بعد سنوات من الاهمال والتناسي طالبت الحكومة اليمنية السلطات الأميركية بتسليمها 90 يمنياً ما زالوا محتجزين في معتقل غوانتانامو وإعادتهم إلى وطنهم. وبعث وزير الخارجية أبو بكر عبد الله القربي رسالة إلى نظيره الأميركي جون كيري أكد له فيها حرص اليمن على اتخاذ كافة التدابير الدبلوماسية والأمنية والتأهيلية للعائدين، "حتى يعودوا إلى جادة الصواب ويندمجوا في مجتمعاتهم كمواطنين صالحين، ويسهموا في خدمة وتنمية وطنهم ". ونقلت وكالة الانباء اليمنية سبأ عن القربي قوله إن إغلاق ملف غوانتانامو سيعيد الثقة في قيم الحرية والعدالة، مثلما جاء في الرسالة التي استهلها الوزير اليمني بتهنئة نظيره الأميركي بمناسبة تعيينه وزيرا للخارجية، والإشادة بما اعتبره المستوى المتطور الذي وصلت إليه العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين . واكد مصدر دبلوماسي في السفارة اليمنية بواشنطن أن السفارة كثفت تواصلها ولقاءاتها واجتماعاتها مع المسؤولين الأميركيين في وزارات الخارجية والعدل والدفاع، وكذا مع محامي المعتقلين اليمنيين والمنظمات الحقوقية . وكانت دراسة امنية قالت في وقت سابق إن 95% من المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو الذي تم القبض عليهم في أفغانستانوباكستان عقب سقوط حكومة حركة طالبان لم يكن لهم علاقة بالعمل العسكري مع تنظيم القاعدة وان 5% منهم فقط كانوا على علاقة بالعمل والأنشطة العسكرية . وحسب الدراسة فإن معظم اليمنيين الذين تم القبض عليهم في أفغانستانوباكستان كانوا يعملون كمدرسين للغة العربية والقرآن الكريم في أفغانستان مقابل اجر شهري يصل إلى 100دولار شهريا للمتزوجين و50 دولار للعازبين . وتنبين من خلال جمع المعلومات في أوساط الأسر اليمنية وأقوال المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو إن معظم المعتقلين تم القبض عليهم في باكستان وعزت ذلك إلى المكافاة التي أعلنت عنها السلطات الأمريكية بمنح 5 آلاف دولار لمن يبلغ عن أي فار من أفغانستان إلي باكستان مما شجع الباكستانيين على الإبلاغ عن أي عربي يلقوه أمامهم . وجاء في النتائج الدراسة إن السلطات الأمريكية لم تملك أي دليل يدين 95% على الأقل من اليمنيين المعتقلين لديها في جوانتانامو بالاشتراك في أي عمل عسكري وان كافة المعتقلين اليمنيين لم يعتقلوا أثناء العمليات العسكرية بأفغانستان . ومن وقت لآخر تعلن السلطات الامريكية عن وفاة معتقلين يمنيين داخل سجن جوانتانامو دون اية تفاصيل حول اسباب الوفاة، وسط انباء عن علميات تعذيب جسدي ونفسي للمعتقلين هناك . وبات المعتقلين المينيين في جوانتانامو يشكلون النسبة الاعلى في المعتقل بعد أن سعت الدول الاخرى للإفراج عن معتقليها خلال السنوات الماضية باستثناء النظام اليمني السابق الذي حاول استثمار المعتقلين وابتزاز اموال من الولاياتالمتحدة ودول اخرى مقابل استقبالهم.