جدد طيران التحالف٬ أمس٬ غاراته باستهداف موقع تمركز لميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح شمال غربي مديرية كرش الحدودية كان الميليشيات تتخذها ثكنة عسكرية لها٬ وقال الناطق باسم المقاومة في جبهات كرش والعند قائد نصر إن غارتين جويتين نفذهما طيران التحالف على مدرسة الشريجة المنطقة الحدودية السابقة بين محافظتي تعزولحج٬ التي حولتها الميليشيات إلى ثكنة عسكرية لتعزيزاتها الزاحفة نحو منطقة وكرش ولحج. وأوضح نصر في تصريحات ل«الشرق الأوسط» أن الغارات الجوية استهدفت مدرسة الشريجة بصاروخين حققت أهدافها بنجاح٬ وأوقعت العشرات من عناصر الميليشيات بين قتيل وجريح٬ كما تم تدمير عتاد عسكري كانت الميليشيات الانقلابية تخزنه بداخل المدرسة. وأكد نصر أن الميليشيات الانقلابية شنت٬ في وقت متأخر من مساء أمس٬ قصفا عشوائيا عنيفا على مواقع في جبهة المقاومة بكرش٬ لافتا إلى أن بعض القذائف سقطت في إحدى مدارس كرش٬ لكن لم يصب أحد بأذى٬ على حد قوله. في سياق متصل٬ تشهد جبهات المضاربة وراس العارة وباب المندب (محافظة لحج) مواجهات متقطعة وقصفا متبادلا بين ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة٬ والمقاومة وقوات الجيش الوطني من جهة أخرى٬ بعد معارك ضارية شهدتها المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية٬ حققت خلالها قوات الشرعية انتصارات ميدانية في جبهات كهبوب الاستراتيجية المطلة على باب المندب وجزيرة ميون. وتجددت أول من أمس الموجهات وفي محافظة شبوة بجنوب شرقي البلاد والمحاذية لمحافظتي مأربوالبيضاء بعد هدوء نسبي منذ أكثر من أسبوع٬ وذلك عقب تدخل طيران التحالف العربي واستهدافه بغارات جوية تعزيزات عسكرية للميليشيات الانقلابية عبر البيضاء كانت في طريقها إلى مديريات بيحان٬ وهو ما استهدفته طائرات التحالف بحسب ما أفادت به مصادر محلية مطلعة. وعلى صعيد تطورات الأوضاع الإنسانية بمديريات بيحان شرق محافظة شبوة ما زالت الميليشيات تفرض حصارها الخانق على المديريات الثلاث عسيلان العليا وعين في ظل غياب شبه كلي للمنظمات الدولية الإغاثية والإنسانية لتقديم خدمة الدعم للنازحين من السكان المدنيين٬ خصوصا مع استمرار عمليات خرق الهدنة جراء الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عام. الدكتور صلاح السيد٬ رئيس غرفة عمليات مكافحة الضنك بمديريات بيحان٬ أكد في تصريحات ل«الشرق الأوسط» أن عدد الحالات المرصودة حتى أول من أمس الأربعاء وصلت إلى 1790 حالة إصابة و21 حالة وفاة٬ مشيرا إلى أن حالات الإصابة خفت بشكل أفضل من سابق٬ وأن إصابات وحالات أخرى تأتي من مناطق جديدة٬ موضحا أنه مع موسم الأمطار ما زال الوضع يهدد بعودة انتشار الوباء٬ وأن ذلك الخطر يحتاج إلى حملات توعية مكثفة ورش ضبابي٬ داعيا المنظمات الدولية إلى القيام بمهامها تلك وإنقاذ المواطنين من وضع إنساني كارثي. وحول استمرار الميليشيات في خرق الهدنة منذ انطلاقها في 10 مايو (أيار) الماضي٬ أوضح المحلل السياسي باسم الشعبي أن الميليشيات لم تلتزم بالهدنة منذ بدايتها٬ وهي بذلك وجهت إهانة كبيرة للأمم المتحدة؛ لأن الهدنة تمت بضغط وإشراف من الأممالمتحدة٬ لافتا إلى «استغلال الميليشيات للحوار السياسي الفضفاض (مشاورات الكويت) لتتمدد على الأرض عسكريا وتمددها صوب لحجوشبوة وبالذات مناطق الجنوب من أجل تحقيق مكسب عسكري يعزز موقفها السياسي٬ لكنها لن تتمكن من تحقيق أي انتصار رغم ضعف الشرعية»٬ حسب الشعبي٬ الذي أكد ل«الشرق الأوسط» أن «الجنوبيين هم من يقاومون ويصدون هجمات الحوثيين»٬ لأن المسألة باعتقاده: «مسألة مصير حينما يتعلق بالصراع بين الميليشيات الغازية والجنوب»٬ وأوضح الشعبي أن «مفاوضات الكويت ستفشل والمدة المحددة هي أسبوعان ولن ينجز أي شيء»٬ على حد قوله٬ مشيًرا إلى أن «الحل لن يكون إلا عسكريا٬ فالميليشيات خسرت الجنوب٬ وهي تحاول أن تعود إليه ولكن دون جدوى». من ناحية ثانية٬ ما زالت مدينة مكيراس الاستراتيجية بمحافظة أبين٬ تقع منذ ما يقارب العام تحت سيطرة الانقلابيين رغم المحاولات الكثيفة التي تقوم بها المقاومة في أبين هناك لطرد الانقلابيين٬ لكنها دائما تنتهي بالفشل٬ وذلك لموقع المديرية الجغرافي الذي سهل تحرك الميلشيات إليها عبر المرتفعات المتساوية من اتجاه محافظة البيضاء التي تخضع لسيطرتهم كذلك. وقال الناشط السياسي عثمان عامر إن المديرية تشهد انتهاكات مستمرة لحقوق الإنسان تقوم بها ميليشيات الحوثي وصالح من عمليات اعتقال للمدنيين ومداهمة المنازل وعمليات القتل المنظم والممنهج للشخصيات المدنية والاجتماعية٬ على حد تعبيره. وذكر عامر ل«الشرق الأوسط» أن عمليات القصف العشوائي لا تكاد تنقطع على قرى المديرية والمساكن الريفية خلفت عددا من الإصابات بين المدنيين العزل٬ وسط موجة نزوح متواصلة للمواطنين من المديرية والقرى المطلة على المرتفعات الجبلية٬ التي دائما ما يستهدفها الحوثيين بالمدفعية والدبابات إلى جانب حملات اعتقال للميليشيات تطال عشرات المواطنين٬ مشيرا إلى غياب المنظمات الحقوقية وحملات الإغاثة الإنسانية ضاعف بشكل كبير في معاناة المواطنين. ولفت الناشط السياسي إلى أن جبهة ثرة الواقعة في قمم جبال ثرة المطلة على مديرية لودر في محافظة أبين ثالث كبرى المحافظة هي الأخرى تشهد مواجهات مستمرة بين ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح من جهة٬ ومقاتلي المقاومة والقبائل من جهة أخرى دون أي تقدم أو انتصار للميليشيات؛ بسبب صمود المقاومين هناك٬ موضحا أن المقاومين في جبهة ثرة يتصدون للميليشيات بسلاح متواضع وشخصي أمام منظومة عسكرية منظمة تتكون من وحدات الحرس الجمهوري الموالي للرئيس المخلوع وكتائب من نخبة مسلحي جماعة الحوثيين المدربة إيرانيا. هذا وتواصل الميليشيات الحوثية ووحدات الحرس الجمهوري شن قصف عشوائي على قرى المدينة وبعض من أحيائها السكنية٬ مخلفًة عددا من الإصابات بين المدنيين٬ ولا يقتصر ذلك على الحرب في الجبهات؛ حيث تعاني محافظة أبين بحسب عثمان عامر من فراغ أمني وعسكري وإداري منذ تحريرها من ميليشيات الحوثي قبل عشرة أشهر وتردي الخدمات الأساسية للمواطنين من كهرباء وماء وصحة.