دعت اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية اليمنيين في جميع محافظات الجمهورية للمشاركة في جمعة «لا حصانة للقتلة». و انطلقت صباح الخميس مسيرة جماهيرية من ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء جابت عدداً من شوارع العاصمة ورفعت شعارات ترفض منح حصانة لأي من القتلة الذين تورطوا في سفك دماء الثوار . وكانت المسيرة قد شملت الرجال والنساء ومضت كما هو مخطط لها من قبل اللجنة التنظيمية . إلا أن قوات أمن صالح لم تسمح للمسيرة أن تعود إلى الساحة قبل أن تنال منها رصاصات القناصة وبلاطجة النظام الذين صوبوا أسلحتهم باتجاه المتظاهرين السلميين فأوقعوا فيهم جريحين على الأقل . وعلى الرغم من ذلك إلا أن جرحى المسيرات السابقة بادلوا تلك الطلقات بتوزيع الورود على أفراد الأمن الذين يرابطون في شارع الزبيري . وكانت حرائر اليمن قد قمن بتوزيع الحلوى وهدايا العيد على أفراد الأمن ما يذكر سلمية الثورة السلمية وعدم انجرارها إلى العنف مهما كانت الاستفزازات . يذكر أن المسيرة التي عادت إلى الساحة هي الأولى بعد عيد الأضحى المبارك. جدد آلاف اليمنيين اليوم الخميس في العاصمة صنعاء رفضهم منح الرئيس علي عبدالله صالح ومعاونيه أي حصانات أو ضمانات ضد الملاحقات القضائية متوعدين بمحاكمتهم باعتبارهم مسئولين عن أعمال القتل التي طالت المتظاهرين السلميين. ودعا المتظاهرون في مسيرة نسائية ورجالية جابت شوارع العاصمة المجتمع الدولي إلى إحالة صالح ومعاونيه إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمته على ما اقترف بحق الثوّار السلميين منذ اندلاع الثورة في منتصف يناير الماضي. ونددوا بالقصف العنيف الذي تتعرض له تعز وأرحب، وسقوط ضحايا بشكل يومي.
وتعرضت المسيرة لإطلاق نار من قبل مسلحين بلباس مدني في تقاطع النصر (كنتاكي) ما أسفر عن إصابة 3 شبان بجروح نقلوا على فورهم إلى المستشفى الميداني لتلقي العلاج. وجاء الهجوم على المسيرة بعد دقائق من تطمينات أطلقها جنود الأمن المركزي عبر مكبرات الصوت بمنح المسيرة الأمان. وشهد تقاطع عصر بالتوازي مع شارع الزبيري انتشاراً أمنياً كثيفاً. وكانت المسيرة الرجالية قد انطلقت من شارع الرباط باتجاه شارع الستين - تقاطع السنينة حيث تجمع المسيرة النسائية. وواصلت المسيرة الرجالية سيرها والتحم معها الحشد النسائي لتتبعها من الخلف. وجابت المسيرتين عدداً من شوارع منها الستين عصر والزبيري إلى تقاطع النصر ثم مستشفى الجمهوري وولجت حي القاع وشارع الزراعة ثم عادت إلى الساحة. وهتف الثوّار بشعارات تضامنية مع المعتقلين في سجون النظام، منها: «قسماً قسماً يا أسير.. للسجان أسوء مصير». وفي تعز، استشهد فتى وأصيب خمسة متظاهرين على الأقل عندما قصفت القوات الموالية للرئيس صالح ساحة الحرية بالمدينة، عقب مشاركة مئات الآلاف في مسيرة حاشدة تطالب بمحاكمة صالح ومعاونيه. وفي مدينة البيضاء خرجت مسيرة حاشدة في شوارع المدينة للتأكيد على سلمية الثورة والمطالبة بالحسم الثوري وإجبار صالح على التنحي بعد 33 عاماً قضاها في الحكم. وطالب المتظاهرون المجتمع الدولي بتجميد أرصدة صالح ومعاونيه وإحالتهم إلى المحكمة الجنائية الدولية.