تواصلت هزائم ميليشيا الحوثي - صالح، أمس، حيث بات الجيش اليمني يسيطر على وسط مدينة المخا، بعد أن حرر الميناء ومناطق شاسعة من المنطقة الساحلية، في حين أكدت قوات التحالف العربي العاملة في اليمن، أمس، أنها استطاعت تدمير طائرة عسكرية من دون طيار (درون)، في منطقة شمال المخا قبل إطلاقها من منصة متنقلة، كانت تستهدف قوات من الجيش اليمني والمقاومة الشعبية التي شاركت في عمليات تحرير مدينة وميناء المخا. وأفاد مسؤول عسكري يمني، أمس، بأن القوات الحكومية اليمنية أحرزت تقدما في مدينة المخا المطلة على البحر الأحمر رغم المقاومة الشرسة التي تواجهها من قبل المتمردين الحوثيين وحلفائهم. وقال المصدر إن القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي مدعومة بالتحالف العربي الذي تقوده السعودية تمكنت من استعادة مقر الشرطة وشوارع عدة داخل المدينة، بعد هجوم واسع النطاق لتكمل سيطرتها على المخا، وتمكنت أيضا من السيطرة على المجمع الحكومي وإدارة الأمن وحي البليلي ومزارع عائش والتيسير وسويدي والبشيري ومحطة الوزن المحوري، وأعلنت قوات الجيش اليمني، المدعومة من طيران التحالف إحراز تقدم كبير في معركة «الرمح الذهبي» بتحرير الساحل الغربي لتعز وصولا إلى تحرير الشريط الساحلي لليمن، وبعد ساعات من تقدم قوات الجيش في مدينة المخا الساحلية وتحريرها مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة ميلشيات الحوثي وصالح الانقلابية، تمكنت من السيطرة على جبل المريكي وجبل المرايغة في الطويبر في مديرية مقبنة، في الوقت الذي طاردت فيه قوات الجيش ما تبقى من عناصر الميلشيات الانقلابية، كما تمكنت قوات الجيش اليمني من تحرير جبل البرادة في مديرية مقبنة، ومواقع مطلة على مفرق الوازعية، وذلك بعد هجوم مباغت نفذته القوات على مواقع الميليشيات في منطقة الكدحة في الوازعية، وسقط على إثرها 13 عنصرا من الميلشيات الانقلابية وأصيب آخرون في المواجهات. ويعد تحرير المخا الساحلية من الاهتمامات الكبيرة التي تسعى قوات الجيش اليمني لتحريرها لتقطع بذلك إمدادات الميلشيات الانقلابية على جبهات تعز عبر الشريط الساحلي لليمن القادمة من محافظة الحديدة الساحلية، حيث فيها ميناء استراتيجي مهم وقديم وقريب من باب المندب المضيف الأهم. وبات الطريق الذي يربط بين مدينة المخا ومحافظة الحديدة الساحلية، غرب اليمن، منطقة عسكرية، حسب ما أعلن الجيش اليمني. ودعا الجيش المواطنين إلى تجنب استخدام الخط الساحلي والابتعاد عن المركبات والمدرعات العسكرية وأماكن تمركز الميليشيات. وبحسب مصادر مطلعة، نفذت قوات التحالف العربي عملية إنزال بري وبحري في مديرية المخا الساحلية بعد استكمال السيطرة عليها، إضافة إلى تصديها لهجمات مباغتة شنتها الميلشيات على مواقع الجيش اليمني بغية استرجاع المواقع التي تم دحرهم منها. في المقابل، أقر اجتماع في محافظة تعز برئاسة قائد محور تعز اللواء الركن خالد فاضل، وعدد من قادة فصائل المقاومة، إلغاء أسماء الفصائل وكل الشعارات ابتداء من أمس، والانضواء تحت الألوية العسكرية في المحافظة، وذلك «حرصًا وتعزيزًا لوحدة الهدف وتجسيدًا لمبادئ القوات المسلحة». من جهته، يواصل طيران التحالف العربي تحليقه المستمر على سماء محافظة تعز وشن غاراته المركزة والمباشرة على مواقع وأهداف عسكرية تابعة لميلشيات الحوثي وصالح الانقلابية في مواقع متفرقة من تعز، ما كبد الميليشيات خسائر بشرية ومادية كبيرة. وتمكنت قوات التحالف من تدمير طائرة عسكرية من دون طيار شمال المخا قبل إطلاقها من منصة لإطلاق الصواريخ كانت الميليشيات الانقلابية تعدها للإطلاق باتجاه قوات الجيش اليمني، بحسب مصادر عسكرية ل«الشرق الأوسط». وبحسب ما قاله اللواء ركن أحمد سيف اليافعي، نائب رئيس أركان الجيش اليمني، فإن قوات الجيش أثناء استطلاعها منطقة شمال المخا، رصدت الاستعداد لإطلاق الطائرة من فوق آلية نقل خفيفة، فسارعت إلى التنسيق والتواصل مع القوات الجوية الإماراتية العاملة في اليمن، التي قامت بدورها بالتعامل مع الطائرة بصاروخ أرض جو. ووفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، فإن الميليشيات الانقلابية بعد تضييق الخناق عليها بدأت باستخدام أسلحة تم تهريبها إليها من إيران، ومنها هذا النوع من الطائرات التي يتم تهريبها إلى اليمن. وأكد أن وصول هذه الأسلحة الإيرانية تظهر بوضوح التدخل الإيراني في الأزمة اليمنية، ومحاولات طهران لزعزعة استقرار المنطقة، وتهديد السلم في اليمن، من خلال تزويد الميليشيات الانقلابية بأسلحة ومعدات متطورة في محاولة يائسة منها للالتفاف على الانتصارات المتتالية للقوات الشرعية المدعومة من التحالف العربي. ودعا اللواء ركن أحمد سيف اليافعي نائب رئيس أركان الجيش اليمني المجتمع الدولي إلى القيام بمسؤولياته تجاه إدانة ورفض التدخلات الإيرانية في اليمن، التي تقضي على أي فرصة لنجاح المسار السياسي، وتشعل فتيل الحرب اليمنية في محاولة منها لفرض نفوذها في اليمن، وخلق نموذج في اليمن مشابه لنموذج «حزب الله» في لبنان. وتأتي هذه العملية بعد الانتصارات التي تحققها الشرعية في دحر الميليشيات الانقلابية في كل الجبهات، وذلك بإسناد من قوات التحالف لاستعادة الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والإمارات، التي كانت آخرها تحرير ميناء المخا وكل المناطق الواقعة جنوبالبحر الأحمر، وإبعاد خطر استهداف الملاحة الدولية، حيث عملت القوى الانقلابية على استهداف السفينة الإماراتية سويفت، والسفينة الإسبانية الناقلة للغاز المسال وقطع البحرية الأميركية، وفقًا لما ذكره خالد اليماني، سفير اليمن لدى الأممالمتحدة.