على الرغم من مرور عام على بداية الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح على محافظة تعز٬ الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء٬ ويرافقها تشديد الحصار على جميع منافذ المدينة لتمنع بذلك دخول المواد الغذائية والطبية والإغاثية وأسطوانات الأكسجين للمستشفيات٬ وكل المستلزمات بما فيها المشتقات النفطية٬ لا تزال معظم أحياء المدينة تشهد مواجهات عنيفة بين قوات الشرعية٬ الجيش الوطني والمقاومة الشعبية٬ من جهة٬ والميليشيات الانقلابية٬ من جهة أخرى٬ في حين لم تلتزم هذه الأخيرة بأي اتفاقات أو هدنة تنص على وقف إطلاق النار ورفع الحصار. وأصبحت الأحياء السكنية في تعز٬ وعدد من قرى المحافظة مسرًحا للمواجهات العنيفة٬ مما يشير إلى أن الميليشيات الانقلابية تريد التصعيد من عملياتها العسكرية خاصة بعد الدفع بحشود وتعزيزات عسكرية كبيرة إلى عدة مناطق في تعز ومحيط المدينة. وأكد قيادي في المقاومة الشعبية في تعز ل«الشرق الأوسط» أن «ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع صالح استحدثت نقاط تفتيش جديدة٬ إلى ما قبل منطقة حمير في مديرية مقبنة٬ غرب تعز٬ وحشدت قرابة 18 طقًما عسكرًيا وسيارات هيلوكس٬ على متنها المسلحين والعتاد العسكري٬ في إشارة إلى نيتها في اجتياح المنطقة». وأضاف أن «الميليشيات الانقلابية تدفع بتعزيزات عسكرية كبيرة وتواصل قصفها للأحياء السكنية لقرى الوازعية٬ مستخدمة مختلف أنواع الأسلحة٬ بالإضافة إلى محاولاتها المتكررة والمستميتة في السيطرة على مقر اللواء 35 مدرع في المطار القديم٬ غرب المدينة٬ حيث شهد مواجهات عنيفة وسقط فيها قتلى وجرحى من الجانبين». وذكر أن الميليشيات الانقلابية شنت «حملة اختطافات للأهالي في المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرتها بما فيها منطقة حيفان٬ جنوبتعز». كما شهدت جبهة الضباب٬ غرب تعز٬ مواجهات عنيفة وقصف متبادل بين قوات الجيش الوطني والميليشيات الانقلابية٬ في محاولة من هذه الأخيرة التوغل في اتجاه منطقة ميلات٬ إحدى أهم مناطق المقاومة الشعبية. إلى ذلك٬ نقل المكتب الإعلامي للشيخ حمود سعيد المخلافي٬ رئيس المجلس الأعلى للمقاومة بتعز٬ أنه التقى في العاصمة السعودية الرياض٬ القائم بأعمال السفارة البريطانية باتريك٬ حيث ناقشا الأوضاع التي تعيشها محافظة تعز جراء الحرب والحصار واليمن بشكل عام منذ انقلاب الميليشيات الانقلابية على شرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي٬ بقوة السلاح. كما ناقشوا إمكانية الوصول إلى إنهاء الحرب في حال نفذت ميليشيات الحوثي والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح للقرار الأممي ٬2216 بالإضافة إلى الأوضاع الإنسانية والحالة المزرية التي يعيشها الجرحى وإمكانية التعاون لتقديم العلاج لهم. وعلى الجانب الإنساني٬ وفي حين تواصل الميليشيات الانقلابية حصارها المطبق على جميع منافذ المدينة٬ نفذت منظمة «إيكان» اليابانية بالتعاون مع فرع جمعية الإصلاح الاجتماعية الخيرية في تعز٬ مشروع توفير الإغاثة الطارئة للمتضررين من الأحداث التي تشهدها المحافظة٬ وبتمويل من اليابان «بولتفورم»٬ حيث قدمت أكثر من 1200 سلة غذائية٬ وأكثر من 1800 حقيبة طبية لمديرتي المظفر والقاهرة. وقال سعيد العامري٬ نائب مدير جمعية الإصلاح الاجتماعية والخيرية٬ إن تدشين شروع السلة الغذائية المقدم من الشعب الياباني يتكون من مكونين أساسيين السلة الغذائية وحقيبة النظافة٬ مضيًفا أنهم اعتمدوا قبل التوزيع إلى المسح الميداني لمديرتي المظفر والقاهرة. ومن جانبه٬ أشار المساعد المنسق في منظمة اكيان٬ عبد الله فايد سعيد ناجي٬ إلى أن «المشروع يستهدف في المقام الأول النازحين٬ وأنه يهتم بجانبي التغذية والجانب الصحي». وعلى السياق نفسه٬ اختتمت مؤسسة الرائدة الخيرية للتنمية الإنسانية المرحلة الثانية من برنامج الدعم النفسي «نقطة انطلاقة»٬ الذي يهدف إلى تأهيل وتنمية قدرات جرحى الحرب في محافظة تعز٬ الذي استمر لمدة أسبوع كامل٬ حيث استهدف 25 متدرًبا من الجرحى ذوي الإعاقة.