سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأحمر يؤكد أن واقع الجامعات جزء من الأزمة الوطنية, والنقيب يشير لغلبة الجانب السياسي على التعليمي, والسنباني يكشف واقع متخلف, وعون يطالب بإسقاط مشروع قانون التعليم العالي في حلقة التشاور النقاشية عن أزمة الجامعات اليمنية
انتقد عدد من الأكاديميين والحقوقيين واقع التعليم العالي في اليمن, ودعوا إلى إصلاح التعليم الجامعي وجعل ذلك في مقدمات الوليات النضال الوطني. وقال الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر- رئيس لجنة التشاور الوطني- أن الواقع الذي تعيشه الجامعات اليمنية هو جزء من الأزمة الوطنية التي دفعت بالمشترك إلى الدعوة للتشاور الوطني للحوار لإعطاء كل القضايا الوطنية حقها في النقاش والمداخلات والحوار للخروج بالرؤى والحلول. وانتقد الأحمر- في الحلقة النقاشية التي أقامتها لجنة التشاور الوطني اليوم - إغفال الحكومة للاستثمار البشري كأهم مقومات بناء الأوطان ونهضتها وضرب مثالاً على ذلك وضع العمالة اليمنية في المملكة العربية السعودية التي تجاوزت قبل حرب الخليج في العام 90م مليون ونصف المليون عامل فيما العمالة الأردنية حينها لم تتجاوز ال200 ألف ريال, غير أن الأجر المالي للأخير أكثر مما كان يتعاطاه اليمنيون رغم كثرتهم, وذلك بسبب تسلح العمالة الأردنية بالعلم الذي جعلهم يعودون بعد حرب الخليج للعمل بعقود راقية فيما ظل اليمنيون يعيشون واقع بائس من خلال محاولات التهريب المستمرة. مؤكداً أن المشكلة لا تتعلق بالفرد اليمني الذي يمتلك من القدرات الشخصية والسلوكيات الممتازة كالصدق والأمانة والكفاءة الذاتية ما مكنته من العمل إلا أن افتقارهم للشهادات العليا والتخصصات النادرة جعلتهم اقل أجراً من الآخرين مشيرا إلى السياسات الحكومية الخاطئة هي أدت إلى اختلال كبير في التعليم,وبالتالي عدم الاستفادة من العنصر البشري. وتساءل الأحمر عن مستقبل الشباب اليمني بعد عشرة أعوام أو أكثر في حال استمر وضع التعليم في البلد على ما هو عليه وتطرق إلى الوضع البائس الدكتور الجامعة الذي لا يحضا بما يجيب أن يحضا به من الرعاية والاهتمام والحرية في اختيار قياداته. كما انتقد الأحمر عسكرة الجامعة وتسييسها وقال أن الجامعات اليمنية تحولت إلى ثكنات عسكرية تعمق في الطالب معارف بعيدة عن الحس الوطني الأمر الذي يجعل الطالب يصطدم بالواقع وهو لا يزال في الجامعة مثلما يصدم أيضا بواقع ما بعد التخرج- ان استمر في الدراسة- حيث لا وظائف في انتظاره رغم وجود عشرات الآلاف من العمالة الخارجية الوافدة التي تضاعف نسب البطالة في البلد. من جانبه شبه الدكتور عيدروس النقيب – نائب رئيس اللجنة العليا للتشاور الوطني - الجامعات اليمنية بالمدارس الابتدائية التي لا تعلم غير القراءة والكتابة. وسلط النقيب في ورقة قدمها عن المشترك بعنوان"الجامعات اليمنية... إشكاليات تتحول إلى أزمات" سلط الضوء على بعض جوانب القصور في الجامعات وعدد مظاهر غياب التعليم العالي. وأشار النقيب إلى ضعف التعليم الثانوي كأساس للتعليم الجامعي من خلال ما وصفه بالدور الخطير الذي تلعبه ظاهرة الغش في الامتحانات الداخلية او الانتقالية التي تجعل الكثير من الطلاب يحصلون على درجات عالية تؤهلهم لدخول اعقد التخصصات دون قدرتهم على تجاوزها. كما انتقد اعتماد الحكومة على الكم على حساب الكيف وتحدث على ضعف الإجراءات المتعلقة بتعيين الكوادر في الجامعة وغلبة الجانب السياسي على التعليمي وهو ما انعكس سلبا على مستوى الأداء.. مؤكداً أن الكثير من الأستاذة والمعيدين يتم تعيينهم لاعتبارات لا صلة لها بالكفاءة. وتطرق النقيب في ورقة المشترك إلى ضعف القدرة البحثية واقتصار التعليم على الجانب النظري دون التطبيق العملي. مشيراً الى أن الفقر لا ينحصر على المعلومات العامة غير التخصصية بل يشمل تلك المواد التي يدعى الطالب أنه تخصصه فيها. واختتم النقيب حديث بأحد أسوأ مظاهر أزمة الجامعة وهو عسكرة الحياة الجامعية، مؤكداً أن الوجود العسكري في الجامعات من الممنوعات في مختلف بلدان العالم التي تحمي القانون دخول العسكر حرم الجامعة ومن بينها جامعة عدن قبل الوحدة التي تحرم دخول العسكريين إلى منشأتها. وقال أن النزعة الأمنية والاستخبارات التي تتعارض مع مبادئ الحياة الديمقراطية والتقاليد الأكاديمية تقف وراء الزج بالعسكرة في جميع جوانب الحياة. بدوره تطرق الدكتور صالح السنباني عضو لجنة التعليم في البرلمان إلى جملة من المعوقات التي تقف أمام تطور ونهضة التعليم الجامعي في اليمن. وقال في مداخلته أن اليمن يأتي في مؤخرة الدول النامية فيما يتعلق بالتعليم الجامعي نافياً أن تكون المشكلة مرتبطة بالموارد المالية التي قال أنها في اليمن تفوق إضعاف ما يصرف على التعليم الجامعي في بلدان نامية أخرى تتقدم على اليمن في مستوى التعليم. وأشار إلى أن السياسات الخاطئة التي تنتهجها الدولة في الجامعات هي من أوصلت التعليم العالي إلى ما وصل إليه من التدهور. واعترض السنباني على تحميل الطالب جزء من أسباب التردي مستدلاً بتفوق الطالب اليمني في الجامعات الخارجية ما يؤكد صفاء ذهنه وقوة ذكائه. وقال أن الطالب في الجامعات اليمنية يفقد أبجديات التعليم الجامعي. كما كشف السنباني عن واقع متخلف داخل الجامعات اليمنية وقال إن المحاليل الموجود في معامل جامعة صنعاء قد انتهت منذ سنوات طويلة فيما لا تمتلك كلية التربية برداع غير جهاز كمبيوتر واحد يتدرب عليه 150 طالب وملكية هذا الجهاز تعود لمعيد في الكلية, بينما طلاب الطب البيطري يدرسون تحت الأشجار وكذلك الحال ببعض كليات جامعة الحديدة. وتحدث عن وجود اختلالات في الهيكل الأكاديمي حيث يتم تعيين أساتذة حديثي التخرج رؤساء أقسام على أستاذة يحملون درجة علمية رفيعة, وطالب بإعادة النظر في البيئة التعليمية للطالب والمدرس ووصف السنباني الجامعات اليمنية الموجودة في عديد محافظات بالمدارس الابتدائية بما تمتلكه من مقومات متواضعة رغم أكوام العمداء مشيراً إلى ان جامعة عمران لا تمتلك غير الحوش وغرفة الحراسة, وهو ما اتفق معه الدكتور جميل عون عضو نقابة هيئة التدريس بجامعة صنعاء الذي دق ناقوس الخطر وطالب لجنة التشاور بفتح ملف التعليم الجامعي لفترة أطول وجعله من أولويات النضال الوطني. كما طالب عون في تعقيبه بإسقاط مشروع قانون التعليم العالي.ووصف واقع الجامعات اليمنية بالبائس وقال انه في الوقت الذي لم تكتمل فيه البنية التحتية لجامعتي عدنوصنعاء رغم قدمهما تحولت كليات التربية في المحافظات إلى جامعات دون أن يتم تأهيلها بما يتناسب ومهام الجامعة. كما ا نتقد واقع الجامعات الخاصة البالغة عدد 25 جامعة وصف معظمها بالدكاكين التي لا تقدم شيء غير استنفاذ أعضاء هيئة التدريس بالجامعات الحكومية.