قال خالد اليماني، السفير والمندوب الدائم لليمن في الأممالمتحدة، إن أخطر ما يهدد الوحدة الوطنية في اليمن هو مشروع الطائفية السياسية وادعاء احتكار تمثيل الزيدية الذي يتصدره الحوثي اليوم في اليمن الأعلى، فضلاً عن زيادة مظاهر التشيع في تلك المناطق والذي يسكت عن مواجهته رموز ومرجعيات الطائفة الزيدية في اليمن كما جاء على لسان القاضي العمراني حينما دعا أتباع الزيدية بالإنكفاء والسكوت حيال ما يجري مشيراً إلى مقطع مصور للقاضي العمراني تم تداوله بكثرة عبر الواتس اب. وأضاف السفير اليماني بأن ذلك هو الخطر الحقيقي الذي يهدد الوحدة الوطنية في اليمن، لأنه يجعل من الزيدية بما هي مذهب إسلامي، طائفة دينية على رأسها إمام وهو أمر يستدعي فرزاً طائفياً مقابلاً للفرز الشيعي وستظهر تلقائياً مشاريع طائفية مضادة، ستدخل اليمن في صراع دموي عناوينه الرئيسة هي نفس تلك العناوين الغابرة التي استنزفت التاريخ الإسلامي: "الحسين" و"زيد" و"معاوية" و"علي" و"يزيد" و"يوم السقيفة" وغيرها من العناوين واليافطات التي رفعت منذ آلاف السنين والتي تؤكد على أننا كأمة لم نستفد من التجارب المريرة لا في الحاضر ولا في الماضي، وتؤكد إصرارنا كأمة على غرس الحراب في صدورنا واجترار حروب الطوائف . وأضاف السفير/خالد اليماني في قراءة مقتضبة ومتعمقة واستشرافية نشرها على صفحته في الفيس بوك بأنه ونظراً لغياب مشروع وطني مدني جامع في اليمن يرفض الطائفية السياسية، ونظراً كذلك لتشبث غلاة المركز المقدس وإصرارهم على التحكم بمصائر اليمنيين، و رفضهم لمخرجات الحوار الوطني التي ارتضاها كل اليمنيين بعد حوار طويل جاد وعاقل ومسؤول، بل وصل بهم الحد إلى مجاهرة كل اليمنيين وتخييرهم علانية بين القبول بسطوة المركز المقدس أو الذهاب إلى الجحيم الطائفي. وخوضاً في تفاصيل وأطراف الصراع السياسي القائم قال اليماني -وهو فضلاً عن مهنته الدبلوماسية كاتب وقاص ومترجم يتحدث الانجليزية والاسبانية بطلاقة- إن الصراع السياسي في اليمن اليوم هو بين دعاة مشروع التغيير السياسي وفق المبادرة الخليجية كطرف وأتباع بقاء المركز المقدس كطرف ثاني، وأن إلباس الصراع بلبوس طائفية تستدعي ولاية الفقية ودولة داعش يهدف إلى إخافة اليمنيين من التغيير ودفعهم نحو فكر القطعان الطائفي.. وأضاف السفير اليماني بأن اليمانيين قد اكتووا بنيران الحروب والصراعات على السلطة ولكن ما هو قادم هو أخطر لأن جحيم "دانتي" سيكون نزهة ليس إلا، فالجماعات الطائفية الشيعية والسنية اليوم في اليمن تريد إعادة صياغة العقل اليمني طبقا لقراءات تحريفية للمذاهب الاسلامية، كمثل ما يحدث اليوم بالمذهب الزيدي من خلال الوثيقة الفكرية الثقافية للزيدية (الشيعية) التي تبنتها جماعة الحوثيين مطلع 2012م، وتعمل بإصرار لفرضها على المجتمع اليمني، وتحويل مضامينها الرجعية إلى حقائق سياسية مستفيدة من غياب المشروع المدني الوطني فتعيد تسمية أي مشاريع فرز هوياتي في اليمن إلى أصلها المذهبي المناطقي التناحري، وبالتالي وكردة فعل مساوي في المقدار معاكس في الاتجاه بدأت تبرز بعض حالات الاستدعاء للاصطفاف خلف الإرهاب السني باعتباره حائط الدفاع الأخير ضد الإرهاب الشيعي . واختتم تصريحه بالقول إن فرزاً طائفيا نتناً ينتظر اليمن كما توقع حكيم اليمن الدكتور الإرياني قبل سنوات عديدة مع بدء مشروع تشييع الزيدية عبر الحوثية، بل وأضاف بأن الخطاب الطائفي مثل طفح المجاري سيلوث كل ما بقي من جميل في النسيج الاجتماعي الذي صنعته ثورتي سبتمبر وأكتوبر الخالدتان.