انتشرت مؤخراً الجامعات والمعاهد الأهلية في عموم المدن اليمنية وهذا الأمر نجده في مدينة إب فعلى الرغم من أنها تعتبر من أكثر المحافظات فقراً إلا اننا نجد هذه الجامعات قد فتحت لها فروع كثيرة في عاصمة المحافظة ولديها الكثير من الطلاب، أضف إلى ذلك ما يطرحه عدد من الاكاديميين من عدم وجود مقومات التعليم الجامعي في الجامعات الحكوية ناهيك عن الأهلية الأمر الذي يجعلنا نبحث أكثر ونسلط الضوء عن قرب حول أداء هذه الجامعات الأهلية ومخرجاتها وذلك لنعرف الكثير والكثير عن التعليم الأهلي وهل لديه مقومات العمل الأكاديمي أم لا؟. وهل هذه الجامعات لديها من الخبرات والمعدات ما يجعلها ترتقى إلى المستوى المطلوب خاصة ونحن نلاحظ الضعف الكبير الذي أصبح ظاهرة في مخرجات الجامعات بشكل عام الأهلية أو الحكومية وللمزيد من المعرفة قمنا بزيارة لفرع الجامعة الوطنية بمدينة إب وفيها التقينا بالاستاذ عبدالرقيب صبيح مدير فرع الجامعة والذي تحدث معنا حول العديد من النقاط وقد بدأ حديثه بالقول: بداية نشكر صحيفة «أخبار اليوم» على اهتمامها بهذه المواضيع الهامة والحيوية وبالنسبة للجامعات الأهلية مثلها مثل الجامعات الحكومية تخضع لمعايير ولوائح التعليم العالي، مضيفاً ان وزارة التعليم العالي كانت قد شكلت لجاناً نزلت إلى الجامعات الأهلية ومن ضمنها فرع الجامعة الوطنية بمحافظة إب واطلعت على البنية التحتية وملفات اعضاء هيئة التدريس من دكاترة ومدرسين مساعدين ومعيدين وبناء على هذه الزيارة اصدرت قرار للجامعة الوطنية وفروعها في كافة انحاء الجمهورية، مؤكداً على ان بإمكان اي زائر الاطلاع على الكادر الموجود سواء في المركز الرئىسي أو الفروع، ليعرف ان القضية ليست سوى دعاية غير صحيحة بأن الجامعات الأهلية لا تلتزم بالمعايير الأكاديمية. وأوضح ان من يتأمل لمخرجات الجامعة الوطنية فرع إب وخاصة في قسم الصيدلة والحاسوب يجد ان الخريجين من هذين القسمين يعتبرون من أنجح العمالة الموجودة داخل المحافظة والشركات الدوائية أو المستشفيات تشهد بذلك. مضيفاً ان من يطلع على البنية التحتية خاصة هذا العام حيث تم إحداث نقلة نوعية لا سيما في معامل الحاسوب وهندسة الحاسوب ومعامل الصيدلة والمختبرات والكيمياء، فلو قارنت المعدات الموجودة عندنا والأجهزة ببعض الجامعات الحكومية لوجدت ان لدينا اجهزة وعدات تفوقها وخاصة في الحاسوب فكل الأجهزة التي لدينا حديثة ونظام السيرفر ومن الوسائل التعليمية تم اعتماد على أجهزة البروكتر والبتشوب. وقال صبيح ان الواقع يشهد على التفوق وفي فرع إب تم افتتاح مركز للتدريب متخصص بالتنمية البشرية والإدارية وقد بدأنا بعقد دورات في هذه المجالات وفي التخطيط والرقابة والمتابعة والبرمجة العصبية والآن عقدنا العديد من الاتفاقات مع الكثير من الشركات رسمية وأهلية وذلك بهدف اقامة برامج تدريبية في الجامعة. منوهاً إلى انه قد تم تأثيث قاعة تدريب متميزة وخاصة بالتدريب في مجال التنمية البشرية، اضافة إلى اجراء تعاقدات مع بعض الخبراء اليمنيين والأجانب لإقامة هذه الدورات. مشيراً إلى ان قضية سحب الترخيص لم يكن على الجامعة الوطنية فحسب وانما سحبت تراخيص الجامعات الأهلية وفروعها والقضية كانت منظورة لدى التعليم العالي إلا انه وبعد تولي الدكتور صالح باصرة للوزارة اعاد فتح هذه الفروع وتم تشكيل لجنة وقامت اللجنة بزيارة الفروع بداية 2007م وعلى اثر ذلك تم اصدار قرار لفروع الجامعات واعتماد مخرجاتها. مؤكداً بأن الجامعة الوطنية قد التزمت بالنسب المحددة سيما في كلية العلوم الطبية والهندسة حيث تم تحديد مستوى معين لنسبة الدخول للجامعة، موضحاً بأن فتح الجامعات الحكومية لنظام التعليم الموازي وهي تقبل نسب متدنية اقل مما تقبله بعض الجامعات الخاصة وبالتالي وحينما فتح النظام الموازي اصبحت نسبة طلاب هذا النظام أكثر من عدد طلاب النظام العام. مشيراً إلى ان علاقة الجامعة بالجهات الرسمية وخاصة التعليم العالي ولأن الدكتور باصرة من الشخصيات المشجعة للتعليم العالي وهو يمد يد العون، مضيفاً ان القضية هي تكاملية حيث لا يوجد عائق من الجهات الرسمية وانما هو حرص. وقال انه لا يوجد تنسيق بالصيغة الفعلية وانما هناك تعاون بين الجامعات الخاصة وذلك لخدمة المجتمع وبالنسبة للجامعة الوطنية فإن لها خطة لفتح اقسام ليست موجودة في الجامعات الحكومية والمجتمع يحتاج إلى هذه التخصصات بحيث تسهم في عملية التنمية ورفد السوق بالعمالة المؤهلة ونحاول توفير إمكانية التعلم لأوسع شريحة في المجتمع وذلك من خلال نظام التعليم عن بعد. مضيفاً ان مخرجات التعليم الجامعي وبشكل عام فيه ضعف وهو ناتج عن اسباب كثيرة حيث ان الجانب الاقتصادي قد اثر كثيراً في اضعاف المخرجات إضافة إلى الكوادر المؤهلة التي ليست متوفرة بشكل كبيرة. وأوضح ان الجامعة الوطنية تعتمد على عدد من الكوادر المؤهلة والحاصلة على شهادتي الدكتوراة والماجستير ونحن حريصون على اختيار الكوادر الأكثر تأهيلاً والأكثر اطلاعاً. وقال مدير فرع الجامعة الوطنية بمحافظة إب عبدالرقيب صبيح في ختام حديثه ل«أخبار اليوم» قال نتمنى من الجامعات الأهلية والحكومية ان يكون عملها تكاملي بحيث ان تتجه إلى تنمية المجتمع وخلق فرص للتعليم لعامة الشعب، وقبل ان ننهي هذا المطاف نستطيع القول بأن الجامعة الوطنية فرع إب قد استطاعت ان تخطو خطوات للأمام لترتقي بالمستوى العلمي والأكاديمي وتتميز عن غيرها بالكثير مما لديها من أجهزة ومعدات ومعامل وكوادر أكاديمية تجعلها بشكل حقيقي جامعة تقدم العلم والمعرفة لطلابها والمنتسبين لها، الأمر الذي يجعلنا نعيد النظر في القول بضعف اداء الجامعات الأهلية.