تعرض أمس الأول مواطن سوري لأبشع انتهاك لإنسانيته أمام طفلته البالغة من العمر تسع سنوات من قبل مجرمين في مديرية عبس محافظة حجة يقومون بامتهان تعذيب الافارقة والاجانب داخل احواش الموت بعد أن فقدوا الانسانية والرحمة وسط صمت مطبق من قبل الأجهزة الامنية. راتب عزام المواطن السوري يروي تفاصيل تعذيبه اثناء تواجده في شرطة عبس مع طفلته ( نوف ) والدماء تسيل من جسده و دموعة تنهمر بلا توقف. يقول عزام إنه كان راكباً بسيارة هايلكس قادما من حرض فأستوقفهم جندي في نقطة (بني حسن) التابعة للواء 25 ميكا في مديرية عبس وطلب الجندي منه إثبات هويته فأعطاه جواز سفره غير أن الجندي لم يكتفي بالوثيقة رغم أنها صحيحة و طلب منه و طفلته (نوف) أن ينزلا و أراد صاحب السيارة انتظارهم لكن الجندي أمره بمواصلة السير. و يواصل راتب سرد قصته والدموع تنهمر من عينيه لم أكن أتوقع من رجل دولة أن يكون هو الخطر المحدق بي فبعد وقوفي بالنقطة لمدة ربع ساعة تقريباً اجرى الجندي اتصالات مع اشخاص قبل أن تصل سيارة هايلكس ليأمرني الجندي بالركوب فيها مع طفلتي دون أن يعطيني جوازي بل أعطاه لسائق السيارة مشيرا إلى أن السيارة انطلقت به وابنته شمالاً وفي اول قرية بعد النقطة (قاصداً بني حسن) انحرفت السيارة نحو البرية لمسافة ساعة تقريباً. واضاف واجهتنا سيارة اخرى و نقلونا فيها و استمروا بنا و وتوقفوا ثم انزلوني انا و ابنتي و ادخلوني في غرفة ثم ضربوني ضرباً مبرحاً دون أن أعرف ماهو الجرم الذي ارتكبته لكي أعاقب بهذا الضرب الوحشي و فجأة قال لي أحدهم نحن اشتريناك من الجندي بثلاثة الف ريال سعودي و أنت الآن لابد ان تتصل بأهلك في سوريا يحولوا بعشرة ألف ريال او ستلاقي اصناف الويل . فحلفت لهم و أقسمت بأن أهلي لا يملكوا القوت و المسكن و أنا هاجرت بسبب إصابة ابنتي بشظايا في سوريا واريد ان أوفر مبلغاً لإجراء عمليات متبقية لها . و قال مواصلا شرح مأساته ورغم وجود البنت و رغم رؤيتهم للإصابات و التشوهات في بطنها و صدرها دليلاً على حالي لكنهم استمروا في الضرب بكل وحشية ولم تنفع صرخات طفلتي وبكائها في استجداء عطفهم والتوقف عن ضربي واضاف فجأة قام أحدهم نحو إبنتي و أمسك بعنقها و رفعها و قال ( أخلق فلوس و إلا والله لأقتلها ) فخفت على إبنتي و أخرجت تحويشة عمري مبلغ 5250 ريال سعودي والذي كنت قد جمعتها لعلاجها و أعطيتهم المبلغ قهراً وبعد التأكد من عدم وجود اي مبلغ اخر لدي حملوني و دمائي تسيل للسيارة و انطلقوا بي و رموني على الإسفلت و أعطوني 50 ريال وبصعوبة وصلت الى هذا المكان . (يقصد شرطة عبس). هذه التفاصيل رواها السوري راتب عزام بعد أن تمكن بمساعدة سائق دباب ( موتور) من الوصول إلى شرطة عبس أمام نائب مدير الأمن شرف المصري و مندوب انصار الله في الأمن أبو حسين الشامي و الناشطين الحقوقين أكرم قشمير و أحمد عجلان و أخرون من رجال الأمن و اللجان الشعبية. الناشط الحقوقي في مديرية عبس أكرم قشمير في منشور له على الفيس بوك قال أن نائب مدير الامن بمديرية عبس شرف المصري و ضابط من اللواء 25 ميكا و معهم الناشط احمد عجلان تحركوا بعد سماعهم لقصة السوري نحو النقطة المذكورة للتحري عن الجندي فوجدوه لا يزال في النقطة و سألوه بعض الأسئلة و تفاجأ بانكشاف أمره فأرتبك و أخذوا منه جواله ليجدوا ضمن مكالماته الصادرة رقم باسم (عبدالله المهرب) و رقم آخر باسم (عبدالله صومال) واضاف قشمير طلب النائب شرف المصري من الضابط قناف شريان نائب ضابط أمن اللواء 25 ميكا أن يطلع يأخذ الجندي الذي يدعى (عدنان الصلاحي ) للتحقيق غير أن الضابط قناف قال بأن الجندي هو ضارب مدفع بالنقطة و لا يستطيع اخذه إلا بعد تكليف بديل عنه. و طبقا لما قاله قشميرعادوا لإدارة الأمن و تم التواصل بمشرف انصار الله الشيخ مالك ثواب و حضر ليطلع على الأمر و تم تسليمه المصاب السوري راتب و ابنته نوف و ظلوا حتى السادسة ليلا في منزل الشيخ مالك ثواب. و كشف قشمير أنه وفقاً لمشرف انصار الله تم القبض على البعض من المتورطين في الجريمة وتم تسليمهم الى ادارة شرطة عبس وتم التواصل بقيادة اللواء وابدوا استعدادهم لإيصال الجندي المتهم إلى شرطة عبس والتحقيق معهم بإشراف انصار الله واحالتهم الى العدالة لاتخاذ الإجراءات القانونية. و ناشد قشمير جميع الحقوقيين و المسؤولين و أهل الحق أن يتضامنوا لإيقاف هذه الجرائم الإنسانية التي تسيئ للدين و تتنافى مع الأخلاق و الأعراف و ضبط مرتكبيها من العصابات الإجرامية المتوحشة.