تتسارع التطورات في الساحة اليمنية، فقوات المقاومة تواصل تحقيق تقدم في عدنوتعزوشبوةولحج، إذ شهدت عدن، كبرى مدن جنوباليمن، اشتباكات متقطعة بين القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي مسنودة بالمقاومة الشعبية، من جهة، وما تبقى من الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، من جهة أخرى، إضافة إلى عمليات قصف لبعض المناطق، زعم الحوثيون أنهم قاموا بها، خلال الساعات الماضية، في حين ما زال عدد من القناصة التابعين للقوات الخاصة الموالية لصالح وللمتمردين الحوثيين، يتحصنون في بعض البنايات المرتفعة في عدن، وقد سجلت عدد من حالات استهداف للأشخاص من قبل القناصة، في الوقت الذي تتواصل عمليات التمشيط للمديريات والأحياء، بحثا عن جيوب لتلك الميليشيات، وكانت الحكومة اليمنية قالت الجمعة إن «عدن باتت مدينة محررة من المسلحين الحوثيين وقوات صالح»، من جهتهم، نفى الحوثيون المعلومات التي تحدثت عن هزيمتهم في عدن، واعتبروا ذلك «حربا إعلامية»، وقال مصدر في صنعاء في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» التي تخضع لسيطرة للحوثيين، إن قوات الجيش واللجان الشعبية الموالية للحوثيين، كبدت من وصفتهم بالعناصر الإرهابية في عدن عشرات القتلى والجرحى وإنها أسرت سبعة أشخاص، إضافة إلى سيطرتها على أسلحة ثقيلة وصواريخ، حسب قول المصادر الحوثية. هذا وعاد وفد حكومي يمني إلى عدن وعقدوا أول اجتماع لهم، وضم الوفد اليمني عددا من المسؤولين بينهم وزيرا الداخلية اللواء عبده الحذيفي، ووزير النقل، المهندس بدر باسلمة، إضافة إلى مسؤولين آخرين، بينهم رئيس جهاز المخابرات، الدكتور علي حسن الأحمدي، ونائب رئيس مجلس النواب، محمد علي الشدادي، وحسب المعلومات، فإن أولى المهام التي باشرها الوفد، هي التسليط على تثبيت الأوضاع الأمنية في المدينة المدمرة جراء 3 أشهر ونيف من الصراع المسلح، بالإضافة إلى المهام الرئيسية التي سيقوم بها الوفد، وهي إعادة تأهيل مطار عدن الدولي والميناء. من ناحية ثانية، تتجه الأنظار إلى قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية في محافظة لحج والتي تبعد نحو 60 كيلومترا، شمال عدن، وقالت مصادر محلية في لحج إن طائرات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، شنت، أمس، سلسلة غارات على قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية والتي تبعد عن عدن نحو 60 كيلومترا شمالا، وإن تلك الغارات كانت مكثفة واستهدفت القاعدة العسكرية التي يسيطر عليها المسلحون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، ويأتي استهداف قوات التحالف لهذه القاعدة العسكرية المهمة، في وقت تؤكد المصادر أن القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي تحاصر القاعدة العسكرية من الجهتين الشمالية والجنوبية، وفي ظل أنباء عن قرب بدء علمية عسكرية موسعة لمهاجمتها واستعادة السيطرة عليها، وذكر شهود عيان ل«الشرق الأوسط» أن النيران اندلعت داخل القاعدة العسكرية جراء القصف، وقال الشهود إن بعض التعزيزات كانت ترسل من تلك القاعدة باتجاه المسلحين الحوثيين في مدينة عدن، وكانت قاعدة العند استقبلت، الساعات الماضية، تعزيزات عسكرية من محافظة تعز، وقصفت قوات التحالف، أيضا، تعزيزات عسكرية للحوثيين كانت متجهة من محافظة أبين (شرق) نحو عدن، وقالت مصادر محلية إن القصف أدى إلى تدمير تلك التعزيزات بالكامل ومقتل وإصابة العشرات. على صعيد آخر، تتواصل المواجهات بين القوات الموالية لهادي وقوات الحوثيين وصالح في عدد من جبهات القتال، وقال مصدر قبلي في محافظة شبوة ل«الشرق الأوسط» إن اشتباكات عنيفة شهدتها مدينة بيحان، ثاني مدن محافظة شبوة في جنوب شرقي اليمن بين الجانبين، وأن قتلى وجرحى بالعشرات سقطوا في الاشتباكات وأن عددا من الآليات العسكرية التابعة للحوثيين جرى تدميرها، وأكدت المصادر سيطرة قوات هادي والمقاومة الشعبية على 3 مواقع عسكرية مهمة في اللواء 19، وهي مواقع سوق وبيت الضيافة والجبل المطل على اللواء العسكري المرابط في بيحان، قبل سقوط اللواء بكامله في يد المقاومة، وحسب الناشط السياسي والإعلامي في شبوة، جمال شنيتر، فإن اللواء الذي سقط بيد المقاومة يكتسب أهمية استراتيجية، وأضاف ل«الشرق الأوسط» أن اللواء 19 يعتبر مهما للغاية، بحكم وقوعه في منطقة استراتيجية (مدينة بيحان)، حيث يعزل اللواء قوات الحوثيين وصالح في محافظة شبوة، عن المحافظات الشمالية، وسيقطع عن تلك القوات الإمدادات القادمة إلى المحافظة. وفي تعز، دارت، أمس، اشتباكات عنيفة في جبل صبر المطل على المدينة وقرب السجن المركزي وشارع الثلاثين، وقال مصدر في الحكومة الشرعية إن «المقاومة صدت هجوما لميلشيات الحوثي وصالح بالقرب من المقوات (سوق القات) بمنطقة عصيفرة، وقتلت 20 منهم وأصيب العشرات بجروح مختلفة، وإن مقاومة تعز الشعبية تمكنت من دحر ميليشيات الحوثي وصالح من منطقة عصيفرة وإحدى التباب فيها»، وذكر أنها استطاعت تمشيط عدد من المباني التي يتحصن فيها قناصة الحوثي وصالح في حي الجمهوري وكسب مواقع جديدة رغم القصف المدفعي على المنطقة، حسب المصدر الرسمي، وحسب مصادر مستقلة فإن عشرات القتلى والجرحى في صفوف الطرفين سقطوا جراء المواجهات، وتحدث شهود عيان عن جثث كثيرة خلفتها المواجهات في الشوارع. من جهة أخرى، وفي سياق عملية إعادة ترتيب الجيش اليمني، أصدر الرئيس عبد ربه منصور هادي، باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن، قرارا جمهوريا، قضى بتعيين العميد الركن عبد الرحيم أحمد سالم عتيق، قائدا للمنطقة العسكرية الثانية، بعد ترقيته إلى رتبة لواء، ويقع مقر قيادة المنطقة العسكرية الثانية في الجيش اليمني في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، بجنوب شرقي البلاد، وتشمل ساحل حضرموت ومحافظتي المهرة وسوقطرة، وتضم هذه المنطقة 9 قوات قتالية، كما أصدر هادي قرارا جمهوريا، قضى بتعيين اللواء الركن محسن ناصر قاسم حسن، ملحقا عسكريا بالسفارة اليمنية في المملكة الأردنية الهاشمية. وفي موضوع آخر، كشفت مصادر موثوقة في صنعاء ل«الشرق الأوسط» أن عناصر وقيادات حوثية لجأت إلى أساليب جديدة للحصول على الأموال والإثراء الفاحش، وتتمثل تلك الأساليب في القيام بعمليات اختطافات في أوساط مواطنين متيسرين ماليا في مناطق همدان وأرحب وبني مطر وكافة مديريات محافظة صنعاء، وقالت هذه المصادر إن مجاميع حوثية مسلحة تقوم بعمليات الاختطافات، بينما تقوم مجاميع أخرى بالتوسط للإفراج عن المختطفين مقابل مبالغ مالية تصل إلى ملايين الريالات اليمنية، وتشير المعلومات إلى أن معظم من يجري اختطافهم ينتمون إلى أسر ومناطق ثرية وبالأخص المناطق الغنية والشهيرة بزراعة وبيع نبتة القات، وأكدت المعلومات أن الحوثيين جمعوا، في رمضان الماضي، مئات الملايين من الريالات من المواطنين والتجار بمختلف فئاتهم، وذلك عبر الإتاوات التي فرضت دون معايير على المحلات التجارية، هذا بالإضافة إلى المبالغ المالية الكبيرة التي يتم جمعها من قبل الميليشيات الحوثية عبر السيطرة على مرتبات الموظفين وفرض مبالغ طائلة على أسعار النفط ومشتقاته والغاز المنزلي وكل الاستقطاعات الواسعة التي يقومون بها في حق المواطنين، بحجة دعم «المجهود الحربي»، غير أن مصادر في أوساط الحركة الحوثية، نفسها، تؤكد أن شخصيات حوثية أثرت ثراء فاحشا، مؤخرا، جراء النهب المنظم وغير المنظم لأموال الدولة والمواطنين على حد سواء بقوة السلاح.