قال مصدر سياسي يمني مطّلع أن مبعوثاً للملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، لم يسمه، يقوم حالياً بزيارة غير معلنة إلى العاصمة اليمنيةصنعاء. ونقل موقع (العربي الجديد) عن المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، قوله أن المبعوث السعودي التقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، والرئيس السابق علي عبدالله صالح وقيادات سياسية وعسكرية فاعلة. وأوضح أن الزيارة تهدف على الأرجح "لتقريب وجهات نظر الأطراف اليمنية الفاعلة من أجل وقف توسع الحوثيين". ولم تشر المصادر الرسمية في اليمن والسعودية إلى خبر زيارة المبعوث السعودي. وكان هادي قام بزيارة قصيرة الثلاثاء الماضي الى السعودية يوم سقوط محافظة عمران بيد الحوثيين، وصرّح بعد عودته إلى صنعاء أنه انتزع دعماً من الملك السعودي. سفراء الدول العشر طالبوا الحوثيين والمليشيات المرتبطة بالأحزاب السياسية وكافة الجماعات بوقف المواجهات والانسحاب من عمران والتقى الرئيس اليمني، يوم الاثنين، في صنعاء سفير الولاياتالمتحدة ماثيو تولر وسفيرة بريطانيا جين ماريوت، اللذين سلّماه بيان مجموعة سفراء الدول العشر المشرفة على اتفاق التسوية حول الأحداث في عمران، بعدما تأخر البيان أياماً بسبب تباين وجهات النظر بين دول المجموعة (الخمس الدائمة في مجلس الأمن ودول مجلس التعاون وبعثة الاتحاد الاوروبي)، حول تقدير خطورة الموقف في عمران. ودانت مجموعة سفراء الدول العشر في البيان، "العنف في عمران والمناطق المحيطة إلى الشمال، بما في ذلك الاستيلاء على اللواء 310 مع كامل معداته وإحراق المعسكر"، مناشدةً "جميع الأطراف وقف الصراع المسلح الذي أزهق ولا يزال يزهق أرواح اليمنيين". وطالبت المجموعة "الحوثيين والمليشيات المرتبطة بالأحزاب السياسية وكافة الجماعات والأطراف المسلحة المتورطة في أعمال العنف، بوقف المواجهات واحترام كافة اتفاقيات وقف إطلاق النار التي التزموا بها جميعاً وخصوصاً تلك الاتفاقية المؤرخة في 22 يونيو/حزيران الماضي، والانسحاب من عمران وتسليم أسلحتهم إلى السلطات الموالية للحكومة الوطنية". واعتبرت المجموعة أن "استمرار العنف ستكون له نتائج وخيمة على تقدم العملية الانتقالية في اليمن". وأكد البيان أن مجموعة الدول العشر "تتابع بقلق بالغ المواجهات المسلحة في أرحب (إحدى ضواحي صنعاء) وتطالب بعدم توسيع رقعة الاضطرابات الحالية إلى أجزاء أخرى من البلاد بما في ذلك مدينة صنعاء وتحث على الوقف الفوري لكل أعمال العنف". أما في التطورات الميدانية، فأفادت مصادر محلية في محافظة عمران شمالي اليمن أن توتراً ومواجهات متقطعة تجددت بين المسلحين الحوثيين والقوة العسكرية المرابطة في جبل "ضين" الاستراتيجي المطل على عمرانوصنعاء. تجدد المواجهات بين الحوثيين والقوة العسكرية المرابطة في جبل "ضين" الاستراتيجي المطل على عمرانوصنعاء وقالت المصادر إن المواجهات تجددت أمس الأول الأحد وأمس الاثنين بعد محاولة الحوثيين السيطرة على آخر وأهم مواقع اللواء 310 مدرع، المرابطة في الجبل المطل على طريق صنعاء-عمران، والمتحكم بمطار صنعاء الدولي. وأفادت أنباء أن وساطة رئاسية توصلت مع الحوثيين إلى اتفاق بتسليم الموقع لكتيبة من اللواء التاسع مشاة وسحب كتائب اللواء 310 مدرع الذي سقط مركزه في يد الحوثيين الثلاثاء الماضي. ولا تزال مدينة عمران تحت سيطرة مسلحي الحوثي الذين نصبوا حواجز تفتيش في مداخل المدينة وخارجها، ويقومون بتسيير دوريات أخرى في شوارع المدينة. ورغم دعوة الحوثيين للحكومة للعودة الى عمران واستلام المنشآت الحكومية، إلا أن الحكومة لم ترسل حتى الآن لجنة لاستلام المواقع من الحوثيين باستثناء مقر اللواء 310 مدرع. كما لم تعد السلطات المحلية لممارسة مهامها الاعتيادية في الإدارات التنفيذية بالمدينة. وفي شمال محافظة عمران، اقتحم المسلحون الحوثيون مبنى إدارة أمن مديرية المدان شمال محافظة عمران وقاموا بطرد الجنود من داخله. وإلى الجنوب من عمران، وقعت اشتباكات بين المسلحين الحوثيين ورجال القبائل في منطقة ضروان في مديرية همدان التابعة لمحافظة صنعاء مساء الاثنين، وذلك بعد توتر سبّبه قدوم مئات من مسلحي الحوثي إلى المنطقة. أما محافظة الجوف شرق عمران فقد شهدت مواجهات بالأسلحة الثقيلة، فجر الثلاثاء، في منطقة الصفراء ومدينة براقش الاثرية على مدخل مدينة الجوف وحصن آل صالح، وسط أنباء عن سقوط قتلى من الجانبين. ويسعى الحوثيون لاستعادة موقع الصفراء العسكري بين مأربوالجوف، الذي استعاده الجيش قبل أكثر من أسبوع، بعد استيلاء الحوثيين عليه منذ عامين. وفي سياق متصل، فرّقت قوات الحرس الرئاسي بالقوة تظاهرة للعشرات من أفراد اللواء 310 مدرع، أثناء تنظيمهم أمس الاثنين، وقفة احتجاجية أمام منزل هادي للمطالبة بمستحقاتهم لشهر يونيو/حزيران الماضي، التي قطعتها وزارة الدفاع عن اللواء أثناء مواجهاته مع الحوثيين. وقال شهود عيان في صنعاء إن الحرس الرئاسي أطلق النار في الهواء لتفريق المتظاهرين أمام منزل هادي في شارع الستين بعد ظهر الاثنين، فيما تتحدث أنباء غير مؤكدة عن مقتل جندي وإصابة آخر أثناء الاحتجاج. واتهمت وسائل إعلامية قائد المنطقة العسكرية السادسة المقال، اللواء محمد علي المقدشي بتحريك المسيرة. في سياق آخر، تعرض مؤسس الحراك الجنوبي العميد ناصر النوبة، الذي أيّد الرئيس هادي مؤخراً وانتقل إلى صنعاء، ل"أزمة قلبية" أجريت له على إثرها عملية جراحية في القلب، تكللت بالنجاح. في الأثناء، أفاد سكان منطقة حزم العدين في محافظة إب جنوبي غرب البلاد ل"العربي الجديد" أن طائرات أميركية من دون طيار تحلق منذ يومين في سماء المنطقة. وتقوم منذ العام 2002 طائرات أميركية بدون طيار باستهداف مشتبهين بالانتماء لتنظيم القاعدة في اليمن، ونفذت مئات الغارات على أهداف في محافظاتمأرب، شبوة، أبين، حضرموت، الجوف، البيضاء، الضالع، ومدن أخرى.