تسود حالة من الاستياء في الأوساط اليمنية جراء قبول المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ التكريم و استلامه درعا تكريميا من رئيس ماتسمى باللجنة الثورية - التابعة لمليشيات الحوثي- محمد علي الحوثي كونه شخصية انقلابية ومغتصب للسلطة في صنعاء. ويقول المراقبون أن ذلك يتنافى مع الحياد والمصداقية كوسيط دولي وتساءلوا عن اسباب التكريم فلم ينجح ولد الشيخ حتى الان في مساعيه. وكان المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أنهى زيارته ومباحثات في صنعاء دون تحقيق أي تقدم ، حيث استمر موقف المتمردين الحوثيين المتصلب ورفضهم المشاركة في جولة المشاورات المقبلة وكذا الإفراج عن المعتقلين السياسيين وفي مقدمتهم وزير الدفاع اللواء محمود سالم الصبيحي ، وقال مراقبون ل " التغيير " إنهم كانوا يتوقعون هذه النتائج من الزيارة وذلك في ضوء التصريحات التي أدلى بها ولد الشيخ لدى وصوله إلى صنعاء والتي لم يتحدث فيها عن ضرورة تطبيق المتمردين للقرار الاممي 2216 . وأضاف المراقبون أن الحوثيين مارسوا شكلا من أشكال التقليل من شأن المبعوث الاممي من خلال استقباله من قبل رئيس ما تسمى اللجنة الثورية في القصر الجمهوري ، وهو رمز الجمهورية الذي أتي عليه الانقلاب والانقلابيين ، واعتبر المراقبون قبول المبعوث الاممي اللقاء داخل القصر الجمهوري الذي يحتله احد زعماء الانقلاب على الشرعية ، بأنه مؤشر لا يعكس جدية المنظمة الدولية ومبعوثها في التوصل إلى تسوية في ضوء تطبيق قرارات مجلس الأمن ، وأعرب البعض عن اعتقاده بأنه ، ومن خلال جلسات المجاملات وولائم الغداء والتقاط الصور التذكارية مع المتمردين ، ربما يصبح ولد الشيخ نسخة مكررة من سلفه جمال بنعمر ، خاصة بعد أن قبل الجلوس مع محمد الحوثي كرئيس للجمهورية . وباعتقاد الكثير من المراقبين فان المبعوث الاممي يمارس ضغوطا على الحكومة الشرعية مقابل المجاملات التي تصدر عن تجاه المتمردين ، دون النظر إلى القضايا الأساسية والقضايا الإنسانية وفي مقدمتها الحصار التي تفرضه الميليشيات على مدينة تعز وكذا الوضع الذي يمر به المعتقلون ، خاصة بعد ان رفض المتمردون السماح له بزيارة المعتقلين ، وهنا يطرح الكثير من المراقبين جملة من التساؤلات حول مدى جدية المبعوث الاممي وحياديته .