خرج زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي في خطاب تلفزيوني أمس زاعما أن جماعته استطاعت تطوير طائرات من دون طيار، وصواريخ أيضا مثل صاروخ بركان 2؛ وذلك بعد أيام من تصريح وزير الخارجية اليمني، الدكتور عبد الملك المخلافي، ل«الشرق الأوسط»، الذي قال فيه إن طهران زودت الجماعة بطائرات من دون طيار قادرة على حمل أسلحة. وردا على ذلك، يورد نجيب غلاب الباحث السياسي اليمني، أن الخطاب يحمل رسائل داخلية وخارجية. ويعتقد أن الضغط الأميركي الأخير على إيران دفعها إلى توجيه الحوثيين بأن يحاولوا حجب التدخل الإيراني المكثف، والتغطية على بعض المافيا الدولية التي تهرب السلاح، كما أن هناك رسالة أخرى داخلية للشعب اليمني، لإيهامهم بأن إيران لا تتدخل وأنهم (أي الجماعة) هم الذين يطورون أسلحة، مستطردا: «لدى اليمنيين رفض كامل لمسألة التدخل، والحركة الحوثية تدرك ذلك وتحاول تغطية مسألة إيران إلا أن المنظومة الدولية تجمع على أن الحوثية ليست إلا أداة بيد إيران». وكان اللواء أحمد عسيري، المستشار العسكري لوزير الدفاع السعودي المتحدث باسم التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، رد على سؤال حول أسلحة الانقلاب، في حوار مع وكالة «سبوتنيك» الروسية أول من أمس بالقول: «بعد استيلاء الحوثيين على مقدرات الجيش اليمني، ومنها صواريخ (أرض - أرض)، تلاعبوا بمساعدة (حزب الله) والإيرانيين بتلك الصواريخ لزيادة المدى والشحنة المتفجرة، وهو ما تسبب في كوارث على الشعب اليمني، فعندما أطلقوها على بعض المناطق، عادت وسقطت في الأراضي اليمنية، وتسببت في أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، وهذا النوع من الممارسات هو جزء من الهروب إلى الأمام وسيدحرون، وستعود القيادة الشرعية التي تمارس عملها اليوم من عدن إلى العاصمة (صنعاء)، ولن يكون لتلك الميليشيات الانقلابية أي مكان في المستقبل القريب». فنيا، يقول غلاب إن «الحوثية ميليشيات لا تمتلك بنية تحتية للتصنيع العسكري واعتمدت في تسليح نفسها على التهريب، ولا يوجد لديها مختصون حتى لصناعة الرصاص، رغم أنها تحاول بشكل أو بآخر أن تعطي انطباعا نفسيا بأن لديها خبرة لتصنيع الأسلحة كالصواريخ، لكنها تعتمد بشكل كامل على خبراء إيرانيين وخبراء من (حزب الله) وأغلبهم يحملون جوازات سفر يمنية، بحكم أن الأمن القومي وإدارة الجوازات في صنعاء تقع تحت إدارة حوثية، وبالتالي فإمكانية قدوم عناصر من (حزب الله) و(الحرس الثوري) لا يمكن ملاحظتها من الأجهزة الداخلية والخارجية أيضا، فهي ليست مزورة كما كان يتم في السابق بل حقيقية وبأسماء يمنية». ويرى الباحث السياسي أن الحوثية «اعتمدت على الأسلحة القادمة من إيران ويتم تركيبها في الأراضي اليمنية، مثلها مثل الطائرة من دون طيار». «وبالنسبة للحرس الجمهوري، فقد حاول قبل الانقلاب في مشروع للتصنيع العسكري وكان يعتمد على فكرة تطوير الآليات العسكرية ولم يمتلك أي تقنية جديدة حتى لتطوير الصواريخ الباليستية التي كان يمتلكها النظام، وأغلبها يتطلب تفعيلها وجود قطع غيار... هي صواريخ روسية وأصبح بعضها غير قادر على العمل، وسابقا كانت تطلق بعض الصواريخ وتنفجر مكانها وإذا طلعت فإنها لا تضرب أهدافها». ويضيف: «الهزائم التي منيت بها ميليشيات الحوثي وصالح تدفعهم للحديث عن الصواريخ والطائرة من دون طيار بهدف محاولة تماسك جبهتهم الداخلية، وإرسال رسائل لمناصريهم بأنه ما زال بأيديهم أوراق للضغط على التحالف والشرعية، وأيضا رسالة للمنظمات الدولية بأنه بإمكانهم جعل الحرب طويلة ومأساوية كنوع من الضغط والابتزاز لإنقاذهم». الشرق الاوسط لمتابعة قناة التغيير نت على تيلجيرام https://telegram.me/altagheernet