أفاد مسؤولون صحيون أن فرقا ميدانية في محافظة شبوة تعمل جاهدة لمكافحة انتشار حمى الضنك أو العظم المكسور التي أصابت المئات في المنطقة منذ منتصف مايو/أيار. وكان هذا الوباء انتشر في ثلاث من مديريات محافظة شبوة السبعة عشر وهي مديريات ميفعة وحطيب والصعيد، وفقا لمكتب الصحة المحلي بشبوة. وفي هذا الإطار، قال رئيس قسم حمى الضنك أحمد عوض ان عدد الإصابات التي تم التبليغ عنها بلغ 969 حالة. كما أوضح أن "السبب الرئيسي وراء هذه الإصابات يكمن في المياه التي يتجمع فيها البعوض بالإضافة إلى الأمطار التي لعبت دورا كبيرا في انتشار المرض". وأضاف عوض أن هذا المرض المعدي أودى بحياة خمسة أشخاص بسبب جهلهم الذي جعلهم يعتقدون أنهم مصابون بحمى عادية ويعالجون أنفسهم على هذا الأساس. وجاء في تصريح عوض "إن ما نخشاه الآن هو المياه الراكدة والأمطار التي قد تزيد من تفاقم الوضع". الحاجة إلى المزيد من الوعي من جهته، صرح نائب مدير مكتب الصحة بشبوة أحمد سعيد ان وعي الناس بهذا الوباء يكتسي أهمية كبرى في محاولة الوقاية منه، وقال "إن الأمر لا يتعلق بالمرض بل بالوعي. فالناس يحتفظون بالماء في جرات تخزين غير مغطاة. وعليهم أن يتأكدوا من التخلص من المياه الراكدة". وأشار إلى أن الفرق الميدانية، بالإضافة إلى عملها في مكافحة المرض، تقوم أيضا بتوعية المواطنين في المناطق المتضررة حول مخاطر حمى الضنك وكيفية الوقاية منها. وأوضح أن "أعراض حمى الضنك تشمل الصداع الحاد والطفح الجلدي وألم العضلات والتهاب المفاصل وألم وراء العين. وتقوم الفرق الميدانية بتحويل أي شخص يشكو من هذه الأعراض إلى أقرب مركز صحي له". كما أفاد سعيد أيضا أن الفرق الميدانية قامت بتوزيع شباك الوقاية من البعوض ورش مناطق تكاثره ورش البيوت. وأضاف أن هذه "الفرق الميدانية تقوم أيضا بتوزيع الأدوية على المصابين بعد تحويلهم إلى المراكز الصحية". من جهة أخرى، تم الإبلاغ عن عشرات الإصابات بحمى الضنك في محافظة الحديدة بالغرب. غير أن المسؤولين الصحيين هناك رفضوا الإدلاء بالمزيد من التفاصيل بدعوى أن الإعلان عن حقيقة الإصابات قد يبث الرعب بين السكان. وكانت محافظة الحديدة، التي تبعد حوالي 474 كلم عن صنعاء، شهدت انتشارا للمرض في 2005 حيث تم التبليغ عن 392 إصابة ووفاة 15 شخصا، حسب منظمة الصحة العالمية. وتعرف منظمة الصحة العالمية حمى الضنك على أنها عبارة عن مرض وخيم يشبه الإنفلونزا، ينتقل إلى الإنسان عن طريق لدغة البعوض الحامل لأي من الفيروسات الأربعة المسبّبة للمرض. وتظهر أعراض المرض خلال فترة تتراوح بين 3 و14 يوماً عقب اللدغة المعدية. ومن المضاعفات الخطيرة للمرض حمى الضنك النزفية التي تشتد خطورتها لدى الأطفال. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن خمسي سكان العالم، أي ما يقدر بحوالي 2.5 مليار نسمة، هم عرضة لأخطار الإصابة بالمرض. ويصل عدد الإصابات بالمرض إلى حوالي 50 مليون إصابة في مختلف أنحاء العالم سنويا. ويعتبر المرض حاليا مرضا مستوطنا في أكثر من 40 دولة في إفريقيا وشرق المتوسط وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادي، حسب منظمة الصحة العالمية. (ايرين)