حالة من الرعب والقلق أثارها حادث التفجير الانتحاري الذي نفذه شخص يشتبه بانتمائه لتنظيم القاعدة ضد موكب سيارات لوفد من المحققين الكوريين الجنوبيين وبرفقتهم السفير ون هو كواك صباح الأربعاء بشارع المطار بالعاصمة اليمنيةصنعاء . وبحسب مصادر أمنية فإن انتحاريا كان يلف جسمه بحزام ناسف أقدم على تفجير نفسه أثناء مرور موكب سيارات الوفد الأمني الكوري إلى مطار صنعاء، وأشارت إلى أن الرجل تمزق جسمه إلى أشلاء صغيرة . وذكر مصدر أمني للجزيرة نت أن التفجير أدى إلى تهشم زجاج سيارة للوفد الكوري دون وقوع أي إصابات، ولفت إلى أن قوات الأمن طوقت مكان الحادث وشرعت في تجميع أشلاء الانتحاري وجمع الأدلة الجنائية وكشف هويته. ورأى مراقبون سياسيون أن حادث التفجير يشير إلى تطور خطير في عمليات القاعدة في اليمن، وخاصة منذ إعلان اندماج تنظيم القاعدة في اليمن والسعودية قبل نحو شهرين . كما تأتي العملية بعد ثلاثة أيام فقط على تفجير انتحاري استهدف سياحا من كوريا الجنوبية في جبل المطل بمنطقة شبام بمحافظة حضرموت نفذه انتحاري من القاعدة، وأسفر عن مقتل أربعة سياح ومواطن يعمل مرشدا سياحيا . واعتبر المحلل السياسي د. سعيد عبد المؤمن في حديث للجزيرة نت أن الانفجار وقع على بعد أمتار من بوابة قيادة القوات الجوية وقاعدة الديلمي العسكرية، يشير إلى وجود اختراق أمني، ويعكس حصول القاعدة على معلومات دقيقة عن تحرك الوفد الكوري وساعة مروره إلى مطار صنعاء والذي كان يسير برفقة حراسة أمنية. وفي اعتقاده فإن هذه العمليات مشبوهة وتؤدي إلى الإضرار بالأمن والاستقرار، وقال إن القاعدة تمارس أعمالا خارج نطاق العقل، وأصبحت عملياتها عشوائية وغير ذات أهداف، ولا تقدم أو تؤخر شيئا. لكن عبد المؤمن أشار إلى أن هذه العمليات التفجيرية تأتي في وقت كان عبد الكريم الأرحبي نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية قد حذر في تصريحات صحفية من تحول البلاد إلى صومال أخرى في حال لم تتواصل المساعدات الخارجية. وقال "إن اليمن دولة فقيرة نتيجة فشل المسؤولين في إدارة شؤون البلد، وقد تتحول إلى دولة فاشلة يغيب الأمن والاستقرار فيها، وهذا الأمر خطير جدا، وينذر بكارثة على المنطقة". أما الكاتب يمين صالح بايمن فيعتقد أن ثقافة العنف دخيلة على أبناء حضرموت، وهي وافدة من دول الجوار، مشيرا إلى أن كثيرا من أبناء حضرموت نشؤوا بدول خليجية، ولا شك تأثروا "بالأفكار المتشددة" وربما يكون لهم ارتباط تنظيمي مع القاعدة. وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد من فقر وبطالة إلى جانب ثقافة العنف الدخيلة على المجتمع، بالإضافة للإجراءات الأمنية المتشددة تجاه من يعتقد بانتمائهم للقاعدة، تجعل هؤلاء أكثر استعدادا للقيام بأي شيء يضر بالنظام والأجهزة الأمنية. من جانبه وصف د. عبد المؤمن الاعتقالات التي تجري لمن يشتبه بانتمائهم للقاعدة بأنها عشوائية حيث يتم احتجازهم خارج إطار القانون، وهي بذلك تغذي في هؤلاء روح الانتقام من المجتمع والدولة. وأكد المحلل السياسي أن الحكومة بإجراءاتها "السيئة" والاعتقالات العشوائية لعناصر من القاعدة خارج إطار القانون لمدد تتراوح بين سنتين وثلاث دون تقديمهم للمحاكمة أو ثبوت تهم ضدهم، يوغر نفوس الكثير منهم، ويتحولون إلى قنابل موقوتة، ويكونون أكثر استعدادا للانتقام من الجهات الأمنية التي تسببت في معاناتهم. وطالب عبد المؤمن الحكومة بتغيير إستراتيجيها في التعامل مع هؤلاء الذين يشتبه في انتمائهم للقاعدة، ومن تلقي القبض عليه يجب تقديمه للمحاكمة في حال وجود أدلة لارتكابه أفعالا خارجة عن القانون، أو إطلاق سراحهم فورا دون أن تعرضهم لأي أضرار نفسية أو جسدية.