أكدت أوساط أكاديمية واجتماعية وسياسية على أهمية توعية المواطنين في المحافظات القبلية اليمنية للرفع من مستوى تعاونهم مع مؤسسات الدولة في تنفيذ مشاريع التنمية ، و شددت هذه الأوساط على أهمية ما يمثله خطباء المساجد والمرشدين الدينيين في تلك المحافظات كأبرز وسائل الإتصال في هذا الجانب ، باعتبارها الأقرب إلى مسامع الناس عن غيرها من وسائل الإعلام والاتصال الجماهيري . وفي هذا الإطار نفذت مؤسسة الإرشاد الاجتماعي دراسة ميدانية استقصائية ضمن برنامج مشروع الإرشاد التنموي الذي بدأت فعالياته في أكتوبر 2009م وسيستمر لمدة سنة استهدفت خلاله محافظة مأرب كمرحلة أولى ضمن خمس محافظات من بينها الجوف وصعدة ، حيث يهدف المشروع إلى تحقيق شراكة فاعلة بين علماء الدين والسلطات المحلية ومنظمات المجتمع المدني والسكان المحليين في دعم عملية التنمية .و في الفعالية التي نظمتها مؤسسة الإرشاد الاجتماعي الأحد الماضي بفندق موفنبيك لعرض نتائج الدراسة ، التي أجريت لتقصي آراء عينات من كافة مديريات وعزل وقرى محافظة مأرب حول المشكلات و العوائق التي تعد عوائق ومشاكل وعقبات تحول دون تنفيذ مشاريع التنمية في المحافظة .. كشفت الدراسة التي أشرف على إجرائها فريق من الباحثين و الأكاديميين على رأسهم الدكتور عادل الشرجبي أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء عن عوائق كثيرة أهمها قضيتي الثأر والتقطعات والصراعات بين الدولة والقبائل . وبينت الدراسة إمكانية استخدام الإرشاد الديني لخدمة قضايا التنمية في مجالات مختلفة في مأرب منها (التعليم والصحة والأمن والمياه والزراعة ) ، عبر قيام العلماء والمرشدين الدينيين في تفعيل عملية التنمية في المجتمع والتي تتمثل في نشر المفاهيم المتعلقة بالتنمية عبر الخطب ومراكز التعليم الديني ووسائل الإعلام المحلية والفعاليات المختلفة , بالتعاون مع المجالس المحلية والجهات الحكومية ومشائخ القبائل والأعيان ، باعتبارهم شركاء فاعلين في التنمية والاتجاه بها نحو المسارات الملائمة ، لخلق فرص متكافئة ، من شأنها تخفيف التوازن والاعتدال والوسطية ونبذ السلوكيات والممارسات الخاطئة ، التي تتعارض مع مبادئ الدين الإسلامي الحنيف .