سقط 12 قتيلا بمواجهات دامية أمس الاثنين بين مسلحين قبليين يتبعون البرلماني حسين الأحمر، وعناصر من أتباع الحوثي في مدينة حوث بمحافظة عمران شمال العاصمة صنعاء. وتجيء هذه التطورات في وقت تستضيف فيه العاصمة القطريةالدوحة محادثات سلام بين الحكومة اليمنية والحوثيين بشأن جهود السلام في محافظة صعدة. وعلمت الجزيرة نت من مصادر ميدانية أن الوضع بمدينة حوث متوتر جدا، وربما تشتعل المواجهات على نطاق واسع، خاصة في ظل حشد الأحمر نحو خمسة آلاف مسلح، قاموا بتطويق حوث من كل الجهات، وشنوا حملة اعتقالات في أوساط أتباع المذهب الزيدي المحسوبين على الحوثيين. وذكرت مصادر محلية للجزيرة نت أن المسلحين القبليين اعتقلوا العلامة الزيدي قاسم بن قاسم السراجي، وعددا من طلابه الدارسين في بيته، كما قاموا بتلغيم منزله وتفجيره، ومنازل أخرى بالمدينة. وأفادت المصادر أن حملة الاعتقالات شملت ستين شخصا من المتهمين بأنهم حوثيون، ومن بينهم مدير عام فرع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في محافظة عمران حسين زيد الحوثي. وأوضحت المصادر المحلية أن الوضع انفجر في حوث إثر مقتل أحد مسلحي الحوثي قبيل مغرب يوم السبت، ويدعى محمد مطهر زيد الحوثي، والمتهم بقتله اثنان من مرافقي الأحمر. وأدى مقتل الحوثي إلى اشتباكات مسلحة صباح الاثنين سقط على إثرها خمسة من قبائل العصيمات التابعين للشيخ الأحمر، وسبعة من أتباع المذهب الزيدي. وبحسب المصادر فإن بعض الأطراف بالمنطقة تحاول توظيف الحادث مذهبيا بأنه خلاف بين الشيعة والسنة، في حين يرى المراقبون أن تفجير الوضع في حوث يهدف لعرقلة التفاوض الجاري بالدوحة بين الحكومة والحوثيين. استفزاز وفي اتصال مع الجزيرة نت، حمل الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبد السلام، السلطة، مسؤولية الأحداث التي جرت في حوث، وقال إن ذلك يوجه "رسالة سيئة" من السلطة للمفاوضات الجارية بالدوحة. واعتبر عبد السلام الأحداث بأنها "استفزاز غير مبرر" واستهداف "عرقي ومناطقي وعنصري" يحدث تحت ستار الصراع القبلي، في حين أنه "استهداف للزيدية والهاشميين تقف وراءه السلطة" مؤكداً رفضه لما سماها "الانتهاكات بحق المواطنين" بمدينة حوث "تحت مسمى أنهم حوثيون". كما قال "إن هؤلاء المسلحين ليسوا قبائل بل هم جنود، والدليل أن مدفعية الجيش تقوم بقصف منازل المواطنين" نافياً أي وجود عسكري للحوثيين بالمدينة رغم إقراره بوجود أتباع للحوثيين لكنهم لا يقومون بأي عمل عسكري، على حد قوله. وردا على اتهامات الحوثيين قال رئيس تحرير موقع الحزب الحاكم "المؤتمر نت"، عبد الملك الفهيدي، "إن الحوثيين دأبوا على هذه الاتهامات المضللة، وهم يقومون برمي الكرة في مرمى غيرهم". وأضاف أن ما جرى في حوث يأتي في سياق الخروقات التي يرتكبها الحوثيون، وأن الأحداث الأخيرة خاصة ما جرى في سفيان يؤكد وقوفهم وراء هذه الخروقات "بهدف الثأر والانتقام من شيوخ القبائل والمواطنين الذين وقفوا مع الدولة ضد تمرد الحوثي". وأكد الفهيدي أن تلك الأحداث لن تؤثر على محادثات الدوحة بين الحكومة والحوثيين، وكرر الدعوة لهم للالتزام بالنقاط الست الخاصة بوقف إطلاق النار في محافظة صعدة. فتنة طائفية من جانبه رأى المحلل السياسي سعيد عبد المؤمن العريقي أن هذا التصعيد في حوث يأتي في الوقت الذي تنفس فيه اليمنيون الصعداء بعد توجه وفد الحكومة والحوثيين إلى قطر لتثبيت التهدئة. وقال العريقي في حديث للجزيرة نت "يبدو أن تجار الحروب وقوى الفساد لا ترغب في رؤية حالة من الاستقرار تسود اليمن وتحقن دماء أبنائه وخاصة في هذا الشهر الفضيل" يقصد رمضان المبارك. وأضاف "إذا كان الحوثي وجماعته قد أخطؤوا برفع السلاح في وجه الدولة، فإن ذلك لا يعفي السلطة، التي لم تستطع حل مشاكل اليمن، وسمحت بكافة مظاهر الخروج على سلطة القانون والنظام، وشجعت حمل السلاح والمتاجرة به وتقاتل القبائل فيما بينهم". واعتبر العريقي أن انفجار الوضع في حوث، قد يفتح الباب واسعا لفتنة طائفية يتقاتل فيها اليمنيون وفقا لتصنيفات مذهبية، وعبر عن أمله أن يتوقف القتال، ويترك للمتحاورين بالدوحة الفرصة للخروج من هذه الأزمة، حتى لا يترتب على هذا "الطيش" فتح جبهات جديدة تؤدي إلى انهيار اليمن على رؤوس أبنائه.