الأهالي أحمد سعيد الغريبي : أحمد الرازحي في العقد السابع من العمر يعاني من مرض نفساني توفيت زوجته وله منها بنت أسمها حمامة ، احتضنتها جدتها أم والدها حتى بلغت من العمر ست أو سبع سنوات ، الوالد المريض تعود على زيارة قبر ابن علوان في يفرس بمحافظة تعز .. وذات يوم حمل ابنته حمامة على كتفه ورحل إلى يفرس حيث يرقد " ابن علوان " ، ودخل مسجد القرية في وادي الضباب و أرسل البنت لجلب ما قسم الله من الزاد من أحد بيوت القرية بإعتباره غريباً . تأخرت البنت قليلاً في القرية فدفعه القلق للخروج بحثاً عنها ، ولانه يعاني من مرض نفسي فلم يوفق للعودة إلى المسجد بعد أن لم يجدها بل أزداد مرضاً بازدياد قلقه حتى ابتعد مغادراً إلى أن وصل إلى قريته . عادت البنت إلى المسجد لكنها لم تجد أباها ، اجتمع أهل القرية للنظر في أمر هذه الطفلة التي لا تعرف إلا أسماءلا تدل على المنطقة التي تنتمي إليها ، أسمها حمامة ، و أبوها أحمد الرازحي ، ومنطقتها وادي أخضر . أبوها في منطقة " عتمة " لم يكن أحسن جواباً منها .. أين البنت ؟ ضاعت . أين ؟ لا أدري ، في الطريق ؟ لا أدري . في تعز ؟ الله أعلم . لم يقض شهرين حتى توفي وتبعته والدته العجوز ثم بعد فترة مات إخوانه الثلاثة ، وبادت الأسرة بكاملها . حمامة ، بقيت هناك في حضانة أحد عقال المنطقة في وادي الضباب الضباب ، وشبت و ترعرعت حتى بلغت سن الزواج ، فزوجها العاقل و أنجبت ثلاثه أبناء وثلاث بنات وأنجب أولادها ، وصار أحفادها رجالاً . أحد هؤلاء الأحفاد يعمل في أحد المصانع ، سمع أحد زملائه ينادي آخر : يا رازحي ، فانقض عليه بسرعة و أمسكبه وقص عليه قصة جدته حمامة بنت الرازحي التي ليست من رازح المعروفة في صعدة أندهش الرجل لهذه الحكاية الغريبة ووعده بأن يسأل أهل قريته ، و أندهش مرة أخرى عندما عاد يسأل فإذا بهم يتذكرون حكايتها . بدأت الأتصالات ، وتهلل وجه حمامة فانطلقت مع أحفادها كالحمامة إلى القرية الموصوفة و ما إن وصلت حتى غادرت السيارة وتركت أولادها و أحفادها وراءها كأنما تريد أسترداد عمر قضى ألمها وحسرة وشعوراً بالتيه والضياع . هذا هو بيتنا .. ذاكبيت فلانة , وذاك بيت فلانة ، كنا نلعب سوياً هنا ، وهنا .. يقولون لها هذه هي صاحبتك فلانة التي كنت تلعبين معها ، تبحلق فيها ، يا الله .. لقد تركتها طفلة ولم تتصور يوماً أنها ستلقاها إلا وهي كما تركتها .. نصف شهر قضته حتى قبل أيام في قريتها الأصلية في عتمة ، يضاف إلى السبع السنوات من زمن الطفولة ، وبينهما ستون عاماً ضبابياً بسبب الفراق في وادي الضباب .. على مقربة من أحمد بن علوان !!