كثفت طائرات التحالف، أمس، قصفها للعاصمة اليمنيةصنعاء، حيث استهدف القصف عددا من المناطق، وأكدت مصادر محلية أن الطيران استهدف، مجددا، مطار صنعاء الدولي ومدارجه ومرساه، إضافة إلى معسكرات في جبلي فج عطان وعيبان، في جنوب وغرب صنعاء، ومنطقة في سعوان في شرق العاصمة، وقال سكان في صنعاء ل«الشرق الأوسط» إن القصف كان عنيفا وسمع دوي الانفجارات في أرجاء متعددة من العاصمة، ورجح السكان أن يكون القصف، لذلك الحي، كان يستهدف مجاميع حوثية، وأن حريقا كبيرا اندلع في المطار، الذي يستهدف للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، في حين لم يستجب الحوثيون لمناشدات المواطنين بإخراج آلياتهم العسكرية ومواقعهم العسكرية من داخل الأحياء السكنية، وفي موضوع آخر، فشل الحوثيون في تنظيم مظاهرات مؤيدة لهم في صنعاء وبقية المحافظات، حيث كانت ما تسمى «اللجنة الثورية العليا» دعت المواطنين إلى التظاهر ضد ما وصفته بالحصار المفروض على اليمن، وارجع مراقبون في صنعاء، في تصريحات ل«الشرق الأوسط» ضعف إقبال المواطنين للاستجابة لدعوة الحوثيين، إلى «حالة انعدام الثقة في هذه المجاميع المسلحة وبسبب الحال الذي أوصلت إليه البلاد من خلال احتلالها للعاصمة صنعاء وبقية المحافظات وثم سعيها للسيطرة على العسكرية على بقية المحافظاتاليمنية في الجنوب والشرق». من جهة ثانية، قالت مصادر قبلية مطلعة في محافظة مأرب ل«الشرق الأوسط» إن مسلحي القبائل والقوات الموالية للشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي، تمكنت من دحر الميليشيات الحوثية وقوات صالح في مناطق كثيرة من مديرية صرواح، حيث كانت تلك القوات تتمركز، وأضافت المصادر أن طيران التحالف شن، أمس، سلسلة من الغارات على مواقع القوات المهاجمة، وأن عددا كبيرا من مسلحي الميليشيات قتلوا وجرحوا في تلك الغارات، في الوقت الذي كثف فيه المسلحون الموالون للشرعية من هجماتهم على مواقع القوات المهاجمة التي زعمت، أمس، أنها حققت انتصارات ميدانية في جبهة مأرب، التي فتحت، منتصف أبريل (نيسان) الماضي، عندما حاول الحوثيون السيطرة على مأرب الغنية بالنفط وإخضاعها لسيطرتهم بالقوة العسكرية، وهو الأمر الذي ترفضه القبائل في المحافظة. وفي التطورات الميدانية في محافظة تعز، قالت مصادر محلية إن ميليشيات الحوثيين وقوات صالح قصفت عددا من أحياء المدينة بصورة عشوائية، حيث قصف المتمردون المستشفى الجمهوري في تعز والأحياء المجاورة له، الأمر الذي أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين، ويأتي قصف المستشفى في سياق سلسلة الاستهدافات التي يقومون بها للمستشفيات في عدد من المحافظات والمدن اليمنية، في الوقت الذي دارت اشتباكات عنيفة بين المقاومة الشعبية، من جهة، والقوات المهاجمة، من جهة أخرى، في منطقة حوض الأشراف وعدد من المناطق، وبحسب مصادر ميدانية، فقد تمكنت المقاومة الشعبية من استعادة السيطرة على موقع الدفاع الجوي التابع ل«اللواء 35 مدرع»، غرب مدينة تعز، بعد مواجهات عنيفة. وفي عدن، تتواصل الاشتباكات العنيفة حول مطار عدن الدولي بين المقاومة الشعبية والقوات المهاجمة، وقالت مصادر محلية إن الميليشيات الحوثية استقدمت تعزيزات، وفي محافظة الضالع، جنوبصنعاء، هاجمت فصائل المقاومة الشعبية، فجر أمس الجمعة ومساء الخميس، مواقع تتواجد بها ميليشيات الحوثي المسنودة بقوات اللواء 33 مدرع، وقال أبو علي، قائد جبهة العرشي غرب مدينة الضالع ل«الشرق الأوسط» إن المقاومة هاجمت ثلاثة مواقع عسكرية في غرب ووسط وشرق مدينة الضالع، ولفت القائد الميداني لأن مهاجمة الثلاثة المواضع الكائنة في جبل المظلوم والقشاع وجبل الخزان وفي وقت واحد ومن كافة الجبهات الموجودة في مدينة الضالع يمثل تطورا نوعيا في أداء المقاومة التي انتقلت من الاستماتة في خنادق الدفاع إلى مهاجمة القوات الموالية لصالح والحوثي، ووصف أبو علي هجوم المقاومة بالخطوة الإيجابية التي ستتبعها خطوات على صعيد التنظيم والتنسيق والتسليح والقتال، ونوه إلى أن عملية مساء الخميس وفجر أمس الجمعة شكلت منعطفا جديدا في عمل المقاومة في مدينة الضالع، فرغم التفوق الكبير في عدة وعتاد وتسليح وإمكانية القوات الموالية للرئيس المخلوع وزعيم جماعة الحوثيين فإن المقاومة وصمودها وثباتها في مختلف الجبهات كشفت عن ضعف وجبن وقبح وحقد البغاة المعتدين الذين لم يقاتلوا قتال الرجال الشجعان أو يحترموا مواثيق وعهود الحروب، بل لجأوا إلى تدمير وتخريب وقتل كل شيء في الحياة الشجرة والمستشفى والمنزل والمسجد والطفل والمرأة والحيوان وخزان الشرب وسيارة الإسعاف وغيرها من الأشياء التي لم تسلم من قذائفهم، وإحراق سيارة الهلال الأحمر عندما كانت تحاول إخراج جثث قتلى الميليشيات، علاوة على أقدام الميليشيات على اعتقال وحبس مئات المدنيين من سوق سناح ومن الطريق العام وبحسب الهوية الشخصية. وعلى صعيد الانتهاكات المرتكبة من قوات اللواء 33 مدرع وميليشيات الحوثي في مدينة الضالع فقط أوضح تقرير حقوقي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه أن إجمالي المنازل التي طالها القصف خلال المدة من 24 مارس (آذار) وحتى 28 أبريل كانت 193 مسكنا موزعة على عشرة أحياء في المدينة وكان أكثرها في حي العرشي الذي احتل صدارة الأحياء المنكوبة ب86 مسكنا ويليه حي دار الحيد 27 مسكنا، فيما كانت الجرائم والانتهاكات الأخرى قد طالت ثمانية مساجد وثلاثة مستشفيات وأربعة منشآت تعليمية وسبعة مبان حكومية خدمية مثل البريد والكهرباء والاتصالات والرياضة والشرطة والإدارة المحلية، فضلا آبار مياه الشرب وكذا خزانات المياه التي لم تسلم هي الأخرى من العبث والتخريب؛ إذ أقدمت ميليشيات وقوات صالح والحوثي على ضرب خزانات الشرب في جبل العرشي الذي يغذي الأحياء الغربية وخزان دار الحيد الذي يغذي حي دار الحيد وكذا خزان جبل ذي بيت شرق المدينة والذي تم تحويله إلى موقع عسكري، علاوة على الاستيلاء على بئر المشروع الذي كان يزود سكان المدينة وقرية الكبار بمياه الشرب وتم تحويله قسرا وبقوة المدفع والدلالة إلى مجهود حربي يزود معسكرات ووحدات الجيش والميليشيات، ناهيك عن تخريب 280 خزان شرب خاصة بالمساكن وتم ضربها عنوة وبقصد التخريب وتكبيد أصحابها كلفة أكبر تضاف لمعاناتهم، كما ورصد التقرير جملة من الانتهاكات التي اعتبرها جرائم حرب لا تسقط بانتهاء الحرب، منها قتل المدنيين العزل واستهداف سيارات الإسعاف والإغاثة الإنسانية، إذ تم إطلاق النار على سيارة منظمة أطباء بلا حدود، واغتيال سائق سيارة جمعية الهلال الأحمر بينما كان يؤدي واجبه حيال أحد الجرحى، وكذا منع إسعاف المصابين في مثلث العند. في هذه الأثناء، ازدادت عملية النزوح من العاصمة صنعاء باتجاه المحافظات التي تعد آمنة نسبيا، بحسب اعتقادهم، وباتت شوارع صنعاء شبه خالية من المارة والحركة اليومية، وذلك بسبب انعدام المشتقات النفطية بصورة كاملة، وأكد مواطنون ل«الشرق الأوسط» أن مادة غاز الطبخ المنزلي، التي كانت متوفرة بصورة نسبية ويمكن الحصول عليها بعد طوابير شاقة، انعدمت أيضا، أمس، من الأسواق، وتروج شائعات الحوثيين في أوساط المواطنين أن سبب انعدام المشتقات النفطية والغاز وانطفاء الكهرباء، يرجع إلى الحصار الذي تفرضه دول التحالف على اليمن، على حد تعبيرهم، في الوقت الذي أكدت مصادر محلية كثيرة أن الميليشيات الحوثية تستولي على المشتقات النفطية ويسخرونها في «المجهود الحربي»، كما يطلقون عليه، وعلق مواطنون بالقول إن «الحوثيين في نعيم، كل شيء متوفر لديهم، الكهرباء والبترول والغاز والديزل والمواد الغذائية والشعب هو من يدفع الثمن فقط». المصدر: الشرق الاوسط