حذرت منظمة أوكسفام الدولية للمساعدات من أن اليمن قد يشهد قريبا أزمة إنسانية خطيرة بعد تصاعد القتال في أغسطس بين قوات الحكومة ومتمردين يطالبون بالحكم الذاتي في أقصى شمال البلاد. وتقول جماعات تابعة للأمم المتحدة إن نحو 150 ألف شخص أصبحوا لاجئين منذ اندلاع القتال أول مرة في عام 2004 وان الآلاف يعيشون في مخيمات. وتفاقم الوضع منذ أطلقت صنعاء عملية "الأرض المحروقة" الشهر الماضي في محاولة لسحق المتمردين الحوثيين في محافظتي صعدة وعمران. وقالت أوكسفام في بيان طلبت فيه المرور الأمن للاجئين في المنطقة الجبلية "قد تثير الأزمة الطارئة التي أحدثها الصراع في اليمن أزمة إنسانية شاملة قريبا ما لم يتخذ عمل فوري لوقف القتال." وأضافت "تدعو الوكالة كل أطراف الصراع لتنفيذ وقف فوري ودائم لإطلاق النار لوقف القتال الذي اندلع يوم 11 أغسطس وتدعو المجتمع الدولي للتدخل دبلوماسيا لتحقيق هذا الهدف." وكان تقرير صدر في وقت سابق من الشهر الحالي عن مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي قد حذر من أن مجمل الأحداث قد يضعف سلطة الحكومة ويؤدي الى زعزعة الاستقرار في المنطقة كلها. وقال التقرير "أي حدث أو بالأحرى مجموعة من الأحداث السيئة التي تتخطى قدرة الحكومة اليمنية على السيطرة قد تؤدي الى تقويض سلطة الحكومة المركزية في اليمن بشكل أكبر وزعزعة استقرار المنطقة." وأضاف "قد تسفر أزمة إنسانية كبيرة تسببها على الأرجح مجاعة أو تراجع في المحاصيل عن أزمة طارئة وكبيرة للاجئين قد لا تستطيع الحكومة معها تقديم الخدمات الأساسية." وذكرت تقارير أن عشرات المدنيين قتلوا الأسبوع الماضي في عمليتين نفذهما الجيش الأمر الذي أثار إدانات من منظمات مساعدات ومن جماعات حقوقية يمنية. وتواجه وسائل الإعلام صعوبة في الوصول الى منطقة الصراع والتأكد من صحة تقارير متضاربة من كل طرف بعدما لم تسفر عروض مختلفة من كل جانب لوقف إطلاق النار عن شيء. وذكرت وسائل إعلام يمنية أن عشرات القتلى سقطوا في صفوف المتمردين خلال عطلة عيد الفطر التي تمتد ثلاثة أيام هذا الأسبوع على الرغم من إعلان الحكومة وقفا للعمليات العسكرية أثناء العيد. وقالت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الوضع في محافظة صعدة لا يزال مضطربا بعد الاشتباكات التي اندلعت في مطلع الأسبوع. وقال اندريه ماهيسيتش وهو متحدث باسم المفوضية في إفادة صحفية مقتضبة في جنيف "هذا ثاني وقف لإطلاق النار يفشل في أقل من شهر." وأضاف أن 1600 شخص وصلوا الى صعدة بعد هدوء القتال في الآونة الأخيرة". وقال إن العائلات لا زالت تتوافد على مخيم المزرق في محافظة حجة حيث يوجد حاليا نحو خمسة آلاف نازح. وأضاف "يسير البعض لأيام في الصحراء قبل أن يصلوا الى الموقع. يواجه الناس في المخيم مصاعب يومية بالإضافة الى أجواء الطقس القاسية." وتقول الحكومة اليمنية إن المتمردين الحوثيين يريدون إعادة دولة شيعية سقطت في الستينيات من القرن العشرين وتتهم إيران القوة الشيعية بإقامة صلات مع المتمردين.ويقول المتمردون إنهم يريدون الحكم الذاتي ويتهمون الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالاستبداد والفساد كوسيلة للبقاء في السلطة وكذلك نشر الأصولية السنية. وتجددت هجمات القاعدة على أهداف حكومية وأجنبية في اليمن على مدى العامين المنصرمين وأدى انعدام الاستقرار في البلاد الى إثارة قلق قوى غربية ودول مجاورة.