انتقد الزميل أنور العنسي الصحافي المعروف الذي عمل لسنوات مراسلا لقناة الجزيرة القطرية ثم انتقل إلى قناة العربية، السياسة الإعلامية لحزب المؤتمر الشعبي العام وأكد في الوقت ذاته انه مؤتمر حتى النخاع. ودافع العنسي عن مواقفه داخل المؤتمر وقضية إقصاءه عن رئاسة تحرير موقع " المؤتمر نت " واتهم صراع الأجنحة داخل المؤتمر بالتسبب في ذلك من خلال عدم وجود إمكانيات مادية أو بشرية أو فنية داخل الموقع تمكنه من الاستمرار. كما دافع العنسي عن نفسه بشأن الأسباب التي أدت إلى الاستغناء عنه من قبل إدارة قناة الجزيرة وأيضا العربية وهي المشاكل المالية التي ذكرت مصادر خاصة ل " التغيير" أنها نفسها كانت وراء إقالته من المؤتمر نت.. كل ذلك جاء في حوار أجراه الزميل الصحافي سمير جبران لصحيفة الناس الأسبوعية الأهلية التي يرأس تحريرها الزميل أنور العنسي ونحن ننقله كما هو:" أنور العنسي.. صراع أجنحة داخل المؤتمر وراء التخبط الإعلامي له، وداخله جحافل من المتنفذين 29/8/2005 حوار/ سمير جبران من قناة الجزيرة إلى موقع "المؤتمرنت" الإليكتروني التابع للحزب الحاكم، مروراً بقناة العربية وتلفزيون رويترز! رحلة مثيرة للزميل "أنور العنسي" تحدث عن بعض تفاصيلها ل"الناس".في هذا الحوار الذي استأثر المؤتمر الشعبي العام وإعلامه بأغلبيته الساحقة!! * لتكن بدايتنا من حيث انتهيت.. ما هي أسباب خروجك السريع والملفت من موقع "المؤتمر نت" الذي توليت رئاسة تحريره لأسابيع معدودة؟! * منذ اليوم الأول لتعييني في هذا المكان اكتشفت أن المؤتمر الذي عدت إليه لم يعد هو ذلك الذي ذهبت منه أو جمدت عضويتي فيه خلال انشغالي لدى مؤسسات صحافية عربية ودولية.. أدركت أيضا أن مهمتي في هذا المكان -لهذا السبب- انتهت قبل أن تبدأ.. لكن هناك تطمينات وجدتها في البداية بأن هناك استعداداً للتعامل الإيجابي مع أي مقترحات أو تصورات أطرحها لتطوير موقع "المؤتمر نت"، وبالفعل تقدمت بالعديد من التصورات التفصيلية والموجزة للأمانة العامة للمؤتمر الشعبي العام، ولكن للأسف الشديد هذه التصورات كلها لم تلق أي استجابة طوال الفترة التي مضت، وما كان عليّ هو تسيير العمل كيفما اتفق وبالطريقة التي كان يدار بها الموقع ولكني لم أكن مرتاحا لهذا الوضع لأن لدي مشروعاً طموحاً لتطوير الموقع وإحداث نقلة نوعية في شكله ومضمونه، وأستطيع أن أقول أنني بالفعل لم أعمل شيئاً، لم أنجز أي شيء مما جئت لإنجازه إذ لم تكن هناك سياسة إعلامية واضحة للموقع، ولم يكن هناك نظام أو لائحة إدارية أو هيكل تنظيمي للموقع، لم تكن هناك بنية مادية أو فنية أو بشرية كافية، لم تكن تجهيزاته بالمستوى المطلوب لموقع إخباري إلكتروني يعبر عن حزب حاكم.. عدد الكادر الذي كان يعمل معي لم يكن كافيا، وكان متواضع الخبرة ويحتاج لمزيد من الصقل والتدريب ورفده أيضا بكوادر أخرى.. ولكل هذه الأسباب لم نتمكن فعلا أن نصنع شيئاً، ولكن المفاجأة أني أواجه بمماطلات مدروسة وبتدخلات ملتوية بهدف إفشال الموقع وتبرير إعفائي من هذه المهمة. * بغض النظر عن ذلك هناك من متابعي الموقع من يطرح بأن هذا التغيير كان بسبب تراجع الموقع وفي نفس الوقت حدوث مشاكل إدارية داخل الموقع مع المحررين وغير ذلك؟ ** يا عزيزي.. هناك صراع داخل المؤتمر بين أجنحة، أنا ليست لي أي علاقة بهذا الصراع.. أحد هذه الأجنحة أراد استهدافي لتصفية حسابه مع الجناح المضاد.. وتم النظر إلي على أنني عائق أمام إنشاء مؤسسة للميثاق أو أنني أحد أبرز المعارضين لإنشاء هذه المؤسسة، وبالتالي ووجهت بأكثر من عمل مدبر بقصد إحراجي وإرباكي وإظهاري في موقف العجز، منها ما ذكرته سابقا، ومنها عدم الاستجابة للتصورات والمقترحات التي تقدمت بها بما فيها توفير كادر كافي ومخصصات مالية كافية. * لكن الذين يطرحون ذلك الطرح يقولون أن الموقع كان قبل أن تتولى رئاسة تحريره متطورا رغم الإمكانيات التي أنت تشكو منها؟ ** أنا تسلمت موقع المؤتمر وهو يحتل المرتبة رقم 34 ألف على مستوى العالم، وخلال فترة شهر فقط تمكنت من التقدم به إلى المرتبة رقم 20 ألف محققا بذلك تقدما كبيرا على كافة المواقع اليمنية ومتجاوزا موقع "الصحوة نت" الذي كان متقاربا مع "المؤتمر نت" بحوالي 14 ألف نقطة، وهنا أقول لا صحة البتة لما يقال أن الموقع تراجع من ناحية مهنية أو أن زواره انخفضوا لكن ما حدث يا عزيزي هو ما ذكرته لك بشأن الشركة المستضيفة للموقع التي أرادت إظهاره عاجزا ومتراجعا في شعبيته ومضمونه. * لماذا؟ ** لأسباب تتعلق بالمالك لهذه الشركة وهو قريب لأحد كبار قادة المؤتمر الشعبي العام في إطار ضغوط مورست علي لمعارضتي فكرة دمج المؤتمر نت مع مؤسسة الميثاق التي لم تنشأ حتى الآن.. كان المطلوب منا الاندماج الفوري وغير المنظم لمؤسسة لم تنشأ ولم تتوفر لها أي أسس قانونية ولا مالية.. ولم توجد في الواقع. * الملاحظ أن الموقع قبل تسلمك له كان داخلا بقوة في المناكفات الحزبية والسياسية التي غالبا ما كانت غير موضوعية، بينما في عهدك لوحظ هدوء في هذا الجانب.. هل يمكن القول أن هذه المسألة أحد أسباب إعفائك؟ ** أريد أن أقول أني لم أعف من موقعي لأنني في الأساس لا أعتبر أنني تسلمت موقعا.. لم أمكن من عمل أي شيء على الإطلاق حتى أحاسب عليه.. لم تتم الاستجابة لأي شيء مما قدمت من تصورات ومقترحات، لذا لا أعتبر أني أعفيت، لأني كما سبق وقلت مهمتي انتهت قبل ان تبدأ، وفي اليوم الأول من تعييني.. اكتشفت أن المؤتمر الذي عدت إليه لم يكن هو ذاك المؤتمر الذي خرجت منه مؤقتا لأسباب مهنية.. ولكل ذلك أنا لا أعتقد أنني أتحمل مسئولية أي مستوى للموقع رغم ما قلت لك من أننا بالفعل حققنا تقدما كبيرا جدا.. فيما يتعلق بعدم إقحامي للموقع في مناكفات سياسية وغير ذلك فأنا لم أكن مستعدا لتحمل مسئولية الدخول في مثل هذه المناكفات قبل أن أطرح مشروعي المهني بشكل متكامل وأبدأ بتنفيذه، ولعل في مقدمة قيم وأسس هذا المشروع التعامل مع الوقائع بمهنية عالية.. أي أنه لا يمكن أن نقبل بهذا الموقع خبرا يمس المعارضة مالم تكن لدينا فعلا معلومة ورقم ومعطى ومصادر حقيقية غير وهمية.. كان بإمكاننا أن نعمل عملا كبيرا يدافع عن سياسة المؤتمر ومواقفه دون اللجوء إلى أسلوب المناكفات أو الفبركة أو اختلاق الأقاصيص.. إلخ.. وأن نصدر بخطاب متمدن ومعاصر يحترم عقل القارئ ووعيه ويلتزم بالحقيقة بكل حياد وشفافية من دون الحاجة إلى مثل هذه المناكفات التي أشرت إليها. * كيف سمح أنور العنسي أن يقزم نفسه -إن صح التعبير- سياسيا ومهنيا بقبوله العمل في "المؤتمر نت"؟ ** منذ البداية أنا لم أتعال ولم أشعر بأنني أكبر من هذا المكان.. أي فرصة ومن أي موقع أستطيع أن أخدم مجتمعي وبلدي وأوظف خبرتي المتواضعة، أنا مستعد لذلك لكن المؤسف كما قلت لك أنه على الرغم من قبولي بهذا الوضع إلا أنني لم أجد أي تعاون عليه.. أنا اكتشفت أن "المؤتمر نت" لا يتوفر على أي أساس.. لا بنية فنية ولا كادر بشري ولا ميزانية تشغيل منصفة وعادلة تعطي للناس حقوقهم على تفانيهم وآرائهم ولا توجد سياسة إعلامية واضحة يمكن أن نعمل من خلالها.. كنت أواجه مصاعب كبيرة جدا في الاتصال بأي مسئول.. لم يكن أحد يساعدني في بلورة موقف المؤتمر تجاه أي قضية أو حدث يطرأ، وعندما أجتهد أو أحاول أن أتبنى موقفا، أفاجأ بالنقد والمساءلة والمحاسبة.. الوضع بالفعل صعب جدا ولا أدري لماذا تأخر المؤتمر إلى هذا الوقت في توفير كل هذه الأسس لموقعه الإخباري، ولا أدري أيضا لماذا أحبطت ولماذا لم يتم التعاون معي لتحقيق ذلك. * هذا يعني أنك عينت من جناح آخر؟ ** أنا لا أدري من تبنى ترشيحي حقيقة.. لا شك أنها قيادة المؤتمر لكن لا أدري لماذا حسبت على هذا الجناح ضد ذاك..هناك من قال أنني ضد إنشاء مؤسسة الميثاق للطباعة والنشر، وأنا في الحقيقة لم أكن في يوم من الأيام في جيب أحد ولم أكن أقبل على نفسي التمحور ضد أحد.. أنا ياعزيزي ليست لدي فلسفة سياسية لدي ثقافة مهنية أعتز بها وأعتقد أن المهنية العالية هي أحد الأشكال الرائعة للسياسة الناحجة.. فجرى النظر إليّ على أساس أنني أعرقل إنشاء هذه المؤسسة. * وهي محسوبة على جناح معين؟ ** هي محسوبة على جناح معين، وكما رأيت دخلت مثلما خرجت.. دخلت ليلاً وخرجت ليلاً.. لا أعرف لماذا جاءوا بي وهم بهذه الشاكلة ولماذا التغيير وهم ما زالوا بحاجة لي. * الكثير ربما فوجئوا بمؤتمرية أنور العنسي وهذا يفتح أسئلة كثيرة بأثر رجعي ؟ ** أنا مؤتمري جاد وملتزم.. مؤتمري حتى نخاع عظمي كنت ولا أزال مع المؤتمر منذ أول يوم تم تأسيسه وحتى هذه اللحظة أدافع عن فكره وعن مبادئه بكل قناعة وصدق لكني أصدقك القول أن هذا المؤتمر الذي أتحدث عنه الآن لم يعد هو ذاك المؤتمر. * هل يعني هذا أنك كنت تخدم المؤتمر أيام عملك في قناة الجزيرة مع العلم أن هناك من ذهب إلى القول بانك كنت تتلقى توجيهات من قيادة المؤتمر؟ ** هذا كلام غير صحيح.. أنا جمدت عضويتي في المؤتمر بعد المؤتمر العام الخامس وهو تاريخ بداية عملي في مؤسسات صحفية عربية ودولية وتعاملي مع المؤتمر الشعبي العام تعامل موضوعي مثله مثل غيره من الأحزاب والتنظيمات على الساحة، ولم أكن أتلقى من الدكتور الإرياني أي توجيهات بل إن علاقتي به لم تكن كما يرام وأستطيع أن أقول لك أنه واحد من أسباب ذهابي للعمل في مؤسسات خارجية كان هو الموقف الشخصي والسياسي للدكتور الإرياني مني ومن كتاباتي.. لقد أمر ذات يوم صحيفة الميثاق بمنعي من الكتابة.. أصدر أمرا خطيا إلى رئيس تحرير الميثاق آنذاك بمنعي من الكتابة ومهاجمة الفساد من صحف المؤتمر عقب حرب 94 . * هل جددت انضمامك للمؤتمر أم لا؟ ** بالفعل الأمر حتى هذه اللحظة كان مهنيا صرفا جئت إلى المؤتمر نت كمهني ولم يتسن لي حتى الآن أن أجدد عضويتي في المؤتمر ولا يعني هذا أنني لم أكن راغبا بالعكس كنت وما زلت متحمسا للعمل في إطار المؤتمر لخدمة المبادئ التي آمنا بها لدى تأسيسه وبشرنا بها وناضلنا من أجلها وسعينا للتوعية بها. * بعد كل هذا الحديث عن المؤتمر والاحتكاك به كيف ترى مستقبل هذا الحزب؟ ** أعتقد أن المؤتمر لم يعد مظلة لكل القوى الحية بل صار يستظل تحت هذه الأجنحة الموجودة بداخله، نحن بحاجة فعلا إلى تجديد روح المؤتمر وبعث الحياة في أدبياته ونصوصه، بحاجة إلى إعادة الروح إلى مبنى اللجنة الدائمة، يجب أن يعود قادة المؤتمر من بيوتهم إلى العمل في مكاتبهم داخل اللجنة الدائمة وأن نفعل التكوينات والأطر التنظيمية داخل المؤتمر بشكل صحيح، أن نعمل على أساس منهجي وعلمي مدروس، نبتعد عن الشخصنة والمزاجية والحسابات السياسية الضيقة.. المؤتمر يقود البلد في أخطر مراحلها وواقعه يحتاج إلى إعادة نظر وإلى وقفة جادة للمراجعة حتى ولو تطلبت بعض التضحيات سواء بالأشخاص وبغير ذلك، المهم أن المؤتمر لابد أن يعيد الاعتبار لنفسه كقائد وموجه للتطور التاريخي لبلادنا ولشعبنا وللتجربة الديمقراطية. * هل تريد القول أن المؤتمر في وضعه الحالي لم يعد كذلك؟ ** هناك أزمة عميقة داخل المؤتمر لا مجال لإنكارها وهناك تفلت وتسيب، وهناك سياسات متعارضة داخله، ولا يعني هذا أن هناك عجزاً لدى قيادة المؤتمر عن إعادة ضبط الأمور وتوجيهها في مسارها الصحيح ولكن الواضح أن هناك انشغالاً كبيراً للرئيس علي عبدالله صالح عن المؤتمر وكذلك للدكتور الإرياني. وقد كنت أرى منذ وقت مبكر أن على الرئيس أن يتخلى عن زعامة المؤتمر إذا أردنا أن نجعل منه حزبا حقيقيا في الساحة، يعتمد على قدراته وإمكاناته وكفاءته وفكره وأدبياته، لا أن يبدو معتمدا على شخص الرئيس وتأثيره ومكانته.. نريد أن نرى مؤتمريين يدفعون اشتراكات داخل المؤتمر لا أن نرى جحافل من المنتفعين والمتزلفين، الباحثين لهم عن مواقع وأدوار وهبات وعطايا. * ننتقل للمحطة الأبرز في حياتك المهنية.. عملك في قناة الجزيرة.. ما أسباب خروجك منها؟ ** كان اتفاقي الأساسي مع الجزيرة أن يكون لها مكتب إقليمي في اليمن يغطي اليمن ومنطقة القرن الإفريقي ولكني بعد فترة فوجئت بأن الجزيرة قررت أن تنشئ لها مكاتب أو مراسلين في بعض هذه البلدان، وبالتالي أحسست أن هناك تضييقاً على حركتي وتقليصاً لنشاطي، وهذا لم يكن يرضيني، هذا من ناحية ومن ناحية ثانية لقد شعرت بعدم الانصاف من الجزيرة فيما يتعلق بوضعي وامتيازاتي ومستحقاتي المالية، فلم تكن هناك مساواة بيني وبين زملائي الذين سبقت بعضهم في العمل لدى الجزيرة، ولم أعامل كما يعامل مدراء مكاتب الجزيرة في العالم، وفي نفس الوقت وجدت عرضا في مؤسسة أخرى فقررت الرحيل عن الجزيرة. * دعني أكون صريحا معك أكثر.. طرح آنذاك أن المسألة إقالة بسبب مشاكل مالية، وبتحديد أكثر قيل أنك استلمت أموالا من شخصية اجتماعية معروفة مقابل بث خبر وتقرير معين؟" ** لا صحة لهذا البتة لقد كافأتني الجزيرة بعد استقالتي بمنحي كل مستحقاتي لديها بدون غمط أو تردد، ولا صحة لما يقال أن مراسل الجزيرة استلم من هذا المسؤول أو الشخصية الاجتماعية على الإطلاق وأتحدى إثبات هذا الكلام. وأن تكون مراسلا لقناة مهمة كالجزيرة لابد أن يكون لديك الكثير من الحساد وممن يتوقون إلى أن يكونوا في نفس المكان الذي أنت فيه وينافسون بطريقة غير شريفة، ويتعاملون مع وضعك بغيرة مدمرة للغاية ويطرحون كلاما لا يقدرون على إثباته، وليس لديهم أي دليل عليه. أؤكد لك أني طوال عملي مع الجزيرة لم أخن هذه الأمانة في أي لحظة ولم أتعرض لأي إغراء في الحقيقة، وفي الوقت نفسه أيضا لم أخن بلادي ولم أمس بالمصالح العليا لبلدي أو أسعى لتحقيق الإثارة من خلال عرض موضوعات تسيء إلى البلد وسمعتها.. أنا أعتقد أني شرفت الجزيرة في اليمن، مثلما شرفت اليمن في الجزيرة. * هل ندمت على الجزيرة.. أرجو الإجابة بصراحة؟ ** لم أندم على الإطلاق، مازلت طبعاً أرى أن الجزيرة هي في الصدارة ورغم أنني عملت في فترة لاحقة في قناة عربية أخرى لكن شعرت أنها لم تشبعني مهنياً كما لم ترضني كمشاهد.. أقول بصراحة أن الفارق بين الجزيرة والمؤسسات الإعلامية الأخرى ما يزال كبيراً.. لكن هذا لا يجعلني أشعر بالحسرة لقناعتي أنني أديت ما علي في الجزيرة وأكثر، ولقناعتي أيضاً بأنه من اللازم علي أن أدخل في غمار تجارب أخرى تثري من خبرتي ومعرفتي.. الخ. وهذا حدث بالفعل أثناء عملي مع قناة العربية وحالياً مع تلفزيون رويترز. * طيب أنت عملت في قناة العربية بعد الجزيرة.. نفس ما طرح عن أسباب خروجك من الجزيرة طرح عن أسباب خروجك من العربية.. المخالفات المالية.. ما هي الحكاية بالضبط؟ ** كل ما هناك أن قناة العربية طلبت مني تأسيس مكتب إقليمي لها في شرق أفريقيا يكون مركزه الخرطوم.. ووعدني المسؤولون في العربية بأن يتم توفير المخططات اللازمة لتأسيس المكتب خلال مدة أقصاها ستة أشهر أعود بعدها لتبوؤ موقع جيد في مركز المحطة بدبي، لكن ما حدث أن مشاكل مالية كبيرة واجهت العربية ولم نتمكن من تأسيس المكتب في الموعد الذي ضرب، وتغيرت إدارة قناة العربية وجيء بإدارة جديدة كان لها رؤيتها لمعالجة وضع القناة ورأت أن الأولوية هي لبقائي في الخرطوم.. ولما كانت ظروفي الخاصة لا تسمح لي بالبقاء طويلاً في الخرطوم فقد قررت الاعتذار ومضيت في سبيلي ولا يوجد هناك أي سوء فهم بيني وبين قناة العربية. عدد مرات قراءات الموضوع "143"