ترددت كثيرا أكثر من مرة ولسنوات في كتابة الموضوع ولكن اليوم لم يعد السكوت يلزمني وحان وقت الحديث والكتابة حول موضوع تعدى كل الحدود وأصبح ظاهرة تهدد مستقبل القطاع الصحي والطبي0 وان كان السكوت من ذهب في أحيان فإن الكلام يصبح ضرورة حتمية في أحيان كثيرة, وكم يحز في النفس عندما أرى كل هذه الأخطاء الطبية المتكررة باستمرار دون إن تحرك الدولة ممثلة بوزارة الصحة ساكنا ودون أي عقاب لهؤلاء الأطباء المستهترين بالمهنة, وفي الوقت الذي يمارس الاطباءعملهم الرسمي أثناء دوامهم الحكومي بطريقة لا علاقة لها بالطب ورسالته,مع إدراكهم إن غالبية من يقصدون المستشفيات الحكومية هم من الفقراء وذوي الدخل المحدود والمتدنية رواتبهم, ومع ذلك فإن معاينتهم أو رقودهم أو مرورهم في أي قسم لم يعد خاضعا لمبادئ المهنة كرسالة وأداء واجب وإنما الكسب فقط وكل هذه الممارسات الغير أخلاقية والتي لاتنتمي لمهنة الطب في شئ ,تثبت عدم أهلية من يمارسون هذه التجارة الفاشلة ,وأخبث ما يحدث في هذه المستشفيات من قبل هؤلاء ممن يدعون ملائكة الرحمة ما يحصل في العيادات الخارجية(الطوارئ) شئ لايذكر ولا صلة له بتاتا بمهنة الطب التي أساسها الرحمة وإنقاذ وإسعاف المريض قبل أي شئ أخر0 ومن هذا المنطلق وكمواطن يمني غيور على بلده وشعبه أطالب بإغلاق كليات الطب في الجمهورية إلى حين أعادة تأهيل الكادر التدريسي ومراجعة المنهاج بشكل دقيق ,كما وأطالب بإعادة تأهيل كل خريجي كليات الطب في الجامعات المحلية ,العاملين في المستشفيات والمستوصفات واعتقد بضرورة العودة إلى الماضي القريب حينما كانت الدولة ترسل طلبة الطب للخارج ,فالتدهور المتواصل للمهنة سببه فشل الجامعات المحلية وعدم قدرتها على تخريج أطباء يعرفون مهام عملهم وخطورة المهنة التي يمارسونها لأنها تتعامل مع حياة البشر مباشرة صحيح إن أسباب الفشل الواضحة معالمه اليوم سببه تدني مستوى التعليم بشكل عام من المراحل الأولى للتعليم وسببه تدني مستور المعلم اليمني في المرحلة الابتدائية وذلك لعدم وعي الحكومة والجهات المسئولة خطورة مرحلة الأساس الذي على أساسه يكون الطالب مؤهلا للمستقبل أم لا؟ فالملاحظ أن التربية تلقي بأسوأ المعلمين وأفشلهم الابتدائية ويختارون الأكفاء للصفوف العليا وذلك بحجة عدم توفر الإمكانيات فأيهما أفضل يا أخوة "أن لانعلم أبناءنا أم نعلمهم الخطأ" 0 أنني لم اسطر هذه السطور الابعد أن شاهدت تدني مستوى طلبة الجامعة بشكل عام والذي وللأسف أدى إلى تدني مستوى التدريس في الجامعة لمواكبة هؤلاء الطلبة الضعاف في مستوى تحصيلهم وما يزيد الطين بله وبالرغم من تحديد القدرة الاستيعابية لكليات الطب مثلا, إلا أن هذا لم يمنع من تخريج أطباء فاشلين مستهترين لايستحقوا ممارسة المهنة والتخريب في حياة المواطن أسمى ما خلق الله على هذه الأرض 0 فالأستاذ الجامعي يريد طلبة جاهزين لاستيعاب المحاضرات وفهمها وليس لبناء طلبة من جديد لان البناء يكون في الأساس من المرحلة الابتدائية فنحن بحاجة إلى أعادة هيكلة النظام التربوي في البلد والى وضع دراسات تربوية حديثة بما يتلاءم مع التطور العلمي الحاصل اليوم فالأمر ليس مقتصرا على كليات الطب بل يتعداه شاملا الكليات العلمية الأخرى التي مخرجاتها غير مقبولة للعمل في خارج البلاد وكم من شاب خريج في جامعاتنا المحلية أغترب في دول الجوار يعمل بشهادته الجامعية0 فالمواطن واعي جدا لهذا فأصبح ينظر للبورت (اللوحة) التي عليها اسم الدكتور والتركيز فيها لمعرفة الجهة التي تخرج منها هذا الطبيب فان كان خريج ((محلي)) يهم بنفسه صارفا النظر عنه, وان كان خريج من جامعة أجنبية فالأمر مقبول لعل وعسى ينصلح الحال وينفع علاجه وتأكيدا لمدى وعي المواطن أصبح يميز نوع البلد الأجنبي (الهند-مصر- العراق- سوريا- السودان –ألمانيا-بلغاريا–روسيا)والأمر يختلف من بلد لآخر0 وأعود مكررا مطلبي بإغلاق كليات الطب والعودة لحقبة السبعينيات وابتعاث طلبة الطب للخارج فهو الحل الأمثل لإنقاذ وإصلاح مايفسده أطباء اليوم 0