استقبلت اليمن اليوم ، مع سائر الدول العربية والإسلامية ، العام الهجري الجديد - ذكرى الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم ، دون أية مظاهر للاحتفاء بهذه المناسبة ، يأتي ذلك في الوقت لازالت فيه الغارات الإسرائيلية مستمرة على قطاع غزة ، حيث واصلت إسرائيل قصفها الجوي والبحري لمناطق متفرقة من قطاع غزة ، طوال الليل وواصلتها صباح اليوم ، مما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء ، منذ بداية العدوان على القطاع ، الذي بدأ صباح السبت حتى كتابة هذا الخبر إلى 310 ، في حين تجاوز عدد الجرحى 1400 جريح 200 منهم في حالة خطرة. في حين ذكر مراسل الجزيرة ، قبل حين أن طائرتين قطريتين تحملان مساعدات طبية وغذائية عاجلة لقطاع غزة ، عادتا لرفض السلطات المصرية إدخال ما تحمله عبر معبر رفح ، على الرغم من نداءات واستغاثات مصادر طبية فلسطينية ، بنفاد مخازن الأدوية وتعرض مشفى الشفاء للقصف الإسرائيلي. في سياق متصل ذكر مراسل الجزيرة أن إسرائيل أعلنت الشريط الحدودي مع قطاع غزة منطقة عسكرية. وكان استشهد خلال غارات فجر يومنا هذا الاثنين ثلاثة أطفال في قصف إسرائيلي على منزل للقيادي في كتائب القسام رائد العطار في رفح جنوب القطاع، وسبق ذلك قصف من قبل زوارق وطائرات استهدف مرفأ الصيادين في وسط القطاع. كما استشهد سبعة فلسطينيين بينهم رضيع في غارات ليلية استهدفت مسجد الشهيد عماد عقل في جباليا شمال القطاع، كما استهدف قصف آخر الجامعة الإسلامية في مدينة غزة حيث تم تدمير مجموعة من المباني بينها مبنى مبيت الطالبات. وفي الوقت نفسه، سقط شهيدان ونحو 20 جريحا عندما قصفت إسرائيل أنفاقا على الحدود مع مصر تستخدم لتهريب السلع إلى غزة. كما أغارت الطائرات الإسرائيلية على ورشة حدادة في بيت لاهيا مما خلف أضرارا مادية جسيمة بحسب مراسل الجزيرة. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استدعى آلاف الجنود من قواته الاحتياطية استعدادا لاحتمال شن عملية عسكرية برية في قطاع غزة، في حين قال رئيس الوزراء إيهود أولمرت إن هذه العملية ستأخذ وقتا طويلا. وقال مراسل الجزيرة بالقدس وليد العمري إن حكومة تل أبيب خولت وزير الدفاع إيهود باراك استدعاء قوات الاحتياط، وإن هناك حشودا عسكرية بدأت في الوصول إلى مشارف القطاع. وقد نفذت قوات الاحتلال منذ صباح الأحد نحو 300 غارة استهدفت عشرات المباني السكنية والمساجد، إضافة إلى عدد من المقرات الأمنية منها السرايا الحكومي الذي يضم جميع الأجهزة الأمنية للحكومة المقالة، كما دمر القصف أيضا مقر قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس. يحدث كل ذلك على مرأى ومسمع من الأنظمة العربية المتخاذلة والذليلة ، بالمقابل لم تملك الشعوب العربية ، سوى النزول إلى الشارع ، في مظاهرات حاشدة ، للتعبير عن غضبهم حيال ما يلاقيه إخوانهم الفلسطينيين ، واستنكارهم من وقوف زعامتهم وحكوماتهم المخزي ، في حين الدول العربية والإسلامية إجمالا ، ليست على ما يرام ، إذ لازالت العراق أيضاً تعيش وضعاً سياسياً وامنياً متدهوراً ، والمسلمون بصفة عامة في معظم بقاع العالم يعيشون ألوانا مختلفة من الاضطهاد والتمييز والتضييق الذي يمارس عليهم من غير أبناء الملة ً.