يتصاعد النقاش في الولاياتالمتحدة الأميركية حول واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل داخل البلد وعلى مستوى العالم. إنها هجمات الطائرات بدون طيار التي تنفذ ما تسمى بعمليات القتل الموجه ضد أعضاء تنظيم القاعدة، وتواجه بانتقادات كبيرة لما تخلفه من ضحايا في صفوف المدنيين. الجديد هذه المرة أن الجدل يدور داخل أروقة الإدارة الأميركية ذاتها، وطرفاها وكالة المخابرات المركزية (سي آي أي) ووزارة الدفاع (بنتاغون) اللتان تتنازعان إدارة هذه الطائرات وعملياتها باليمن وباكستان على وجه الخصوص. وكشفت لوس أنجلوس تايمز الأسبوع الماضي عن وجود نقاش متصاعد داخل الإدارة الأميركية والكونغرس حول اقتراح بتسليم "سي آي أي" مهمة هجمات الطائرات بدون طيار إلى البنتاغون، وذلك بعد سلسلة الأخطاء التي ارتكبتها تلك الهجمات في اليمن وباكستان وذهب ضحيتها الكثير من المدنيين. وأوضحت الصحيفة عن وجود تبادل للاتهامات بين "سي آي أي" والبنتاغون حول الأخطاء التي ترتكب وتحميل كل منهما الآخر المسؤولية، أو التشكيك في دقة الأهداف التي ينفذها الطرف الآخر. وأشارت إلى أن كلتيهما تنفذان هجمات منفصلة، لكن أعضاء بالكونغرس يطالبون بنقل إدارة هذه الطائرات كلياً لوزارة الدفاع لأسباب تتعلق بدقة العمليات وأخرى لها صلة بإمكانية مساءلتها خلافاً ل "سي آي أي" التي تتمتع عملياتها بسرية تامة ويُصعب حتى على المشرعين فرض رقابة عليها. وتعليقاً على هذا الأمر، يرى أستاذ للعلوم السياسية بجامعة لاسال أن الجدل ليس على أي مؤسسة يجب أن "تضغط على الزناد" بقدر ما هو على دقة الأهداف التي تستهدفها هجمات الطائرات بدون طيار. وأوضح د. مايكل بويل -في حديث للجزيرة نت- بأن الحكومة وزعت إدارة هجمات الطائرات بدون طيار بين وكالة الاستخبارات المركزية وقيادة العمليات الخاصة المشتركة التي تديرها وزارة الدفاع، مضيفاً "لدى كلتا الجهتين عملياتها الخاصة مع وجود تنسق محدود فيما بينهما".