قرابة خمسين قتيلا وعشرات الجرحى حصيلة أسبوع دام في صعدة, تخللته أعمال عنف بشعة وصلت حد استهداف المساجد ودور العبادة في بادرة خطيرة عدت الأولى في تاريخ البلد. وأمس الأحد شهدت مديريات حيدان ومنبه مواجهات متفرقة وعنيفة راح ضحيتها ستة عسكريين ومثلهم من اتباع الحوثي, إلى جانب عدد آخر من الجرحى.ولا يزال التوترهوسيد الموقف هناك .وتتباين الأنباء حول الإحصائيات النهائية لمواجهات اليومين الفائتين بين قوات الجيش والحوثيين إلا أن مصادر مطلعة أكدت ل"الوحدوي نت" مقتل قرابة 27 شخصا من الطرفين في المواجهات العنيفة التي شهدتها عدد من مديريات صعدة يومي السبت والأحد الماضيين والتي جاءت بعد يوم واحد من تفجير مسجد السليمان الذي أودى بحياة 18 شخصا وإصابة أكثر من ستين آخرين. وقالت مصادر محلية بصعدة إن عناصر من أنصار الحوثي حاصرو مجمعا حكوميا ترابط فيه قوة أمنية منذ عصر السبت بمديرية منبه شمال المحافظة، في حين يحاصر الجيش مجموعة من أتباع الحوثي في موقع آخر بالمنطقة. وحول استهداف مسجد السليمان تتواصل الاتهامات بين طرفي الحرب بالتورط في الحادثة , إلا أن مصادر شبه رسمية تؤكد حنق الوفد القطري من الأحداث الأخيرة وعدم التزام الطرفين باتفاقية الدوحة ,مشيرة إلى تحرك سريع قام به الوفد بهدف إعادة أجواء الهدنة التي استمرت حوالي شهرين ونقضها انفجار جامع السليمان مؤخرا. المواجهات المتقطعة في بعض ضواحي مدينة صعدة لم تمنع أعضاء اللجنة المشرفة على تنفيذ اتفاق الدوحة من الوصول إلى المحافظة لاستئناف المحادثات بين الحكومة والحوثيين. وقالت مصادر مؤكدة ل"الوحدوي نت" أن اللجنة الرئاسية وصلت صعدة أمس الأحد بعد مفاوضات بين الوفد القطري والسلطة من جهة وبينهم والزعيم الميداني للحوثيين عبد الملك الحوثي من جهة أخرى, لتسهيل مهام اللجنة وإنهاء أجواء الحرب التي تعيشها صعدة والتي تتفاقم من يوم لآخر. من جانبه حذر عبد الملك الحوثي من تصعيد القتال مع القوات الحكومية في حال مواصلة الجيش هجومه الذي خلف أكثر من عشرين قتيلا من الجانبين في اليومين الماضيين. وقال عبد الملك الحوثي لوكالة أسوشيتد برس إن زعماء قبليين كثفوا وساطتهم لإبرام وقف إطلاق نار جديد، لكنه حذر من أن جماعته ستصعد القتال إذا أصرت الحكومة على المضي قدما في خيار الحرب. وأوضح أن جبهات جديدة ستفتح ليس فقط في محافظة صعدة بل في جميع أنحاء اليمن، مشددا على أن جماعته تمتلك الإمكانية للقيام بذلك. واتهم الحوثي جهات معينة في الحكومة بالتحريض على القتال الأخير مع جماعته.