قال قيادي في المعارضة اليمنية إن عودة الرئيس علي عبدالله صالح إلى البلاد لا تهم المعارضة في شيء، معتبراً أن “الثورة قامت وهو لايزال قوياً، ولن تضعف بعد ذلك، وقد عاد ليشعل الحرب في كل مكان، فبعد عودته قصفت الساحات بالأسلحة الثقيلة من الهاون والدبابات والصواريخ، لكن شباب الثورة وكافة القوى الوطنية لن يمكنوه من ذلك” .وأوضح محمد مسعد الرداعي، الأمين العام المساعد للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في حديث ل”الخليج” أن: “الرئيس صالح لا يزال يستغفل الشعب وثورته ويراوغ الدول الشقيقة والصديقة ويتلاعب بها بادعائه الحرص على سلامة البلد، فيما هو في الحقيقة مجرم حرب صعد إلى السلطة بالقتل والدماء وأدار البلاد بالأزمات والحروب وسياسة فرق تسد، وتمزيق النسيج الاجتماعي وصولاً إلى إفراغ مضامين أهداف الثورة اليمنية سبتمبر/ ايلول وأكتوبر/ تشرين الأول” .وأضاف: “اليوم يسعى صالح إلى حرب أهلية من خلال حشد الشعب ضد بعضه بعضاً، كما فعلها في حرب 1994 عندما وضع نفسه مدافعاً عن الوحدة، وفي حروب صعدة التي خاضها تحت يافطة الدفاع عن الثورة من الإماميين، فيما يسير في طريق توريث الحكم لابنه أحمد وإقامة الدولة الصالحية، وها هو اليوم وإعلامه يحاول شخصنة الثورة وتصويرها بأنها صراع بين الشيخ حميد الأحمر ونجله أحمد وبينه وبين علي محسن الأحمر في تجاهل لملايين من شباب الثورة الذين خرجوا إلى الساحات منذ منتصف فبراير/ شباط الماضي للمطالبة بإسقاط النظام ومحاكمة رموزه، وبناء الدولة المدنية الحديثة، فالثورة كشفت الوجه الحقيقي لصالح وترفض أن يواصل الرقص على دماء وأشلاء اليمنيين” .وحول تفويض صالح لنائبه بالتوقيع على المبادرة الخليجية قال الرداعي: “هذا التفويض يعد عبثاً واستهتاراً بالجماهير التي خرجت إلى الشارع والساحات فالمبادرة التي رفضت من صالح في 22 مايو/ أيار الفائت تبعها أربعة أشهر من القتل مارسها من تبقى من العصابة، حيث سقط العديد من الشهداء في كافة الساحات وقصفت مناطق مختلفة من البلاد لم تعد صالحة اليوم” . وأشار إلى أن المبادرة لم تتضمن تفويضاً، بل بنقل السلطة، والتفويض يعد مخالفة للمبادرة الخليجية التي كان لها مواعيد محددة وآليات، كما كشفت للشارع اليمني وللخليجيين أن هناك عصابة تحكم وليس دولة .وحول الكيفية التي ستتعامل بها المعارضة لمواجهة الموقف، أكد الرداعي أن “المجلس الوطني جمع كافة الأطراف السياسية والاجتماعية والشباب ومعظم القوى من مختلف الساحات والميادين فصار على عاتق هذا الائتلاف مهمة إسقاط ما تبقى من النظام وأن يتولى الحلول لبناء الدولة المدنية الحديثة” .وتحدث الرداعي عن انضمام الكثير من رموز النظام إلى الثورة واتهامهم بالفساد وتأثير ذلك في الثورة، وقال إن “على الكثير من المنضمين إلى الثورة أن يتطهروا ويصدقوا ثورياً، وسلامة البلد ستكون بالدولة المدنية والحقوق المتساوية، ولا داعي للخوف من علي محسن الأحمر، فهو يطلب من هذه المرحلة رد اعتباره لأنه يكفي هذه العصابة أن حصدت أرواح الناس في حروب صعدة وفي أكثر من منطقة، وحاولت بناء جيش ما يسمى القوات الخاصة والحرس الجمهوري بقيادة الأبناء، كان يفترض من صالح ترك نجله أحمد في مجال التجارة بدلاً من نقله للمجال العسكري” .وناشد الرداعي من أسماها “الفئة الصامتة” أن “تستوعب ما يحدث وتخرج عن صمتها، فلا يمكن لأي احد أن ينكر بأن الناس خرجوا على نظام أسري عائلي وعلى سلوك وسياسة تغييب الدولة، ولم يخرجوا على أشخاص وإنما على المسلكيات التي كانت تدار بها الدولة” .وأوضح الرداعي أن قوى الثورة أوصلت رسالة للجانب الإقليمي والدولي الذي كان يعمل النظام على تضليلها من أن في اليمن 60 مليون قطعة سلاح، وان اليمن سوف يتقسم بعد رحيل الرئيس، لكن اليمنيين أثبتوا بسلمية ثورتهم وتقديم المزيد من الضحايا أنهم أصحاب قضية ولديهم رغبة في التغيير .وأضاف إن الشباب متمسكون بسلمية ثورتهم، وينسفون أكاذيب النظام التي تعتمد على التهويل بمخاطر امتلاك اليمنيين للسلاح، لأن نظام صالح هو الذي يسعى إلى جر البلد إلى مربع العنف والحرب الأهلية فهو المخرج الوحيد له .وطالب دول الخليج وبقية دول العالم بعدم تصديق ما يردده النظام عن ذلك، وأن يتوقفوا عن دعم صالح وبيع السلاح له، لأن هذا السلاح يقصف به المواطنين .
وتساءل الرداعي قائلاً: “نقول للإخوة في الخليج لماذا يقبلون بهذا الاستهتار بمبادرتهم من قبل علي عبدالله صالح، لأنه بعد أربعة اشهر وبعد المهانة التي تلقوها في رفضه التوقيع عليها، يجب عليهم أن يقولوا لم يعد لدينا علاقة بهذه المبادرة” . ورأى الرداعي أن مصلحة المجتمع الدولي مع الشعب وليس مع علي عبدالله صالح: “مصالحهم مع الشعب، صحيح أن الرئيس صالح قدم لهم تنازلات، لكن هذه مسيئة في حقهم لأنها كانت على حساب الشعب اليمني خاصة وهم يتحدثون عن الحقوق والديمقراطية الخليج الاماراتية
