بدأت قوات «النخبة»، التي شكلها الجيش اليمني الوطني قبل أيام في الهجوم والسيطرة على عدد من المواقع في مديرية باقم بمحافظة صعدة، معقل الحوثيين، في إطار التحضيرات لاقتحام صعدة المدينة، بعد أن تمكنت من السيطرة على عدد من التباب والمرتفعات التي كانت الميلشيات الانقلابية تتمركز فيها. وبحسب مصادر نقل عنها موقع الجيش الوطني فإن «قوات النخبة من اللواء 102 واللواء 63 مشاة في الجيش الوطني شنت هجوما واسعا على مديرية باقم من ثلاثة محاور تركزت في القلب والشمال والشرق، وأحكمت سيطرتها على تباب الخشم شمالا وتباب النمسا شرقا، إضافة إلى السيطرة وقطع خطوط إمداد الميليشيا الانقلابية في المناطق الممتدة من آل صبحان وحتى عمق باقم في محور القلب. كما تمكنت قوات النخبة في اللواء 63 مشاة من إحكام سيطرتها على جبال ووادي الثعبان المحاذي لآل صبحان من الجهة الشمالية والواقعة بين الخشم والنمسا». وبدوره، أكد قائد قوات النخبة التابعة للواء 102 العقيد ناجي حمادي أن «قوات الجيش الوطني تحقق تقدما نوعيا وفق الخطة المرسومة لها في جبهة باقم، وأن صفوف الميليشيات الانقلابية تشهد انهيارات كبيرة على عكس ما تظهر عليه في إعلامهم الكاذب». جاء ذلك في الوقت الذي يواصل فيه الجيش الوطني، بإسناد جوي من مقاتلات التحالف العربي، معاركه ضد ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في المدن والمحافظات اليمنية التي لا تزال خاضعة للانقلابيين، تكبدت فيها هذه الأخيرة الخسائر البشرية والمادية الكبيرة. ومنذ أسبوع، تشهد محافظة شبوة مواجهات شبه يومية مصحوبة بالقصف المتبادل، إثر تكرار محاولات الانقلابيين التقدم إلى مواقع الجيش الوطني في مديرية عسيلان. وسقط، أمس (الخميس)، ما لا يقل عن 20 قتيلا وجريحا من صفوف الميليشيات الانقلابية في مواجهات شهدتها مديرية عسيلان، بعد هجوم شنته ميليشيات الحوثي وصالح على مواقع الجيش الوطني. وقالت مصادر عسكرية ل«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية استحدثت موقعا عسكريا لها جوار جبل العلم في محاولة منها فتح جبهة جديدة بعد الخسائر التي تتلقاها يوميا في مختلف الجبهات، ودفعت للموقع المستحدث بتعزيزات عسكرية ومسلحين من عناصرها». كما قالت مصادر ميدانية، نقل عنها موقع الجيش الوطني «سبتمبر نت» إن «جبهة لخيضر، غرب عسيلان، شهدت مواجهات عنيفة بالتزامن مع تصدي قوات الجيش الوطني لهجومين منفصلين شنتهما الميليشيات الانقلابية على مواقع الجيش الوطني في محكمة عسيلان وشرقي عكدة العلم المعبال». وأضافت أن «عددا من عناصر المقاومة الشعبية التي تشكلت من قبائل المنطقة في عكدة العلم ساندوا قوات الجيش في معارك التصدي للميليشيات حيث شاركوا بأكثر من من 30 طقما وخمس مدرعات»، مؤكدة أن المواجهات مع الميليشيات الانقلابية خلفت ما يقارب من «ثمانية قتلى و12 جريحا في صفوفهم كحصيلة أولية». تزامن ذلك مع احتدام المعارك في جبهة الساحل الغربي في تعز، حيث تركزت بشكل أعنف قرب مدرات ونقطة الهنجر، غرب المدينة، بينما كثف الجيش الوطني من قصف مواقع الانقلابيين في تبة الظنين وجبل الكحل وتقاطع الخمسين. كما تجددت المواجهات العنيفة في العريش والهاملي، شمال وشرق مديرية موزع، إثر محاولات الميليشيات الانقلابية التقدم إلى مواقع الجيش واستعادة ما تم دحرهم منها. وأكد مصدر عسكري في محور تعز، ل«الشرق الأوسط» أن «قوات الجيش الوطني تصدت لهجمات الانقلابيين التي تحاول التقدم واستعادة المواقع التي خسرتها، وسقط ما لا يقل عن 6 من الانقلابيين إضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 10 آخرين جراء المواجهات وغارات التحالف العربي التي استهدفت تجمعات لهم ودمرت آليات عسكرية، وشوهدت سيارات الإسعاف تهرع للأماكن المستهدفة وتنقل جرحاها وقتلاها». وقال إن «مناطق أخرى بالقرب من منطقة البرح وكذلك معسكر خالد بن الوليد، شهدت مواجهات هي الأخيرة، واستطاعت وحدات من الجيش الوطني التصدي للانقلابيين ودحرهم، حيث أصبحت هذه الأخيرة في وضع دفاع ولا تستطيع استعادة ما خسرته سوى تلقيها الخسائر البشرية والمادية». ......