على الرغم من تدشين جماعة الحوثي عملية إخلاء متزامنة لمقاتليها من مقار المؤسسات الحكومية والمنشآت الأمنية والعسكرية بعمران ووصول كتيبة عسكرية من اللواء التاسع لاستلام مقر اللواء 310 مدرع، إلا أن هذه المبادرة لم تحل دون استمرار وتصاعد التوجسات والشكوك في جدية الجماعة بإنهاء وجودها في المدينة . وقللت مصادر في السلطة المحلية بعمران في تصريحات ل"الخليج" من أهمية مبادرة الحوثيين بالانسحاب المتزامن من المؤسسات الحكومية والمرافق الحيوية التي استحوذوا عليها عقب سيطرتهم التامة على عاصمة المحافظة، مشيرة إلى أن قيادة جماعة الحوثي أصرت على أن يتم تسليم معسكر اللواء 310 مدرع لإحدى كتائب المشاة في اللواء التاسع المتمركز بصعدة والذي ترتبط قياداته بعلاقات وطيدة مع جماعة الحوثي . وأشارت المصادر إلى أن السلطات المحلية بعمران، وعلى رأسها المحافظ محمد صالح شملان، لم تباشر عملها حتى الآن بالرغم من إعلان الحوثيين بدء الانسحاب من المؤسسات الحكومية بالمدينة لاعتبارات تتعلق بعدم صدور توجيهات من الرئاسة لمحافظ المحافظة باستلام المؤسسات التي سيتم إخلاؤها . واعتبرت المصادر أن الحوثيين لم يبادروا بتسليم الأسلحة والمعدات التي استحوذوا عليها من مقار المنشآت العسكرية والأمنية التي اقتحموها وعلى رأسها معسكر اللواء 310 مدرع، منوهة إلى أن وزارة الدفاع لم تشكل لجنة حتى الآن لجرد هذه المنشآت وتحديد ما تم نهبه من محتوياتها من الأسلحة والذخائر . وكانت جماعة الحوثي قد أعلنت استعدادها للانسحاب من عمران استجابة لبيان مجلس الأمن الدولي، ودعت السلطات الحكومية إلى تشكيل لجان لتسلم المقار العسكرية والأمنية التي وقعت تحت أيدي أنصارها، مؤكدة التزامها بما تم الإعلان عنه حيال هذه القضية . ولم تحل تطمينات جماعة الحوثي بالانسحاب ونفي اعتزامها الزحف إلى العاصمة صنعاء دون تصعيد قوات الجيش المعززة بوحدات أمنية تابعة لوزارة الداخلية من التدابير الاحترازية الهادفة إلى تشديد إجراءات الرقابة على المنافذ البرية للعاصمة وبخاصة منفذ "الأزرقين" الذي يمثل البوابة الشمالية التي تربط صنعاء بمحافظة عمران . وسبق لوزارة الداخلية أن شكلت لجنة أزمات برئاسة نائب وزير الداخلية علي ناصر لخشع، المقرب من الرئيس عبد ربه منصور هادي، تتولى حماية العاصمة والمناطق المحيطة بها من أية مخاطر من شأنها أن تجنب العاصمة حرباً شاملة . سياسياً ذكرت مصادر مطلعة أن مبعوثاً لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وصل العاصمة صنعاء، والتقى كلاً من الرئيس عبد ربه منصور هادي والرئيس السابق علي عبدالله صالح وقيادات سياسية أخرى في اليمن . وحسب المصادر فإن المبعوث السعودي بحث الأوضاع على الساحة اليمنية، مشيرة إلى أن هذه الزيارة جاءت لاستكمال المباحثات التي أجراها الرئيس هادي خلال زيارته القصيرة إلى المملكة مؤخراً، إلا أن وسائل الإعلام لم تعلن عن هذه الزيارة أو تكشف عن تفاصيلها .