قال وزير التعليم العالي الدكتورصالح باصرة بأن الجامعة إذا لم تقم بدورها في خدمة المجتمع المحيط،وتلمس البيئة المحيطة بها..فلا داعي لوجودها..معلقاً على وضع الجامعات اليمنية بقوله"أترك الجامعة نائمة لعن الله من أيقضها"..وأضاف الوزير في ندوة "واقع التعليم الجامعي..الإشكاليات والمعالجات" التي نظمتها مؤسسة العفيف الثقافية مساء الثلاثاء الماضي ، حضرها جمع من المهتمين بالشأن التعليمي في بلادنا، بأنه لابد من إيجاد تشريعات حديثة بعيدة عن التقليدية،مؤكداً على أنه يجب في حالة إيجاد هذه التشريعات العمل على تنفيذها،وفي إشارة إلى وضع المناهج الجامعية قال الوزير:يجب أن نعيد النظر في برامجنا الدراسية،فبرامجنا الدراسية أكل الدهر عليها وشرب..وفي حديثه عن مستوى الأستاذ الجامعي من أعتبره الوزير سبباً في عدم تطور المخرجات الجامعية قال الوزير بأن عضو هيئة التدريس يحتاج لتطوير مهاراته وقدراته،وقال وهو يوجه حديثه للأستاذ الجامعي "ليس عيباً أن أغير تخصصي،إذا لم يصبح تخصصي مطلوباً في سوق العمل..وأكد في حديثه أن أغلب الأساتذة تحولوا إلى نظريين..ناهيك عن وجود أساتذة جامعيين لم يترقوا منذ 20 سنة كما قال. وعن وضع البحث العلمي في وزارته قال بأن وزارته هي وزارة للبعثات،حيث ما نسبته 80% من عملها هو في جانب البعثات..وأكد بأن ليس ثمة قطاع في وزارته أسمه قطاع البحث العلمي..وعن البنية التحتية للجامعات اليمنية قال باصرة نمتلك 8 جامعات يمنية حكومية حتى اللحظة لم نستكمل بنيتها التحتية،قائلا" لقد أخطأنا في بناء الهرم التعليمي،لذا يجب علينا أن نتوقف قليلاً عن هذا التوسع غير المدروس"..وعرج وزير التعليم العالي في حديثه الذي كان قد بدأه بلمحة عن التعليم العالي في اليمن قال يؤسفني أن أقول أن ما نمتلكه هو أحواش جامعية..وشكا في حديثه من وساطات أعضاء مجلس النواب..مؤكداً بأن كثير من النواب يزورونه باستمرار للتوسط بابتعاث مجموعة من الأسماء..مؤكداً على وجود ما يقارب من 900 طلب ابتعاث في الوزارة..متساءل ما العمل إذاً؟. وفيما يخص عسكرة الجامعة قال الوزير:"لقد تواصلت مع وزارة الداخلية بهذا الشأن..وأعترف بحضور رئيس جامعة صنعاء الدكتور/خالد طميم بأن الأمن الجامعي يجب أن يكون مدنياً بزي مختلف..عندها يمنع تماماً دخول العسكر الحرم الجامعي".. وكان قد تحدث الدكتور/عبد الباقي شمسان أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء والذي شارك في الندوة تحدث عن سياسة القبول في الجامعة،مشيراً إلى أن هذه السياسة المتبعة في الجامعة تعمل على قبول الطلاب بدون امتحانات قبول تعمل من خلالها الجامعة على غربلة الطلاب غير المهيئين للدراسة الجامعية من خلال معايير قبول حقيقية وفاعلة..وأضاف شمسان أن عدم استقلالية الجامعة أثر سلباً على مستوى مخرجات الجامعة،ومستوى ما تقدمه الجامعات اليمنية..التي قال بأنها يجب أن تعمل باستقلالية تامة..مؤكداً أن الاهتمام بالتعليم هو اهتمام بالمستقبل الذي يجب أن ننميه من خلال عملية تعليمية صحية وقادرة على البناء..متمنياً من مؤسسة العفيف تبني أسبوعاً كاملاً يناقش فيه مستقبل التعليم، كما فعلت حين ناقشت بأسبوعٍ مماثل مستقبل الثقافة. من جانبه قال الدكتور.عيدروس النقيب – رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني في ورقته المعنونة ب"بعض إشكاليات التعليم العالي في اليمن" قال النقيب بأن إشكالية التعليم العالي تبدأ من التعليم الابتدائي الذي بإمكانه أن يهيئ جيل مطلوب منه الدخول إلى الجامعات ليتخرج من بينهم المخترع والمبتكر والمبدع العالم،مشيراً إلى ما تلعبه ظاهرة الغش من دور مدمر في الامتحانات الداخلية أو الانتقالية، لينعكس على مستوى الطالب الذي يمارسه أيضاً في الجامعة على حده.. النقيب والذي عمل لفترة أستاذاً جامعياً قبل أن يتحول إلى برلماني كان قد عدد إشكاليات التعليم الجامعي موضحاً بأنها أكثر 8 إشكاليات ابتدأها بما قبل التعليم العالي،وإشكالية الكم والنوع،وجدلية الأستاذ والطالب الجامعي،والبحث العلمي،وإشكالية النظري والعملي والذي أعده أكبر إشكالية تواجه الطالب الجامعي خلال سنوات دراسته الجامعية،إضافة إلى إشكالية الابتعاث والعودة،حيث الطالب يذهب ليحضر الماجستير أو الدكتوراه،ويعود ليجد نفسه بدون عمل،ولفت النقيب إلى إشكالية المخلات والمخرجات حيث المخرجات الجيدة والنوعية تتوقف على المخلات التعليمية الجيدة، ولا يمكن للمدخلات السيئة القليلة أو الغائبة أن تأتي بمخرجات مرجوة أو جيدة..لينهي النقيب حديثه بالإشكالية الأخيرة إشكالية التأهيل والحصول على العمل. يشار إلى أن الندوة حضرها الدكتور/خالد طميم رئيس جامعة صنعاء،والدكتور/أحمد الكبسي نائب رئيس الجامعة،وكثير من الطلاب،وأساتذة الجامعة والمعيدين فيها،وأثريت بالنقاش الذي أثاره كثير من الحضور حول مستقبل التعليم الجامعي.