ما زال الأستاذ علي عبد الرزاق باذيب حياً في ذاكرة الوجدان التاريخي كأحد الأعلام المرموقين ثقافياً وفكرياً في القرن العشرين الذي شهد فيه اليمن منعطفاً تحولياً هاماً على الصعيد التحرري السياسي والفكري والإبداعي فلا تخلو الصحفُ السيَّارة المطبوعة في جنوب الوطن من مقالاته التي يتمثل فيها النهج النهضوي في مقارعة المفاهيم الضيقة حيال التزمت الديني ولعل صراعه الفكري الناضج مع الإتجاه الإنغلاقي تطفح بها تلك الصحف التي جُمع منها أكثر من مقالٍ له يصارع ويجادل بغية إقناع أصحاب تلكمو الاتجاهات وعلى الوجه الأخص العلاَّمة محمد بن سالم البيحاني. لقد برز علي عبد الرزاق باذيب مثقفاً ومفكراً ومنافحاً من أجل إنارة درب رسالته التي آمن بها وإزالة حوالك ما تعترضها من شوائك وتغمرها من أتربة غبار سوالف أزمنةٍ تخطَّاها وعيُ عصره الذي تطورت فيه وسائل وتقنية المعارف العلمية وتوسعت فيه مدارك عقل ووعي إنسان العصر وارتقت معارفه الذهنية.. ولأن مُفكِّرنا وأحد أعلام ثقافتنا الجديدة غلبت عليه منافحة محدودي الفهم والرؤى فإن منطلقه النقدي والتغييري جاء من نفس ينابيع من ينافحهم ويجادلهم في المجال اللغوي والديني والتشريعي، إذ كان يدحض الحجة بالحجة ويسطع بحقيقة البراهين العقلية والنقلية ويوردها فيما يعترض به على جمودية النصوص وركاكة سياقاتها وهشاشة دلالاتها التي تتعارض وتتنافى مع مصداقية طرحها. فعلي عبد الزراق رجلُ رأيٍ يُعتدُّ به ولم يقتصر رأيه على جانب معيَّن فهو متشعب الأنحاء تأريخياً وسياسياً واقتصادياً وفكرياً وأدبياً كما أنه برز ككاتب قصصي بارع يمتلك ذائقة فن السرد القصصي إلاَّ أن اشتغاله الكثير بالعمل الحزبي سياسياً وتنظيمياً جعله أقل حضوراً في الميدان الكتابي لهذا النوع الأدبي القصصي الذي تتعطش إليه اليمن أكثر من غيرها.. ولعل علي باذيب كان أبعد رؤية وأصدق تعبيراً إزاء مادار في مجلة الحكمة منتصف السبعينيات من نقاش ساخن ينبغي أن تقوم عليها.. ما زلت أتذكر سخونة النقاش وحرارته بينه وبين الشهيد/ إسماعيل الشيباني كطرفٍ من الجبهة القومية وهو كطرف من حزب اتحاد الشعب الديمقراطي الذي انضوى هو وغيره من الأحزاب ليشكلوا في إطار تنظيم الجبهة القومية إطاراً جديداً سُمِّي بالتنظيم السياسي الموحد! وفي هذا المضمار ما نزال في أشد الاحتياج وأحوج ما نكون إلى تجديد طباعة ما احتوته كتب جامعة باذيب لنعيد قراءة ما كتبه فقيد الساحة الأدبية والفكرية والثقافية اليمنية برؤية جديدة ومجرَّدة. وسنرى بأم أعيننا أن رؤى واطروحات فقيدنا علي عبدا لرزاق ما زالت طرية وكأنه كتبها في هذا اليوم وفي هذه اللحظة. اقرأ في الملف : - مقدمة الملف. - ذكريات سلفي سابق .. حين يكون انتماؤك قيداً يكبل عقلك .. مستقبل السلفية تحرر الانغلاق وجمود الاعتدال. - النائب محمد الحزمي: الوادعيون ضد الحوار والتكفير ليس من حق أحد . - بعض أقوال محمد الإمام في كتابه " الحزب الاشتراكي في ربع قرن ". - الشيخ محمد الإمام: الإسلام ليس وسيلة للمحاباة . - مع الشيخ الوادعي في بضع سطور. - مستقبل السلفيين في اليمن .. العمل السياسي أنموذجاً. - الشيخ محمد المهدي: إعادة الناس للماضي شرف لنا .. والسلفيون أكثر من يشتغل بالفكر. - باذيب الذي لن يبلى .