكدت وزارة الزراعة على عدد من الأهداف الإستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها من خلال العمل على إرساء الأسس والقواعد التي تنطلق منها عدد من المشاريع الإنمائية والاستثمارية ذات المكونات المتعددة. وتمثل الزراعة مورداً اجتماعيا هاماً في الاقتصاد الوطني اذ يتولد عنها أكثر من (17%) من الإنتاج المادي الإجمالي وأكثر من (6%) من حصيلة مدخلات البلاد من العملات الأجنبية كما يعتمد على الزراعة حوالى (75%) من إجمالي السكان والبالغ عددهم نحو (17) مليون نسمة كما تسهم في الدخل القومي بنسبة (36%). ان الاختلافات المناخية الناتجة عن الابتعاد او الارتفاع عن سطح البحر أدت إلى تقسيم حضرموت إلى مناطق مناخية وطبوغرافية مختلفة ادى ذلك إلى اختلافات الأقاليم النباتية والذي ساعد على تنوع الانتاج الزراعي. كما ان المساحة الزراعية تتنوع وفق الاستخدامات واساليب الري المتبعة اذ تعتمد العديد من المناطق على الزراعة المطرية واخرى على مياه السيول والمياه الجوفية حيث تبلغ المساحة الكلية للأراضي الزراعية حوالى (1.668.858) هكتاراً والمساحة المزروعة حوالى (1.279.704) هكتارات ولمحدودية مصادر المياه فإن الأنظمة الزراعية السائدة في اليمن هي: نظام الزراعة المطرية ويمثل حوالى (53%) من مساحة الاراضي الزراعية. نظام الزراعة المروية (ري بالسيول والآبار) ويمثل (47%) ويشكل نظام الزراعة بالآبار نسبة (30%) والري السيلي (12%) أما الزراعة التي تعتمد على مياه الغيول حوالي (5%). مديريات الساحل: وتعتبر مديريات ساحل حضرموت او (حضرموت الساحل) من ضمن المناطق الزراعية المهمة في اليمن فهي تقع في الجزء الجنوبي الشرقي من البلاد بين خطي عرض (14-15) درجة شمالاً وخطي طول (48-51) شرقاً ويحدها من الشمال مديريات حضرموت الوادي ومن الجنوب البحر العربي ومن الشرق محافظة المهرة ومن الغرب محافظة شبوة وتبلغ مساحة مديريات الساحل حوالى (46646) كم وتبلغ المساحة الصالحة للزراعة حوالى (18196) هكتاراً المزورع منها (11631) هكتاراً وعدد الحائزين من المزارعين فيها (12633) حائزاً منها:- عدد حائزي الأراضي الزراعية فقط (2049) حائز.- عدد حائزي الثروة الحيوانية فقط (10584) حائزاً.- عدد الحائزين من الاراضي الزراعية والثروة الحيوانية (12633) حائزاً. وهو ما يعادل نسبة (0.08%) من اجماليات الجمهورية اليمنية على التوالي وبهذه النسبة تحتل مديريات ساحل حضرموت الترتيب (3.6%) بين محافظات البلاد من حيث العدد. ويتوزع سكان هذه المنطقة في تجمعات سكانية على أمتداد اراضي مديرياتها الجبلية والسهلية والشريط الساحلي ويشكل السكان الريفيون الغالبية العظمى. التقسيم الإداري لمنطقة حضرموت الساحل: تتكون منطقة ساحل حضرموت من (16) مديرية هي: مديرية المكلا مديرية غيل باوزير مديرية الشحر، الديس الشرقية، الريدة، قصيعر، بروم ميفع، حجر، يبعث، صيف، الضليعة، حريضة، حديبو، قلنسية، غيل بن يمين، وادي العين، وهي متباينة المساحة والسكان. مناطق حضرموت الساحل: تتكون المنطقة من أربع مناطق رئيسية هي: المناطق الجبلية: تتركز معظم المرتفعات الجبلية في الأجزاء (الشمالية الغربية والشمالية الشرقية) وهذه المرتفعات تقع في مديريات (حجر- مديريات دوعن). المناطق السهلية الصحراوية: تتمثل هذه الاجزاء بالمناطق السهلية المنبسطة وكذلك المناطق الصحراوية من المنطقة والمناطق السهلية المنبسطة تشمل مديرية غيل بن يمين والمناطق المحيطة بها وتتميز هذه الأجزاء بالتربة الزراعية الخصبة وتوفر المياه السطحية والجوفية فيها وبنسبة كبيرة. ويمثل السهل الساحلي الجزء الأكبر من مساحة مديريات حضرموت الساحل ويمتد الشريط الساحلي من مديرية بروم ميفع بالجنوب الغربي حتى مديرية الريدة – قصيعر شرقا وبه تقع العديد من (المنشآت السمكية- مصائد) بالأضافة إلى ما تجود به من اراض زراعية خصبة. وهناك عدد من الأودية التي تنتشر في عموم مديريات حضرموت الساحل وأهم هذه الأودية هي وادي حجر ويقع في مديرية حجر- بروم ميفع ويمتاز بجريان المياه على مدار السنة ووادي حويرة وبويش والريدة والشحر وهي وديان جافة. الظروف الطبيعية: المناخ:يسود المنطقة مناخ حار في الصيف ومعتدل في الشتاء ومتوسط درجة الحرارة شتاءً تتراوح ما بين (25-20)م أما في فصل الصيف ترتفع درجة الحرارة ما بين (30-18)م ومعدل الرطوبة النسبية للمنطقة تتراوح بين (60-80%). الامطار:تسقط الامطار في فصل الصيف في (المرتفعات الجبلية) ويؤدي ذلك إلى جريان السيول في الأودية إلى السهل الساحلي حيث يتم زراعة الأرض فتختلف المحاصيل الزراعية. أما الأمطار التي تسقط على السهل الساحلي فهي نادرة وقليلة ونادراً ما تهطل في فصل الشتاء وبكميات قليلة ويتراوح معدل سقوط الأمطار في المنطقة مابين (40-60) ملم/سنة. التربة:جيدة قليلة الملوحة قلوية مزيجية رملية تحتوي على الجير والجبس ومحتوى المادة العضوية منخفض، نسبة الذبال 1% وتوجد بالمنطقة الساحلية بعض الترب المحلية لأحتوائها على كلوريدات وسلفات الصوديوم والكالسيوم، وتسود بعض المناطق الساحلية التربة الرملية وفي حجر العليا توجد التربة المزيجية السلتية غير المالحة ويصل عمق القطاع حوالى 2متر وخاصة قرب الوادي. الموارد المائية:تشكل مياه السيول والمياه الجوفية والعيون مصادر رئيسية للمياه بالمنطقة، أما مياه الأمطار فهي شحيحة، وتصل مياه السيول المتدفقة سنوياً في وادي حجر حوالى (470) مليون متر مكعب. النشاط الزراعي :تعتبر الزراعة النشاط الرئيسي لمعظم السكان في المنطقة وتتركز المساحات الزراعية في الأرض المنبسطة على جوانب الأودية حيث يتم إنتاج العديد من المحاصيل الزراعية ومنها: الحبوب: يتم زراعة الذرة والمسيبلي والسمسم وتبلغ اجمالي المساحة المزروعة حوالي (155000)فدان. الفواكه والحمضيات: يتم زراعة انواع مثل المانجو الباباي والليمون والرمان والجوافة وتبلغ إجمالي المساحة المزروعة حوالى (6000)فدان. الخضروات: الطماطم والبصل والفجل والبامية والبسباس والباذنجان والقرعيات وتبلغ اجمالي المساحة المزروعة حوالى (500)فدان. البقوليات: ويشمل اللوبيا والدجر وتبلغ اجمالي المساحة المزروعة حوالى (150)فداناً. المحاصيل النقدية: القطن والتبغ والحناء وتبلغ اجمالى المساحة المزروعة حوالى (822)فداناً. الرعي وتربية الحيوانات: يهتم السكان بتربية الحيوانات أهمها: ضأن ( 100000)وماعز(25000)ودواجن (100000) وجمال (20000)وتربية النحل (50000)خلية. الصيد البحري: يتركز النشاط البحري في مناطق الساحل ويشتغل نسبة كبيرة من الصيادين في هذا القطاع في المناطق مثل بروم والمكلا وشحير والشحر والحامي وقصيعر وتوجد ثروة كبيرة من الأسماك ذات النوعية الجيدة ويقدر الأنتاج السنوي من الأسماك حوالى (17.496) الف طن. - يبلغ عدد الكادر المؤهل في القطاع الزراعي بالمنطقة حوالى (185) في مختلف التخصصات الهندسية، والفنية الماهرة ويبلغ عدد الذكور (165) وعدد الإناث (20) ويبلغ عدد المشتغلين في القطاع الزراعي بالمنطقة حوالى (536) نسمة ومؤهلاتهم كما يلي: 1دكتوراه 16ماجستير 104بكالوريوس 38دبلوم عالي 26ثانوية 351إعدادي وما دون منهم 376نسبة ذكور 160نسبة أناث. دور المرأة في العمل الزراعي: ان تطوير وتنمية المرأة أصبح أمرا ضرورياً حيث انها تسهم إلى جانب الرجل بأعمال كثيرة في الحقل وتربية المواشي بالإضافة إلى الأعمال المنزلية كما ان دعم المرأة الريفية يأتي من خلال إقامة مشاريع لتربية المواشي، وتطوير الحرف اليدوية، أنشاء مشاريع صغيرة متنوعة، والتركيز على التدريب خاصة في مجال الصناعات الغذائية والإقتصاد المنزلي. الانظمة الزراعية السائدة في المنطقة: تسود زراعة النخيل في وادي حجر وفي المناطق الساحلية مثل غيل باوزير ومديريات الريدة وقصيعر والديس الشرقية.- الري السيلي 4546هكتاراً.- ري بالمياه الجوفية 2383هكتاراً.- ري بالغيول (العيون) 5378هكتااًر.- ري مطري (زراعة مطرية) متوسط. ولهدف الاستفادة من مصادر المياه المتوفرة حاليا يتطلب ادخال انظمة ري محسنة، توفير مستلزمات الانتاج الزراعي تهذيب الأودية، تطوير الإرشاد الزراعي والمائي: اشراك المستفيدين في التخطيط والإدارة وذلك من أجل تحسين الإنتاج الزراعي وتحسين معيشة الأسر الريفية. المرافق الزراعية الموجودة بالمنطقة: 1. مكتب الزراعة والري بالمكلا. 2. محطة أبحاث الساحل الشرقي. 3. مشروع تطوير وادي حجر الزراعي. 4. مشروع تطوير المناطق الشرقية. إضافة إلى وجود عدد 8 من الجمعيات الزراعية التعاونية منها الانتاجية ومتعددة الأغراض. التنمية الريفية: ان الاتجاهات الرئيسية للتنمية الريفية بوادي حجر ومديريات ساحل حضرموت وآفاقها المستقبلية تكمن في استغلال كل تلك المعطيات والأولويات المتاحة والسعي جاهدين نحو البدء بالدراسات الفنية الأولية وتجميع اكبر قدر من المعلومات والبيانات الدقيقة وبمشاركة عدد من المختصين ويمكن تحديد أهم اهداف التنمية الريفية وإطارها العام في النقاط التالية:- ايجاد تنمية ريفية متكاملة زراعية واقتصادية واجتماعية في عموم المنطقة وللاستغلال الأمثل للمياه وتهذيب الأودية وصيانة المدرجات الزراعية.- تحسين استخدام مياه الري وتنمية المياه الجوفية والاستفادة القصوى من الري السيلي من خلال بناء الخزانات والحواجز المائية وادخال انظمة ري حديثة.- تقديم الخدمات الزراعية بكافة انواعها المختلفة وتوفير المدخلات الزراعية الضرورية.- تطوير وتنمية المرأة الريفية كماً وكيفاً وتوفير كل الوسائل العلمية والعملية لتدريبها وتأهيلها.- المحافظة على التوازن البيئي في كافة مناطق الشاملة.- تعزيز وتطوير دور الخدمات الإرشادية والبحثية وتوفير كل مقومات البحث العلمي والإرشادي.- تهذيب مجاري الأودية وإقامة الدفاعات وحماية الأرض الزراعية من جرف السيول.- العمل على دعم الإدارة في التخطيط والتنفيذ لإدارة مناهج الكادر الفني. ومن هنا يمكننا تحديد وحصر أهم مكونات التنمية الريفية في تلك المناطق على النحو التالي:- مكون الدراسات الفنية.- مكون الري.- مكون الإنتاج الزراعي (حيواني+نباتي).- مكون تنمية المرأة الريفية.- مكون الاقراض الزراعي.- مكون دعم الإدارة. مكونات مشروع التنمية الريفية بوادي حجر ومديريات الساحل: في هذا المكون سيتم حصر الدراسات السابقة وتقييم تنفيذها في المنطقة وتحديثها وفق المعطيات الجديدة والمتغيرات الحالية وإجراء الدراسات للمناطق التي لم تدرس من قبل وعلى ان تشمل الجوانب التالية: اولا:المشاريع المنفذة من عام 2000-2004م من موارد المنشآت المائية المكتسبة التي تشمل نسبة 30% من موارد صندوق دعم الانتاج الزراعي والسمكي: موزعة بين حاجز مائي وقنوات مائية وبعض الكريفات فهناك بعض الحواجز التي تم تنفيذها والتي ساهم الصندوق فيها بنسبة 30٪ هي حاجز القور -مديرية رفية وكذا حاجز لنف والحاجز الترابي في مديرية بروم ومعيان الغيضة العليا والسفلى في مديرية ارياف المكلا وحاجز باتيس مديرية عمد وقد بلغت التكلفة الاجمالية لها ما يقارب 33 مليون ريال. وهناك بعض المشاريع قيد التنفيذ وهي معيان صنعاء مديرية الديس الشرقية وصيانة المعيان الصغير في الديس الشرقية بالاضافة الى الاعمال الانشائية لمعيان كلبوت مديرية ارياف المكلا وقد بلغت التكلفة لهذه المشاريع اكثر من 20 مليون ريال اما المشاريع المحولة مركزياً من صندوق تشجيع الانتاج الزراعي والسمكي بمديرية غيل باوزير فقد وصلت الى 8 مشاريع بتكلفة اجمالية تقارب 27 مليون ريال استفاد منها 1038 شخصاً والكريفات المنفدة في مديرية يبعث والضليعة بلغت 11 كريفاً بتكلفة اجمالية تقارب 90 مليون ريال وبالنسبة للحواجز المنفذة من قبل الصندوق في المنطقة عددها حاجزان بتكلفة 54 مليون ريال والمشاريع قيد التنفيذ في جزيرة سقطرى وبدعم من الصندوق عددها 3 حواجز مائية بتكلفة 57 مليون ريال..كما يوجد مشروع متعثر وهو مشروع سد فم الصيف.