حذرت هدى عبدالناصر، ابنة الزعيم الخالد جمال عبدالناصر من خطورة التهديدات التي تتعرض لها الأمة العربية اليوم، وفي مقدمتها علو الإرادة الصهيونية في ابتلاع الأرض الفلسطينية العربية لتصفية قضية الشعب الفلسطيني، التي اعتبرتها قضية الأمن والوجود العربي في صراع البقاء مع “إسرائيل” والصهيونية . وقالت إن الأمة العربية تواجه منذ سنوات مخاطر هائلة وان المصالح الوطنية للأقطار العربية باتت تحت التهديد نتيجة ضياع المصلحة القومية العليا، ما جعل الدول العربية تجاهد بائسة ضد مخاطر الانقسامات الداخلية بعدما تنازلت عن نضالها العظيم ضد الاستعمار والصهيونية . وأكدت هدى في فعالية إحياء ذكرى الزعيم الخالد جمال عبدالناصر التي نظمتها جمعية كنعان لفلسطين في العاصمة صنعاء أول أمس الأحد، أنه في الوقت الذي تواجه الأمة العربية هيمنة الإرادة الواحدة للقوى العظمى، أصبحت الإرادة العربية إرادات شتى وانكفأت الدول العربية على نفسها في مشهد بائس، يوحي بأنها فقدت القدرة على رؤية الصواب، وإدراك مصالحها، لافتة إلى أن موازين القوى الدولية قد تتغير وأن الظروف الإقليمية قد تختلف، لكن الأهداف القومية العليا تبقى ثابتة لا تتغير . وفي الفعالية التي أقيمت تحت عنوان “40 عاماً . . رحيل من دون غياب”، قال النائب الأول للحزب العربي الناصري المصري سامح عاشور إن عبدالناصر فوق العزاء وفوق الرثاء، وانه وان كان مات كفارس عربي أصيل فان فكره ومواقفه ومبادئه وكل خصاله لا تزال باقية وإلى الأبد . وخاطب عاشور الحضور الذين اكتظت بهم قاعة جمال عبدالناصر بجامعة صنعاء “من أراد أن يرى عبدالناصر حيا فليأت إلى اليمن ليشاهد استمرار الثورة اليمنية، ومن أراد أن يرى عبدالناصر حيا فليذهب إلى الجزائر حيث أرواح مليون شهيد ترفع عبدالناصر عاليا . وأضاف ومن أراد أن يرى عبدالناصر حيا فليذهب إلى قناة السويس والسد العالي” . وعن محاولات تشويه تاريخ عبدالناصر، قال عاشور إن عبدالناصر باق رغم انف الزعامات الورقية التي أرادت النيل من ناصر قبل أن تذهب، ليبقى حيا في قلوب ووجدان الجماهير . وأضاف أن عبدالناصر رحل ولن يعود ولا أمل للأمة إلا بالجماهير التي نشأت على فكر عبدالناصر وشعاراته ومبادئه وأهدافه السامية، لانتشال الأمة العربية من الضعف والهوان . وحذر عاشور من مشاريع العدو الصهيوامريكي في تقسيم وتجزئة الوطن العربي . وقال إن الحكام العرب اجمعوا شبه إجماع على قبول الاستسلام بالتفاوض مع العدو الصهيوني على السلام لكنهم تفاوضوا لسنوات ولم يحققوا شيئا، داعيا إلى إسقاط هذا المشروع، الذي قال إن كثيرا من المنظمات العربية تتزعمه، وإلى إعلاء لغة المقاومة بديلا عن اتفاقيات الاستسلام، وقال من اجل عبدالناصر ومن اجل الأمة علينا أن نقف ضد مشاريع التقسيم في الوطن العربي، وأضاف “من أراد أن يبقى مع عبدالناصر فليدافع عن وحدة اليمن والسودان والعراق وليبيا” . وألقى رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا كلمة تطرق خلالها إلى مواقف الزعيم الراحل . وحذر من مشاريع التجزئة والتشرذم داخل الأقطار العربية، ونوه إلى ما يعترض الوحدة اليمنية من أخطار، وقال إن الوحدة اليمنية مقدسة ويجب أن تكون كذلك . وكان نجل شقيق الرئيس اليمني رئيس جمعية كنعان لفلسطين يحيى محمد عبدالله صالح ألقى كلمة افتتاحية أكد فيها أن محبي عبدالناصر والسائرين على دربه ليسوا فقط أولئك الذين عاشوا وعايشوا التجربة معه فقط، بل الآلاف من الشباب الذين لم يعيشوا التجربة والذين كانوا يوم الرحيل المفجع أطفالاً صغاراً أو لم يولدوا بعد، هم من يحملون الراية ويعاهدون الله ويعاهدون أبناء الأمة بأن يستمروا في المسيرة نحو غاياتها المظفرة، وأضاف أن من يدافع عن عبدالناصر هي مواقفه القومية الخالدة والمشرفة التي أعلنها مدوية حين صمت الكثيرون . وفي ختام الفعالية تم تكريم ابنتي الزعيم الخالد جمال عبدالناصر هدى ومنى والنائب الأول لرئيس الحزب العربي الناصري سامح عاشور ورئيس المؤتمر الشعبي اللبناني كمال شاتيلا . * عن صحيفة الخليج