وصف الدكتور عبد الله الخولاني - أمين الدائرة الإعلامية للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، - رئيس تحرير صحيفة الوحدوي- المرحلة التي تمر بها اليمن بأنها الأخطر على الإطلاق، منذ ما يقرب من نصف قرن تقريبا. مشيرا إلى أن اليمن واجه تحديات جسام منذ قيام الثورة السبتمبرية عام 1962 ، ولكن شعبنا كان يتغلب عليها دوما ، على الرغم من التضحيات الجسام ، وذلك بفضل الوحدة الوطنية ووحدة النسيج الاجتماعي، والتفاف قوى الشعب العامل حول القيادات السياسية المتعاقبة. بيد أن التحديات الراهنة اليوم تتفاقم في الوقت الذي تسير السلطة في اتجاه معاكس لتطلعات الجماهير، بل إن كل تصرفات الحزب الحاكم الصبيانية تعد الوقود الرئيس لتلك التحديات. وأضاف الخولاني في تصريح لموقع البديل الإخباري أن اليمن الآن على مشارف أن يفقد وحدته الوطنية، ووحدة نسيجه الاجتماعي، وهذا هو المخيف في الأمر. أما بخصوص ازدواجية الموقف السعودي من الأزمة الوطنية اليمنية، قال الخولاني: جزء كبير من الأزمة اليمنية يعتبر صناعة سعودية بامتياز، فالرجعية السعودية تقف موقفا معاديا لليمن منذ قيام الثورة اليمنية بأيد ناصرية، وبمساندة مصر عبدالناصر ، وليس من مصلحة الأسرة السعودية الحاكمة استقرار الأوضاع في اليمن، لأن هذه الأسرة التي أسسها الاستعمار ومولتها الصهيونية العالمية قبل الحقبة النفطية، تتوهم أن الاستقرار في اليمن يعد الشرارة التي ستشتعل في الهشيم السعودي، وتطهر الجزيرة العربية بنجدها وحجازها من دنس الرجعية العربية، لذلك لا غرابة من ازدواجية الموقف السعودي إزاء الأزمة اليمنية الراهنة، إذ أن النتيجة في النهاية إذا ما تحققت أماني آل سعود ستصب في جعبهم. وأكد أن النظام في صنعاء أيضا هو صناعة سعودية بامتياز، منذ ثلث قرن، والهدف من وجوده قد تحقق بعد أن تم التوقيع النهائي على أحقية النظام السعودي في السيطرة الكاملة على الأراضي اليمنية المتنازع عليها منذ بداية القرن الماضي، ولم يبق إلا تأمين الاستقرار في تلك المناطق المغتصبة من خلال تحجيم الخطر المذهبي ، بالتالي فإن الحرب في صعدة هي حرب سعودية ينفذها الخيل المؤتمري، بتمويل سعودي، يتم من خلالها توجيه رسالة لأبناء المناطق اليمنية المحتلة من قبل السعوديين، بأن لا مجال للثورة على المملكة، وفي نفس الوقت إضعاف نظام صنعاء، وإبداء عورته ، من خلال نتائج الحروب الستة، التي تبين أن اليمن لا يمتلك جيشا بالمعايير العلمية الحديثة ، وأن كل ما أنجزه هذا النظام هو تشكيلات مسلحة معدة لقمع الشارع اليمني فقط. وأشار الخولاني إلى أن الوجه الثاني لازدواجية الموقف السعودي يتمثل في دعم الانفصاليين في المحافظات الجنوبية ، بالقوة والمال، لأن نظام آل سعود متضرر من تحقق الوحدة اليمنية واستمرارها، لأنه لا يضمن استمرار السلطة بيد قيادة المؤتمر الشعبي العام، التي تعيش تحت قوائم العرش السعودي منذ نشأتها الأولى. فالخوف هو أن يتحقق الحلم اليمني بانتقال السلطة لأية قوة وطنية قومية تقدمية، وبالتالي السعوديون مهتمون في تفكيك عرى الوحدة منذ قيامها، فضلا عن أن النظام السعودي التوسعي يطمح إلى التهام أراض يمنية أخرى ، فعينه مركزة على حضرموت، وعلى البحر العربي، إذ نعتقد أن حضرموت لن تكون ضمن الجنوب لو تحقق الانفصال - لا سمح الله- فسوف تتمكن القوى الانفصالية بضعفها من المحافظة على تلك الأرض الغنية بالثروة النفطية. وحول الحراك في محافظة تعز، قال الخولاني :" ان هناك إرهاصات على ما يبدو للتحرك، ونتمنى أن تتحرك كل المحافظات اليمنية بدون استثناء ، فحزب الخيل حزب انفصالي ، ولا يمت للوحدة بصلة إلا من قبيل أنه نشر وينشر فساده في كل المحافظات اليمنية بلا تمييز، وبالتالي فإن الثورة الشعبية مسألة مهمة في كل المحافظات اليمنية، ولكن يجب أن تكون الحراكات - ومنها الحراك في تعز - تحت سقف الوحدة اليمنية ، وأن لا تمس النسيج الوطني ، وأن تقودها المعارضة الوطنية ممثلة بأحزاب اللقاء المشترك، والمنظمات الجماهيرية غير الراكعة تحت قوائم الخيل، حتى لا تنحرف مثل هذه الحراكات عن جادة الصواب ولا تميل عن درب الوحدة . http://albadell.net/details.asp?id=3810&catid=1