تواصل عناصر المقاومة الشعبية في إقليم تهامة، استهدافها لمواقع وتجمعات ميليشيات الحوثي وصالح. وتشهد محافظة الساحلية الواقعة غرب اليمن، وضعا معيشيا صعبا في ظل تزايد السخط الكبير من قبل أهالي المحافظة جراء تردي الوضع الأمني والخدماتي وانتشار المسلحين في مداخل المدينة ومخارجها، في الوقت الذي أصبح الأهالي يشعرون بأن أبسط حقوقهم قد سلبتها منهم الميليشيات الغذائية. وقال قائد المقاومة التهامية والحراك التهامي، عبد الرحمن شوعي حجري، ل«الشرق الأوسط» إن «الذكرى الثانية للاحتلال القديم الجديد لتهامة المتمثل بالميليشيات الانقلابية التي جاءت لمعرفتهم بأهمية المنطقة الجغرافية والاستراتيجية والاقتصادية لتهامة والاستيلاء على مقدراتها وتسخيرها في حربهم الطائفية لقتل الإنسان اليمني». ويضيف حجري «لا يخفى على أحد أن تهامة سلة اليمن الغذائية، و70 في المائة من الإيرادات غير النفطية للمركز في صنعاء تدخل من تهامة، واليوم تهامة ومديرياتها الساحلية الممتدة من ميدي حتى المندب تمارس بها أبشع الجرائم، وأصبحت تئن وتشكو الفقر والحرمان والعوز وتنتشر فيها رقعة المجاعة والأمراض والأوبئة الفتاكة بين أوساط المواطنين بسبب ممارسات وأساليب العصابات الإجرامية ضد المواطن التهامي لإذلاله وإفقاره والتجهيل الممنهج، كما تقوم هذه العصابة بنهب المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الإقليمية والدولية من مواد غذائية وغيرها وبيعها في الأسواق». وبصفته قائدا للحراك التهامي، دعا عبد الرحمن حجري «أبناء تهامة عامة للانخراط في صفوف المقاومة التهامية والجيش الوطني التي تتواجد معسكراته في الأرض التهامية المحررة ليتم استكمال التحرير والانتصار للقضية التهامية العادلة، وكما جاء في البند التاسع لتوصيات إعلان الرياض التي تنص على الاهتمام بالقضية التهامية ودعم الحراك التهامي لمواجهة ودحر الميليشيات الانقلابية». واردف قائد الحراك التهامي وقائد المقاومة التهامية، عبد الرحمن شوعي حجري، ل«الشرق الأوسط» بأن «ميليشيات الحوثي وصالح تواصل جرائمها في إقليم تهامة، وهي الآن تنفذ تهديداتها بجعل أبناء تهامة يعيشون في مجاعة وفقر عبر نهب خيراتها وقتل سكانها». وأضاف أن «مدن تهامة منكوبة، وندعو المجتمع المحلي والدولي لإنقاذ شعب تهامة من الموت المحيط به، فمنذ عامين وتهامة من دون خدمات (ماء - كهرباء) والمجاري طافحة في الشوارع وانتشار السوق السوداء للمشتقات النفطية والغاز المنزلي والعبث بكل المؤسسات الحكومية والموت اليومي الذي يمارس بشكل ممنهج من العصابة الإجرامية والاعتقالات التعسفية وهتك حرمات المنازل وتفجيرها والتعذيب في سجون العصابة الإجرامية لجميع الرفاق وعلى رأسهم عميد المعتقلين التهاميين العميد الركن خالد خليل مؤسس الحراك التهامي – رئيس عمليات المنطقة العسكرية الخامسة ورفاقه الأحرار وتشريد الآلاف من المواطنين ومطاردة الأحرار، وفرض إتاوات مالية بالقوة على أصحاب المحلات الصغيرة والكبيرة حتى المواطن البسيط لم يستثن من ذلك لدعم المجهود العبثي واحتفالاتهم الطائفية العصبوية». وأكد حجري أن ميليشيات الحوثي وصالح تعيش على النهب والفدى وهذا معروف عنها منذ فترة طويلة. وقال حجري إنه يدعو الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الإسراع للدعوة لإنزال الدستور الاتحادي والاستفتاء عليه وبدء العمل به «حتى ولو في المناطق المحررة»، معلنا «رفضه المساس بإقليم تهامة المصادق عليه بقرارات لجنة الأقاليم المنبثقة من مؤتمر الحوار الوطني الشامل». وأضاف: «نؤكد أن توزيع السلطة والثروة بشكل عادل هو الضمان الأساسي لاستقرار البلاد ومن دون هذا ستظل الصراعات قائمة ولن تنتهي». وكان محافظو إقليم تهامة (الحديدة، حجة، المحويت، ريمة)، قد وجهوا نداء استغاثة إلى التحالف العربي والمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية لإغاثة إقليم تهامة والإسراع في رفع الكارثة الإنسانية التي برزت صورها في جميع محافظات الإقليم ومديرياته وخاصة مديريتي التحيتا والخوخة في محافظة الحديدة وما وصلتا إليه من حجم المعاناة الشاملة التي تسببت بها ميليشيات الحوثي وصالح. وجاء ذلك خلال تدشين حفل إشهار اللجنة التنسيقية لإقليم تهامة من أجل الإعداد والتهيئة لقيام الإقليم، بحضور محافظي محافظات الإقليم، وقائد المنطقة العسكرية الخامسة اللواء الركن توفيق القيز، وعدد من قيادة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وأعضاء السلطة المحلية والشخصيات السياسية والاجتماعية. وتم خلال التدشين، إعلان تشكيل قيادة للجنة التنسيقية برئاسة محافظ الحديدة عبد الله أبو الغيث، وعضوية محافظ حجة اللواء الركن عبد الكريم السنيني، ومحافظ ريمة محمد الحوري، ووزير الكهرباء والطاقة السابق الدكتور صالح سميع نائبا لرئيس المجلس الأعلى للإسناد ممثلاً عن محافظة المحويت.