في تطورات ميدانية خطيرة تمكنت قوات الجيش اليمني مدعومة بمقاتلين قبليين موالين للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، من حسم معارك عنيفة استعملت فيها كافة أنواع الأسلحة في مدينة عدن، مع قوات الأمن الخاصة الموالية للحوثيين والرئيس السابق علي عبدالله صالح. وانتهت المواجهات المسلحة بين القوات الموالية للرئيس هادي والموالية للحوثيين في عدن، بعد عصر أمس، عقب استسلام قائد قوات الأمن الخاصة في عدن عبد الحافظ السقاف الموالي للحوثيين، والذي كان يقود المعارك ضد الرئيس هادي بدعم من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون. وانتشرت قوات مسلحة كثيفة من الجيش واللجان الشعبية الجنوبية الموالية لهادي في كافة أرجاء محافظة عدن وحول المنشآت الحيوية وفي مقدمتها مطار عدن الذي تمت استعادته من قوات الأمن الخاصة وإعادة حركة الملاحة الجوية إليه بعد ساعات من الإغلاق الاضطراري وتوقف الرحلات الجوية منه وإليه. وذكرت مصادر محلية أن المواجهات المسلحة بين الجانبين امتدت إلى محافظة لحج المجاورة لمحافظة عدن، حيث شهدت مواجهات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة بين القوات الموالية لهادي والقوات الموالية للحوثيين في معسكر قوات الأمن الخاصة بلحج، بالإضافة إلى سماع أصوات تفجيرات ضخمة في محيط قاعدة العند الأكبر في البلاد، الواقعة في محافظة لحج. وفي رد فعل من قبل المتمردين الحوثيين، أكدت مصادر عسكرية انهم قصفوا القصر الرئاسي الذي يقيم فيه الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في منطقة المعاشيق في مدينة عدن، جنوبي البلاد، ظهر أمس، بالطائرات الحربية بعد اشتباكات عنيفة في أكثر من منطقة في عدن بين قوات الأمن الخاصة الموالية للحوثيين والقوات العسكرية واللجان الشعبية الموالية لهادي. وعلمت «القدس العربي» من مصدر عسكري أن طائرتين عسكريتين قصفتا القصر الرئاسي في عدن، وأنهما أقلعتا من قاعدة الديلمي الجوية العسكرية في صنعاء بعد أن أعطيت لهما الأوامر من قبل القائد العسكري الميداني لجماعة الحوثي الذي كان موجودا صباح أمس في هذه القاعدة العسكرية الجوية. وفي السياق ذكرت مصادر مقربة في عدن أن الطيارين اليمنيين «رفضوا أوامر القائد العسكري الحوثي بضرب مقر الرئيس هادي في عدن، والإيرانيون هم من قام بالمهمة». وأكد المصدر استهداف منزل ناصر منصور هادي شقيق الرئيس اليمني القريب من مطار عدن من قبل القوات الخاصة، غير انه لم يصب بأذى. وأسفرت المواجهات المسلحة في عدن أمس عن سقوط 13 قتيلا على الأقل والعشرات من الجرحى، واستخدمت في هذه المواجهات مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والدبابات ومضادات الطائرات، ودارت رحاها حول مطار عدن ومعسكر قوات الأمن الخاصة القريب من المطار، بالإضافة إلى مناطق وأحياء عديدة في المحافظة. وشهدت محافظة عدن حالة نزوح كبيرة لسكانها من أبناء المناطق الشمالية، خشية انتشار حالة من الفوضى وتصاعد الحالة الانتقامية منهم، غير أن اللجان الشعبية الجنوبية سارعت بتطمين أبناء المحافظات الشمالية المقيمين في محافظة عدن، وأنها ستقوم بحمايتهم كما تقوم بحماية أبناء عدن. وأوضح محافظ عدن الدكتور عبدالعزيز بن حبتور أن وحدات من القوات المسلحة بمساندة عناصر اللجان الشعبية تمكنت من إنهاء تمرد قائد فرع قوات الأمن الخاصة في عدن العميد عبدالحافظ السقاف الذي رفض تنفيذ القرار الجمهوري الذي قضى بإقالته وتعيين العميد ثابت جواس بدلا منه. وقال إن «عملية إنهاء تمرد السقاف تمت بشكل مركّز ودقيق وتم الابتعاد عن استهداف المواطنين، وإن الخسائر البشرية قدرت بنحو 13 قتيلا و21 جريحا من الجانبين». وذكر أن «وزير الدفاع اللواء محمود سالم الصبيحي وقائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء الدكتور ناصر عبدربه الطاهري هما من قادا عملية إنهاء التمرد بمساندة اللجان الشعبية في إطار توجيهات الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وتم احتواء هذا التمرد بشكل سريع وفي إطار ضيق وأنه تمت السيطرة على كل المراكز التي يتحصن فيها المتمردون». وتضاربت الأنباء حول مصير قائد القوات الخاصة بين استسلامه للسلطات المحلية، وهروبه من عدن، واعتقاله من قبل قوات الجيش واللجان الشعبية. " القدس العربي "