احتشد امس في ساحة " نصرة المظلوم " بمديرية العدين للمرة الثالثة على التوالي الآلاف من المواطنين الذين قدموا من عزل وقرى المديرية لأداء صلاة الجمعة والتأكيد على استمرار انتفاضتهم الشعبية ضد " الظلم والقهر والاستبداد " والمطالبة بالقبض على مشايخ متورطين في جرائم انتهاكات بحق مواطنين بسطاء وأبرياء من أبناء العدين وصلت حد قتل عدداً منهم والإفلات من العدالة أخرها قتل المواطنان احمد محمد غالب (جعوش) وولده الأكبر عيسى برصاص نجل شيخ نافذ مطلع الشهر الجاري في حادثة لاقت استنكار وتنديد شعبي ورسمي واسعين لا تزال تداعياتها تتواصل بقوة فيما الجناة فيها طلقاء حتى الآن رغم الوعود التي قطعها على أنفسهم مسؤولون في قيادة المحافظة بإحضارهم وإنفاذ القانون. وفي الجمعة التي شهدت حشداً اكثر واكبر مقارنة بجمعتين سابقتين شهدتهما المديرية لذات الأسباب والمطالب شدد الخطيب على حرمة دم المسلم من خلال سرده أدلة من الكتاب والسنة من دين الإسلام وكذا ما نصت عليه القوانين والمواثيق المحلية والدولية داعياً في متن الخطبة إلى رفض الظلم أيا كان مصدره ، والمسارعة إلى نصرة المظلوم . وقال عبدالسلام الخديري خطيب "جمعة نصرة المظلوم" : " يجب أن نقبل أقدام شباب العدين أولئك الشباب الذين كانوا النواة الاولى في رفض الظلم والجريمة واسسوا لهذه التظاهرة الاحتجاجية المشروعة بعد انتظار رياح التغيير طويلاً بسبب الكبت , أولئك الذين بدءوها قبل الأحزاب والمنظمات والشخصيات وأبناء العزل " ، وتابع قائلاً : " إن العدين عانت العطش لسنوات من القحط والجدب عطشا إلى العدل تتوق إلى الحرية والكرامة ، وهاهم ابناء العدين الذين كان يتندر عليهم الناس بالأمس يسطرون لوحة رائعة تاريخية بالوقوف صفاً واحداً لنصرة المظلوم أمام الجبروت والظلم " واضاف :" كنتم تتندرون عليهم بالأمس بأنهم أذلاء فلم يكونوا اذلاء بل كانوا صابرين ولم يكونوا عاجزين بل كانوا منتظرون ، فهاهم قد استعادوا كرامتهم" ودعا الخطيب الخديري أبناء العدين إلى ان يبرأوا الى الله من الظلم والنفاق وان يتحدوا ويتضامنوا صفاً واحداً ، كما وجه دعوة لمن اسماهم " الطغاة " ان يعتبروا ،لأفتا ان رياح التغيير لن تستثني احداً مهما كان جبروته وجيوشه وحشده ومواليه على حد قوله . والى من نعتهم " كل فاسد وظالم يبتز الناس في الأجهزة الأمنية والقضائية والمحلية وبقية مرافق الدولة " دعاهم بأن يتوبوا إلى الله ويقلعوا عن ذلك قبل ان تقلعهم موجة التغيير القادمة لا محالة حسب تعبيره. وعقب الانتهاء من صلاة الجمعة قاد المشاركون مسيرة غاضبة جالت الشارع العام بمركز المديرية وهتفت فيها الحناجر بشعارات طالبت بمحاكمة عادلة وعاجلة لكافة الجناة المتورطين في قضايا الدم والحقوق ، ونددت في ذات الوقت بقبضة المشايخ على أنفاس ورقاب الناس وحرياتهم ، ودعت إلى رفع ظلمهم وبطشهم على المديرية ، كما رفع المشاركون لافتات تضمنت عبارات طالبت بالقصاص من القتلة الى جانب رفع صور عدد من الضحايا. وكان بيان صادرعن ابناء العدين حيا فيها عزيمة الحاضرين الرافضة للظلم والقهر وحضورهم لنصرة المظلوم بصورة سلمية وحضارية معتبرا ذلك دليل على الوعي المتقدم لدى ابناء المديرية وكفاحهم المستمر من اجل حياة كريمة وامنة. ورفض البيان ما اسماه" تعمد مشايخ جناة ومسؤولون تمييع القضية واخراجها عن سياقها القانوني والحقيقي بغرض المغالطة والتستر على الجريمة" لافتا بذلك الى ما اكدته معلومات من احتجاز اشخاص في مبنى المحافظة من اقرباء الجناة في جريمة قتل جعوش وولده لا علاقة لهم بالجريمة والتستر على الجناة الحقيقين ، داعيا في ذات الوقت الى اطلاق سراحهم باعتبار ذلك جريمة على حد وصفه ، واحضار الجناة الحقيقين احقاقا للحق وانتصارا للعدل كما ورد فيه. ودعا البيان الى الاستمرار في الاحتشاد والمشاركة في كافة الفعاليات الاحتجاجية حتى تسليم الجناة وماكمتهم.