أثارت الصدامات المسلحة بين الحوثيين والسلفيين في محافظة تعز يوم الجمعة ردود أفعال غاضبة بين أوساط نشطاء وصحفيين، قالوا إنها مسعى لتفجير الوضع في المحافظة. ووقعت صدامات في حي الجحملية استخدم فيها الأسلحة بين الطرفين، بحسب خدمة رسائل إخبارية تابعة لصحيفة الجمهورية الحكومية. وتزامنت الصدامات مع هجوم نفذه مسلحون على قيادة محور تعز فجر اليوم السبت، وحصارهم لدوريات عسكرية، ونفذت قوات أمنية حملات ملاحقة لمسلحين انتشروا في شوارع المدينة. ولم تكشف السلطات الأمنية عن هوية المسلحين، حتى الآن. وقال الصحفي زكريا الكمالي ان الاشتباكات بين السلفيين و «المتحوثين» في الجحملية، ليست جديدة، إذ اندلعت أكثر من مرة، وفي فترات متلاحقة. وأضاف في منشور على (الفيسبوك)، «الجديد هذه المرة والخطير، قيام مسلحين بمهاجمة قيادة محور تعز فجر اليوم ، ومن ثم محاصرة أطقم عسكرية للمهاجمين وضبط بعضهم ، فيما تم ملاحقة البعض الآخر الى عدد من شوارع المدينة ، كما اخبرني مصدر في إدارة الامن . وتابع «ما جرى في تعز ليس بريئاً أبداً، هناك مخطط لتفجير صراع ربما في منطقة الجحملية التي كانت مضرب المثل في التعايش». وقال «في الجحملية اسر فقيرة، وشباب عاطل عن العمل والأمل، ومن السهل استقطابهم وتجنيدهم في صف أي من المليشيات المسلحة ، التي تريد الاقتتال هذه المرة وسط أحياء سكنية شعبية، وليس في جبال وكهوف». ودعا الكمالي محافظ تعز، ومدير الأمن، التعامل بحذر وحزم مع ما يجري، وضبط أي جماعات مسلحة «قبل ان تتكاثر». وقال الصحفي والأديب فتحي أبو النصر، ان «تبليط البحر أسهل من جر تعز إلى خيانة وعيها المدني الديمقراطي الوطني». وقال انها «لعبة قذرة تجيدها القوى الكهنوتية ماقبل الوطنية، إذ تريد تحويل اليمن إلى حظيرة لحماقاتها مبتهجة بالأزمات والمآسي التي تصنعها أدواتها غير السياسية». وحث أبو النصر الحكومة والسلطة المحلية بتعز، القيام بواجبها في ضبط مثيري القلاقل في المحافظة وبسط نفوذها. وقال القيادي في التنظيم الوحدوي الناصري في تعز عادل العقيبي، ان «على العقلاء في تعز الا يقفوا موقف المتفرج وان يبادروا الى اطفاء شرارة النار التي اشتعلت في الجحملية». وقالت بشرى المقطري ان الاقتتال الذي حصل اليوم بين الحوثيين والسلفين في الجحميلة وبعض المناطق الأخرى لم يكن وليد اليوم، مشيرة الى ان «عملية الشحن الطائفي والتحريض والحشد والحشد الآخر من قبل تجار السيد والشيخ أتت أؤكلها في تعز». وأضافت في منشور لها على الفيسبوك ان هذه المدينة المنهوبة والمنهكة أصبحت كما حدث في مطلع 2011 على الضد من مدنيتها وببساطة قد تنجر إلى العنف والاقتتال حتى لو كان ارضاء لنزوات بعض المأزومين من قليلي الخيال وعديمي الوطنية. واعتبرت «إن دكان أنصار الله في الجحملية ، ودكان السلفية في مسجد نصار وكثير من مساجد السلفية في تعز هم المسئولين عن حالة التحريض الذي وصل اليوم مداه». وتابعت «يكفي فقط ان تذهب إلى الجحملية وتقرأ ما كُتب على الجدران من عبارات تحريض وعنف وكراهية ودعوة للقتل وابادة الآخر حتى تشعر بأن ما يحدث في تعز مقصود وبإرادة سياسية كي تكون ساحة جديدة لوكلاء الدين الالهي». المقطري دعت محافظ تعز، ومدير الأمن إلى «نزع اسلحة الجماعات المسلحة من حوثيين وسلفيين ، والرقابة على خطباء المساجد وضبطهم باعتبارهم محرضين على الكراهية والعنف وتهديد السلم الاهلي». وحث الصحفي محمد سعيد الشرعبي، السلطة المحلية التعامل بحزم مع «التحركات الحوثية والسلفية الهادفة الى جر مدينة تعز الى صراع بربري بذريعة تغيير خطباء المساجد». وقال «على جميع ابناء تعز التصدي لهذا المخطط القذر، كما تتحمل السلطة المحلية مسؤولية أي تقصير أو تهاون إزاء حماقات العصابات المذهبية المسلحة». وقال الصحفي بشير عثمان انه ليس أمام محافظ تعز إلا تطبيق القانون بحزم على الجماعات التي وصفها ب«التافهة» في المدينة، «ولو استدعى الأمر تدخل قوات مكافحة الارهاب». وأضاف في صفحته على (الفيسبوك) «اي تهاون وتراخي معناه فقدان تعز وتحولها الى مستنقع للصراعات المتخلفة، وستكون كارثة على تعز لن يمكن معالجتها». وقال الصحفي والناشط عبداللطيف المرهبي «اتقوا الله الحروب والعنف لا تجني الا الدمار والدماء والتشرد والمأسي، حتى تعز الحالمة يجري تفخيخها بالسلاح والقتال».