عبر تطييف السكان في المحافظات الشمالية انطلاقا من صعدة، هو اخطر ما يهدد الوحدة الوطنية في اليمن، لأنه يجعل من الزيدية بما هي مذهب اسلامي، طائفة دينية علي راسها امير (أو "علم" او "إمام") ما يستدعي مشاريع طائفية مضادة. اليمن دولة تقطنها جماعة وطنية متجانسة بحسب التعريف القاموسي، لكن اصحاب مشاريع التطييف والتفتيت والتفكيك، يتسابقون في اليمن في غياب مشروع وطني جامع يرفض مشاريع احتكار التمثيل الاسلاموية والجهوية من صعدة الي المكلا. سبق ان اكتوي اليمنيون بنيران حروب الداخل والخارج. لكن ما ينتظرهم هو الجحيم متمثلا بجماعات ايديولوجية دينية تريد اعادة صوغهم طبقا لقراءات تحريفية للمذاهب الاسلامية، وبخاصة المذهب الزيدي كما يتضح من الوثيقة الفكرية التجريفية للزيدية التي تبنتها جماعة الحوثيين مطلع 2012، وتعمل بإلحاح ولكن بعدم مسؤولية تجاه المجتمع اليمني، علي تحويل مضامينها الرجعية إلي حقائق سياسية مستفيدة من غياب المشروع الوطني الذي يقوض اية مشاريع فرز هوياتي في اليمن باسم الدين او المذهب او المنطقة.