دعا المشاركون في ندوة " الألغام تحصد أرواح الأبرياء " المجتمع الدولي لمساعدة اليمن في الحد من خطر الألغام على المدنيين التي زرعتها مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية في معظم المناطق التي سيطرت عليها. وحذر المشاركون من سقوط المزيد من الضحايا بسبب الاف الألغام التي تهدد حياة السكان على المدى القريب والبعيد. وكشفت الندوة التي أقامها التحالف اليمني لرصد حقوق الانسان، مساء اليوم في الرياض ، عن نزع أكثر من خمسة الاف لغم بمختلف أنواعها انتزعتها قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية بمساندة قوات التحالف العربي في خمس محافظات فقط هي (عدن، أبين، لحج، الضالع، ومأرب)، والتي استهدفت الطرق العامة ومداخل المدن ومنازل المدنيين. واتهم خبراء وقيادات عسكرية المليشيا الانقلابية باستخدامها لاستهداف المدنيين عبر زرع آلاف الألغام الأرضية المضادة للأفراد والمضادة للمركبات والعبوات الناسفة، على امتداد المحافظات التي سيطرت عليها في المناطق السكنية والقرى الريفية، وأوصى الخبراء الحكومة اليمنية البدء فوراً في إدراج قضية الألغام ضمن الملفات الحقوقية التي يجري التباحث بشأنها مع مبعوث الأمن العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ. وطالبو بالضغط عاى الميليشيا الانقلابية من أجل التوقف عن استخدام الألغام الأرضية، وتسليم خرائط توضيحية للألغام المزروعة في المناطق المحررة، وتحميلهم مسؤولية تعويض الضحايا التعويض المناسب والمساعدة والدعم للمصابين وتعويض المتضريين منها، إضافة الى تقديم المساعدة الدولية لبناء قدرات الحكومة الشرعية في هذا المجال من خلال تجهيز ومساعدة خبراء نزع الألغام ليتمكنوا من عملية تطهير المناطق بشكل منهجي بعد الحرب والبدء بمسح وإزالة الألغام والمخلفات المتفجرة التي شهدت القتال. وقال قائد سلاح المهندسين بوزارة الدفاع السعودية اللواء سنيد المزيني المشارك في الندوة " ان الحوثيين مارسوا جريمة بحث اليمنيين منذ الحروب السابقة عام 2009 حتى اليوم والتي تهدد المدنيين وتشكل خطر على حياتهم واعمالهم في الحاضر والمستقبل". وأضاف " ان التحالف العربي قدم المساعدة للجانب اليمني لتدريب كوادره لنزع الألغام وارسل عدة فرق متخصصة لتأهيل الفرق المحلية في ذلك، موضحا ان السعودية تمكنت من تطهير الشريط الحدودي ونزع اكثر من ثلاثة الاف لغم، زرعتها المليشيات، والتي تجاوزت القوانين الدولية عبر زرع المناطق الاهلة بالسكان في اليمن بالالغام بشكل عشوائي وبطريقة بدائية ما منع الناس من ممارسة حياتهم الطبيعية". ولفت الى ان المقرات والمساكن المدنية تعرضت لعمليات زرع الغام داخلها وتحويلها الى حقول موت لكثير من المدنيين اليمنيين، ما يصعب من مهمة ازالتها على المدى البعيد، ويلزم معها جهود وامكانيات كبيرة لتفادي خطرها، وقال ان المدنيين هم أكثر عرضة لذلك بسبب عدم قدرتهم على التعامل مع الألغام بعكس العسكريين الذين لديهم خبرة في تفكيك الألغام وازالتها. من جانبه قال رئيس اللجنة العربية لحقوق الانسان بجامعة الدول العربية الدكتور هادي اليامي " ان المناطق التي شهدت مواجهات عسكرية وكانت خاضعة للانقلابيين شهدت عمليات قتل للمدنيين الذين قتل المئات منهم بسببها، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط للكشف عن حقول الألغام ووقف استخدامها". فيما أوضح نائب رئيس شعبة الهندسة والالغام بالمنطقة العسكرية الجنوبية العقيد الخضر الطلي ، ان المليشيا ومنذ منتصف مارس 2015، قامت بزرع الاف الألغام التي لا تزال المئات منها تهدد حياة السكان. وذكر ان الفرق الفنية تمكنت من نزع 1153 لغما مضادا للأفراد و5467 لغما مضادة للمركبات و 436 عبوة ناسفة محلية الصنع و8775 عبارة عن ذخائر ومخلفات في المناطق الجنوبية، وراح ضحيتها وفقا للإحصائيات الأولية 400 قتيل و700 جريحا. ولفت الى ان المليشيا استخدمت الغام محلية الصنع، والغام روسية محرمة دوليا، حولت الاحياء المأهولة بالسكان والمدن الى مناطق خطرة، رغم انها بعيد عن المناطق العسكرية في ذلك الوقت. فيما قدم الخبير الدولي البريطاني بإزالة الألغام ومخلفات الحرب الخطرة كرستوفر جون كلارك ، نبذة عن القانون الدولي المعتمد عالميا. وقال ان اليمن شهدت قصص مأساوية بسبب الألغام التي زرعها الحوثيين وقوات صالح ". وذكر ان الألغام تعد من أكثر الأسلحة فتكا بالمدنيين والتي ساع المجتمع الدولي لتقنينها ووضع قوانين وقعت عليه معظم الدول ومنها اليمن، موضحا ان الخطر الذي تسببه الألغام يستمر لما بعد الحرب، وتتحول الى قذائف تؤدي الى إصابات جسيمة في وسط المدنيين واغلبهم من الأطفال والنساء. وشدد على أهمية الالتزام باتفاقية استخدام الالغام المضادة للافراد التي جرمها القانون الدولي، ودعا على الإسراع في تدمير مخزونها والحد منها. وفي ورقته اعتبر رئيس مؤسسة وثاق للتوجه المدني باليمن نجيب السعدي ، الألغام بالعدو الذي يتربص بالأبرياء، مستعرضا ما شهدته اليمن من عمليات زرع الألغام منذ اكثر من عقدين وحتى اليوم. وقال السعدي ان المليشيا الانقلابية، تستخدم الألغام بشكل عشوائي ما يزيد من خطرها، موضحا ان المليشيا تستخدم طرق محلية في صناعة الألغام منها استخدام انابيب الغاز، إضافة الى ابتكار أسلوب تفخيخ الجثث. داعيا الى التوقيف الفوري ع استخدامها، والكشف عن خرائطها في المناطق التي زرعتها المليشيا، إضافة الى أهمية ان تقوم الحكومة الشرعية بتدمير ما قامت بجمعها في المناطق المحررة. سبأ