قُتل عشرات المسلحين أمس بمعارك هي الأعنف منذ أسابيع بين القوات الحكومية المدعومة بقبائل محلية والمقاتلين الحوثيين في محافظة عمران شمال اليمن، حسبما أفاد مصدر عسكري ميداني ل (الاتحاد). وقال المصدر إن المسلحين الحوثيين شنوا صباح امس هجوما مباغتا على قوات الجيش المتمركزة في جبل «الجنات» شمال مدينة عمران حيث يستمر القتال بين الجانبين منذ 20 مايو الماضي في ظل التمدد المسلح للجماعة المذهبية المتمردة في محافظة صعدة على الحدود مع السعودية منذ عام 2004. وأكد أن الهجوم أدى إلى اندلاع اشتباكات مباشرة بالأسلحة الرشاشة بين الحوثيين والجنود المدعومين برجال قبائل «كانوا يرتدون ملابس الجيش»، وينتمون إلى حزب «التجمع اليمني للإصلاح» الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. وذكر المصدر العسكري أن الاشتباكات استمرت لساعات وأسفرت عن مقتل عقيد في الجيش وتسعة من المسلحين الإصلاحيين، بالإضافة إلى سقوط جرحى بينهم تسعة جنود على الأقل. وأشار إلى أن الجيش شن قصفا عنيفا بمدافع هاون وصواريخ كاتيوشا وصواريخ بي أم على مواقع المتمردين، ما أدى إلى مقتل «العشرات» منهم وتراجعهم إلى مناطق تمركزهم في جبل «المحشاش» المقابل لجبل «الجنات». ولفت إلى اندلاع مواجهات مسلحة بأقل حدة في مناطق أخرى في محيط مدينة عمران التي تطوقها مليشيات جماعة الحوثيين منذ مارس للمطالبة بنقل اللواء 310 مدرع أو إقالة قائده العميد حميد القشيبي، المحسوب سياسيا على حزب «الإصلاح». وزار محافظ عمران الجديد، محمد شملان، أمس، مقر قيادة اللواء 310 مدرع، وذلك غداة وصوله للمرة الأولى إلى مدينة عمران منذ تعيينه مطلع الشهر الجاري خلفا للمحافظ الإصلاحي السابق، محمد حسن دماج. وبحسب مصادر عسكرية ومحلية، فإن شملان- وهو لواء في الشرطة ووزير سابق في حكومة الرئيس السابق- أبدى معارضته لإجراءات فرض التهدئة التي أعلنتها وزارة الدفاع الأسبوع الماضي ورفضتها أطراف سياسية، في ظل استمرار الحوثيين بمحاصرة مدينة عمران. وكان شملان أمر، في أول لقاء جمعه مساء الخميس بالسلطة المحلية والأمنية في المحافظة بحضور الوسيط الرئاسي مدير دائرة الاستخبارات في الجيش، العميد أحمد اليافعي، بتطبيق النظام والقانون وقيام الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية بواجباتها في حماية المصالح والممتلكات العامة والخاصة» في مدينة عمران التي يقطنها نحو مائة ألف شخص وتبعد إلى الشمال 50 كيلومترا عن العاصمة. وأكد محافظ عمران اهتمام الرئاسة وقيادة الجيش بإنهاء التوتر المسلح «وحلحلة كافة الإشكاليات القائمة وعودة الخدمات الأساسية الى المحافظة»، حسبما أفادت وكالة «سبأ» اليمنية الرسمية. وكان وجهاء وأعيان مدينة عمران اتفقوا، الخميس، على تشكيل لجان شعبية لحماية المدينة والدفاع عنها ضد أي اقتحام مسلح من قبل الحوثيين، مؤكدين استعدادهم إبرام صلح مع الجماعة المذهبية إذا أنهت تواجدها المسلح في محيط المدينة.